التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

مؤتمر أربيل.. دعوا الذبابة تطير! 

علاء الرضائي –

أجتماع أربيل الذي عقد الخميس 18 ديسمبر 2014 في عاصمة اقليم كردستان شبه المنفصل عن العراق، قسم الساحة السنية العراقية (العرب السنة) وأدى الى تشظيتهم أكثر من قبل..

فقد رفضه رئيس البرلمان وكتلته النيابية، ورفضته محافظتي كركوك وصلاح الدين واهم تنظيمات ديالى والعربية وجماعة علماء العراق ومجلس انقاذ الانبار وفاعلياته العشائرية التي تتصدى عملياً للارهاب القادم من خارج الحدود.. لكن ترى من شارك في هذه التظاهرة البعثية الطائفية؟

بأختصار المشاركون هم جماعة خيام الاعتصام او نقاط المثابة الداعشية وحواضنهم الطائفيين والبعثيين وأغطيتهم المندسين في العملية السياسية.. كان حفلة “نجيفية” مدعومة اقليمياً.. للأهداف التالية:

 

1. أقامة اقليم سني كخطوة اولى نحو كونفدرالية سنية عراقية ـ اردنية يمكن استخدامها في مشروع توطنين الفلسطينيين لاحقاً، خاصة مع تعثر مسار التسوية مع الصهاينة وضغط الشارع الفلسطيني والعربي باتجاه الذهاب للامم المتحدة من أجل تحديد سقف زمني لاقامة “دولة فلسطينية”…

هذا المشروع الذي أجهضته الحكومة العراقية السابقة من خلال فض خيام التآمر (الاعتصام) والذي ترفضه حكومة السيد العبادي كما ترفضه أغلبية الشخصيات والفاعليات العربية السنية ولاتدعو له الا الفاعليات الطائفية المرتبطة باجندات الخيانة العربية.

 

2. تأسيس مليشيات طائفية أجرامية تحت مسمى “الحرس الوطني” مهمتها حسم الصراع بين شركاء الأمس في العدوان على الموصل والمناطق الغربية الأخرى، لصالح البعثيين الذين يسعى غطائهم في العملية السياسية الى اعادتهم للسلطة ولو تحت مسمى الكفاءات والخبرات العسكرية السابقة.. الخبرات التي دربت “داعش” على ذبح العراقيين بكل مكوناتهم والتي قادت بنفسها مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من 1600 عسكري عراقي… ولذلك تراها تضغط باتجاه اصدار عفو عام والغاء قانون المسائلة والعدالة (اجتثاث البعث)..

3. اقتباس النموذج الكردستاني في التعامل مع الحكومة المركزية.. أي اقامة دولة داخل دولة، مستقلة الصلاحيات ولها علاقاتها الخارجية غير المؤطرة بسياسة المركز.. وبالتالي شرعنة التدخل الاجنبي في الشأن العراقي، بالضبط كما فعلت أربيل مع بغداد فيما يتعلق بعلاقاتها مع تركيا…

4. فتح قناة أخرى لنهب ثروات الجنوب العراقي المسكين الذي تذهب عائداته النفطية الى الأقاليم الأخرى وهو يعاني من الاهمال الحكومي وتردي البنى التحتية وسوء الادارة المحلية بسبب الصراعات الحزبية وغياب سلطة الكفاءات… هذه المرة تحت عنوان “اعمار” المناطق السنية…

6. ضرب الحشد الشعبي العراقي الذي حمى العراق بكل مكوناته من السقوط والانهيار وقدم الدماء من أبناءه لدفع الارهاب وصد هجومه على المدن بغض النظر عن انتماءها القومي او المذهبي.. ولذلك لم يكن غريباً أن المؤتمرين الذين شارك غالبيتهم في استباحة غرب العراق (السني) الى جانب “داعش” اعتبروا الحشد “مرادفاً” للارهابيين، ولابد من القضاء عليهم ومحاكمتهم!!

لم يكن كل هذا مستبعداً وغريباً من اناس باعوا وطنهم للاعرابي والافغاني والافريقي وعملاء تل ابيب من عرب الجنسية وفتحوا مدنهم أمام قاذورات ونفايات البلدان لتنكح “جهاداً” نسائهم وحرائرهم وتفرض الجزية والضرائب على ابناء وطنهم..

لكن الغريب هو حضور “المؤتمر” مندوبين عن الحكومة العراقية والامم المتحدة الى جانب وتحت سقف واحد مع أشخاص مدانين من قبل القضاء العراقي بالارهاب وارهابيين محكومين بالاعدام وبعثيين وسلفيين وطائفيين وعملاء يشهرون بعدائهم للعملية السياسية وبسعيهم لاسقاطها!!

أن ما خرج به المؤتمرون وما نطقوا به خلال اجتماعهم (الذي وصفه أكثر من مصدر مستقل وخاصة من الفاعليات العراقية السنية بأنه فاشل) يكرس مشروع التقسيم والتجزئة الطائفية للعراق وينذر بحرب طائفية وصراع مدعوم من محور “العرب الصهاينة” الذي تقوده دول البترودولار، واستفزاز بأعادة البعث المجرم الى السلطة تصوراً منهم بأنه يمكنهم قمع المكون الأكبر والأغلبية السكانية مرة أخرى وأعادة انتاج 8 شباط آخر (1963)..

 

وقد يكون مؤتمر أربيل رداً على مسيرة الاربعين المليونية والرسالة التي بعث بها 18 ـ 19 مليون متشح بالسواد حزناً على ريحانة نبي الاسلام (ص) في كربلاء.. لكن الرد البعثي هذا عبر عن حجمهم الحقيقي وذكرنا بقصة النخلة والذبابة.. عندما خاطبة الذبابة النخلة وهي تهم بالرحيل:

انتبهي أيتها النخلة وتماسكي فاني راحلة عنك إلى وجهة أخرى..!!

فأجابتها النخلة هذه الحشرة بتعجب: ارحلي.. ما شعرت بكِ حينما وقفت عليّ فلن أهتز عندما تطيرين عني..!!

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق