التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

زیارة وزیر الدفاع العراقی لایران .. علاقات استراتیجیة للغایة 

في اطار التعاون والتنسيق عالي المستوى بين ايران والعراق في المجال الدفاعي زار وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي العاصمة الايرانية طهران لاجراء مباحثات مع المسؤولين الايرانيين ، وقد وصل العبيدي طهران يوم الاثنين وتم استقباله من قبل وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الایرانیة العميد حسين دهقان وقد اعتبر العبيدي دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للقوات المسلحة العراقية ضروة استراتيجية.

وقد اعرب وزير الدفاع العراقي خالد متعب ياسين العبيدي عن ارتياحه لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية ولقاء وزير الدفاع العميد دهقان موضحا ان الدعم الشامل الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية قد اوجد شعورا جيدا واخويا بين القوات المسلحة والحكومة والشعب العراقي تجاه الحكومة والشعب والقوات المسلحة الايرانية.

واعرب عن امله في اقامة تعاون مع البلد الصديق والشقيق ايران واكد ان  تنمية العلاقات بين ايران والعراق يخدم مصالح شعبي البلدين ، واشار وزير الدفاع العراقي الى دعم الجمورية الاسلامية الايرانية في التصدي للارهاب , واصفا مواقف واجراءات ايران في دعم العراق حدثا تاريخيا يجسد ارادة ومصداقية ايران.

واكد العبيدي على تطوير التعاون الدفاعي بين ايران والعراق مشيرا الى ان العراق مشغول حاليا  على ثلاث جبهات في محاربة الارهاب ومكافحة الفساد واعادة البناء ودعا الى مساعدة ودعم ومشاركة ايران في هذه الجبهات الثلاث   معلقا آماله على الدور الايجابي للجمهورية الاسلامية الايرانية.

 من جانبه أشار دهقان في هذا اللقاء الى الصلات الثقافية والاجتماعية والمذهبية والقومية العميقة بين الشعبين الايراني والعراقي ، واكد على ضرورة تطوير التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين ، مضيفا : ان دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للجيش والقوات المسلحة العراقية نعتبرها جزء من الاستراتيجية الدفاعية والامنية للجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة.

وتابع قائلا : ان دعم وحدة اراضي العراق وتعزيز سيادة الشعب على اساس الآليات المنصوصة عليها في الدستور , وارساء الامن التام والمساعدة على تحقيق التنمية الشاملة في العراق تعد من السياسات المبدئية والثابتة للجمهورية الاسلامية الايرانية.

واوضح وزير الدفاع الایراني ان نظرة الجمهورية الاسلامية الايرانية للعراق تتجاوز النظرة القومية والطائفية ، مضيفا : ان جميع المواطنين في هذا البلد يجب ان يكون لهم دور بناء ومؤثر في مسار العملية السياسية وفقا للدستور العراقي.

وقدم العميد دهقان تهانيه بمناسبة الانتصارات الاخيرة التي حققها الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في مواجهة ارهابيي تنظيم داعش التكفيري مضيفا : اعتقد بشكل راسخ انه من خلال الاجماع الوطني في العراق في التصدي للارهاب صنع ملحمة تاريخية ويحدونا الأمل في ان تتواصل عملية تطهير باقي مناطق العراق من وجود الارهابيين بنفس الوتيرة.

وانتقد العميد دهقان بشدة الاجراءات الاحادية الجانب بذريعة مكافحة داعش والارهاب وقال : ان مثل هذه الاجراءات من شأنها ان تساعد في استمرار بقاء وتقوية جذور الارهاب في المنطقة وان اي اجراء في العراق وسوريا يجب ان يتم من خلال التنسيق الكامل مع الحكومة المركزية في البلدين.

واستنكر وزير الدفاع الایراني اي سلوك يستهدف الانسجام في العراق او ان تتبادر الى الاذهان النزعة الانفصالية وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت منذ سقوط النظام البعثي تدعم الحكومة العراقية واكدت على مشاركة جميع الاطراف في العملية السياسية في العراق.

وفي الختام اعرب العميد دهقان عن سروره لزيارة وزير الدفاع العراقي الى الجمهورية الاسلامية , معلنا استعداد ايران لتوسيع التعاون الدفاعي والعسكري وتقديم المساعدة لدعم البنية الدفاعية وتقوية الجيش العراقي.

كما استقبل أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني وزیر الدفاع العراقي خالد العبیدي ، وقال شمخاني اثناء اللقاء ان تنظيم “داعش” الارهابي يعاني من الضعف واذا انقطع عنه الدعم العسكري والمالي السري الذي تقدمه بعض الدول الاقليمية سنشهد قريبا تحرير جميع المناطق من الارهابيين.

واضاف شمخاني ان دعم ايران للشعب العراقي في مواجهة الارهاب التكفيري هو نابع من التعليمات الدينية وان ايران لاتميز بين الشيعة والسنة في هذا المجال.

  وأشار شمخاني الى التعاون الاستراتيجي الواسع بين ايران والعراق خاصة في المجالات الدفاعية والأمنية وقال ان ايران تريد ارساء الأمن والاستقرار في العراق وباقي دول المنطقة.

وأكد شمخاني ارادة ايران الحازمة في تقديم الدعم الشامل للعراق لاجتثاث جذور الارهاب فيه، مشددا على انه ينبغي الا يبقى حتى شبر واحد من ارض العراق تحت سيطرة الارهابيين التكفيريين.

واشار شمخاني الى الظلم الفظيع الذي يمارسه الارهابيون التكفيريون بحق السنة في العراق، واكد ضرورة تحرير المناطق التي يقطنها السنة من قبل الاخوة اهل السنة وعودة المهجرين الى ديارهم.

   واضاف، ان تطوير التعاون الاستراتيجي بين ايران والعراق ليس مقتصرا على المجال الدفاعي وسنشهد قريبا في ظل جهود الحكومتين المزيد من الازدهار في التعاون الاقتصادي الشامل بين البلدين.

واعتبر ان الضرورة لارساء الامن المستديم في العراق هي مشاركة جميع المكونات والحضور الفاعل للشعب والمراجع الدينية والاعتماد على سبل الحل الداخلية.

من جانبه قال العبيدي ان الدعم الشامل الذي تقدمه ايران للقوات المسلحة العراقية له دور مؤثر جدا في الانتصارات التي سجلها الجيش العراقي في المناطق المختلفة ، واضاف : ان المواقف والاجراءات الصادقة والجادة لايران تختلف كثيرا عن الشعارات التي ترفعها بعض الاطراف التي تدعي دعم العراق.

 وقال العبيدي ان الدعم الشامل من جانب ايران للقوات المسلحة العراقية، قد عزز التضامن بين البلدين وكان له دور حاسم في انتصارات الجيش العراقي في مختلف المناطق

 واشار وزير الدفاع العراقي إلى المسيرة المتنامية لتقوية البنية الدفاعية العراقية في الظروف الجديدة وقال، ان الاستقرار السياسي الحاصل من صوت وارادة الشعب العراقي يلعب دورا قيما في تقوية وانسجام القوات المسلحة وتعزيز الروح المعنوية لمواجهة التهديدات الامنية والارهابية.

وفي سیاق برامج زيارته الى ايران ايضا زار وزير الدفاع العراقي معرض الإنتاج الحربي لوزارة الدفاع الإيرانية ، واطلع على مجالات تصنيع الأسلحة العسكرية الإيرانية لمختلف الصنوف البرية والبحرية والجوية.

 كما اطلع على آخر ما توصلت إليه الصناعة الإيرانية في مجال الصواريخ والترسانة العسكرية.

 وفي ختام الزيارة عبر عن شكره لحسن الاستقبال من المسؤولين في معرض الإنتاج الحربي.

 وفي السياق نفسه، زار العبيدي مصنع إنتاج الأسلحة الحربية الخفيفة من الرشاشات والمسدسات والذخائر ، وأبدى إعجابه لما توصلت إليه جمهورية إيران الإسلامية في صناعة الأسلحة، وفي اعتمادها على نفسها واكتفائها الذاتي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق