التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

هل نحن شركاء في عالم اجمل …؟ 

د . ماجـــد أســد  –
ضمن صخب الحياة اليومية وتصادماتها وتحولاتها وغزارة احداثها وماتتركه من اثار سلبية او ايجابية تأخذ الصحافة دورها في رؤية المشهد كاملا ,وليس النظر اليه من زاوية واحدة او اخيرة غير قابلة للمناقشة او الدحض !
ان المتابع يرغب ان يجد نفسه يسأل السؤال الذي يمتلك مايدور في رأس الكاتب والاخير لانه وضع الحرية جسرا للتواصل وليس للعبور فحسب فأنه لن يتخلى عن الاسئلة التي تشغل هذا المتابع باختلاف ثقافته او افكاره وفلسفته فالسؤال الذي لا اجابة عليه ليس سؤالا,كالجواب الذي لاعلاقة له بألسؤال !
 ففي دوامة الانشغالات اليومية ,وفي تفاصيلها الدقيقة ومتطلبات الحياة وضروراتها تبرز اهمية دائمة للاستراحات والبحث عن السكينة لمواصلة العمل مجددا .
لان المتلقي كالكاتب يرغب ان لايكون فائضا , وانه لايؤدي الا واجبا قسريا وكفى …!مع ان وسائل الاتصال تكاد لاتسمح للكاتب او للمتابع لحظة استراحة وتأمل وفرصة للتمتع بمباهج الطبيعة ,وجماليتها او بلقاء احد اصدقاء الماضي او قراءة كتاب جديد او تفقد احد المعارف …او الذهاب في جولة سياحية قصيرة لان تسارع الاحداث في فوضاها وصخباها تسرق من الجميع نشوة اننا نمتلك احاسيس ورهافات لانجد لها موقعا في نظام حياتنا وفي الغالب .فالقلق يدمج التعب حد الاعياء في معالجة المشكلات اليومية فلا يجد الكاتب نفسه قادرا على تركها ولا على تتبعها ايضا فثمة ازمات تخص الطبيعة وتخص العالم بأسره وصولا الى الوطن وما هو بالجوار , دون اهمال المتطلبات الخاصة , او الشخصية .
 ذلك لان الحياة ليست واجبات تؤدى لتعقبها واجبات بعيدا عن تذكر ان الحياة بمعناها الشمولي زاخرة بما لايحصى من الافراح والمباهج والمؤانسات والمتع والمعارف والشغف بالجمال .
 فهل فكرنا في التوازن كحد من حدود الرؤية المتكاملة بين الضرورة والحرية بين قيود الحياة ومافيها من نوافذ وابواب لن تبقى موصدة الى الابد بما يمنح الوعي قدرة على التجدد وبما يمنح الحواس طاقات اضافية تسمح لنا ان ندرك ان العالم بلا حدود كالوفاء والمحبة والرحمة التي شكلت اسس المجتمعات المتماسكة والمنتجة والسعيدة في نهاية المطاف كما لايمكن ترك العقل الوعي يبلغ درجة الاعياء بسبب هموم العالم وتحولاته  وفوضاه وخسائره فالعقل هو الاخر ليس محض الة وجدت للعمل حد الانهاك كي يفقد وعينا لغز الوجود في تنوعه وديناميته وصيرورته الدائمة .
 فالجمال يبقى كامنا لا في الاشياء وحدها ولا في النفس وحدها فحسب بل في العلاقة بيننا وبين المكونات التي ستشكل مصائرنا عبرها ولكي لانقول واسفاه , ولكي نستبعد الندم والاسى والشعور بالتعاسة فأن تجدد حيوية الاسئلة يتطلب رغبة عميقة للمشاركة بصناعة حياة لن نأسف اننا وجدنا فيها وكان لنا فيها دور طالما رغبنا ان يكون نبيلا صادقا ومتوازنا بين العاطفة والعقل وبين الواجب والكرامة وبين الاصالة والتجدد !
 اتراني نجحت ان اقول لكم : اننا شركاء في بناء عالم اكثر جمالا واقل اضطرابا …

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق