التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

تركيا تبدأ بتغيير سياستها تجاه سوريا والاسد 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي –

ذكر موقع الاخبار الناطق باللغة العربية ان الموقف التركي من الازمة السورية بدأ يتغير حيث لم يعد شرط رحيل الرئيس بشارالاسد عن السلطة اولية لدى انقرة.

وفي مقال نشر على موقع الاخبار قال الكاتب للكاتب ابراهيم الامين انه ومن بين جميع الدول المعنية بالأزمة السورية، تقف تركيا، من دون استراتيجية واضحة وحاسمة، بل تبرز الى السطح يوماً بعد يوم، تبدلات تسمح بتوقع متغيرات. لكن ليس منطقياً توقع زيارة قريبة لرجب أردوغان الى دمشق. إنما صار واضحاً أن تركيا باتت ملزمة باعتماد سياسة جديدة ربطاً بكل المتغيرات التي حفلت بها المنطقة خلال العام الأخير. والصعوبة الكبيرة التي تواجه حكام تركيا، هي في كون التفرد واتخاذ خط خاص لم يعد صالحاً بعد انطلاق عمليات الحلف الغربي ضد «داعش» وبعد انطلاق الحرب الإيرانية المفتوحة ضد «داعش».

ويضيف الكاتب أن تركيا تواجه اليوم حقائق وصعوبات. هي لا تعرف إذا كان الاتحاد الأوروبي سيبقى قوياً وموحداً، قبل أن تثق بأن فرصتها للانضمام إليه متاحة قريباً. وهي تسعى الى انتزاع موقع إقليمي ودولي، لكنها تعرف أن البقاء في الحلف الأطلسي(الناتو) يشكل مدخلاً إلزامياً لانتزاع هذا الدور. وهي تواجه في الوقت نفسه وضعاً داخلياً له تعقيداته الآخذة في الاتساع، وخصوصاً مع نمو التيار المتطرف الداعم لفكر وممارسة «داعش».

واشار الامين الى ان تركيا، تعيش هاجساً آخر، يتمثل في كونها اليوم تتحرك ضمن حقل مغناطيس من النوعية الفائقة الفعالية. من جهة، يتحرك السعوديون والأميركيون باتجاه تركيا لإقناعها بالانضمام الى استراتيجيتهما في سوريا ومصر والعراق وتصور العلاقة مع إيران. ويظهر الأميركيون ومعهم السعودية استعدادات كبيرة لتوسيع الدور الإقليمي لتركيا بما في ذلك تحقيق مصالحة أو تسوية خاصة مع مصر. عملياً، يطلب الغرب ومعه السعودية من تركيا، التخلي عن الاستراتيجيةالمنفردة التي تتبعها حيال الملفات الساخنة.

ويضيف الامين ان الجانب الاخر اي ايران وروسيا يدعون تركيا الى مبادرات عملانية حيث قال الروس إنهم يستعدون لجعل تركيا المعبر الإلزامي للغاز، وإعداد تفاهم استراتيجي يوسع دور تركيا في آسيا الوسطى ويحفظ لها دورها الأكبر في المنطقة العربية. أما إيران، فقد صارحت أردوغان عندما زارها قبل مدة، بأنها لا تمانع في قيام تحالف ثنائي تركي ــ إيراني، يقوم على تفاهمات حول ملفات المجال الحيوي وحول سوريا والعراق، وبطريقة تفرض على الغرب والشرق التوجه إليهما كقوة حاسمة.

ويتحدث الامين عن وقوع احداث عدة استدعت من تركيا إعادة النقاش حول موقفها من القضايا الاقليمية والدولية. أولاً، حسمت أجهزتها المعنية بالأزمة السورية باستحالة الحديث عن سقوط النظام في سوريا؛ وتلقت إشارات دبلوماسية من عواصم غربية وعربية تقول بأن الجميع صار يتعايش مع بقاء الأسد. ثم حصل الانقلاب الأصعب في العراق، مع استيلاء داعش على مساحات واسعة واعلان دولته هناك  والتي ترى فيها تركيا خصماً وعدواً، ولو أن قتال داعش ليس واجباً الآن. كل ذلك، جاءمعطوفاً على هزائم تنظيم «الإخوان المسلمين» في مصر وتونس وليبيا وسوريا.

ويقول الامين في مقاله لذلك، كان الأتراك أول من تلقى بوضوح الرسالة الإيرانية الجديدة التي تمثلت في الظهور العلني والمكثف لأبرز قادة الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في ميدان العراق. ثم فهمت تركيا أن عدم انضمامها العملي الىقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» لن يغير في استراتيجية هذا التحالف. لكنّ دوراً سوف يعطى لطرف آخر، وهو الأردن. ثم شعر الأتراك بأن الوضع في العراق لن يبقى على صورة نتائج غزوة حزيران 2014. وهم تابعوا المتغيرات التي تعكس عقلاً مختلفاً عند إيران. فجأة تدخل الجيش الإيراني لنصرة الأكراد في الشمال. ثم لاحظوا أن إيران مستعدة لصرف جهد وإمكانات في العراق أكبر من تلك التي تقوم في سوريا. وقد بدأت النتائج تظهر. ويعرف الأتراك أن العراق سوف يشهد قريباً المزيد من التراجعات لنفوذ «داعش».

ونوه الامين الى انه لم تكد إيران وحلفاؤها من العراقيين ينجزون مرحلة تحصين العاصمة بغداد، وبدء عمليات تفكيك مراكز تصدير العمليات الانتحارية، وبناء منظومة أمنية وعسكرية مع الأكراد، حتى سارع الأتراك الى التصرف بطريقة مختلفة حيث توجه رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو الى بغداد لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع العراق، مشيرا بشكل ضمني الى إن تركيا تتعامل مع الوضع في سوريا على اساس الأمر الواقع وهي لم تعد تقول بأن سقوط بشار الأسد شرط لازم لبدء أي حوار سوري ــ سوري، أو حوار بين تركيا وإيران والعراق. لكنها تريد العمل على آلية تمنع بقاء الأسد في منصبه في الفترة اللاحقة. انتهى .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق