التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

آل سعود و “إسرائيل” اتفقا على تنحية الأسد لهدم سوريا و محور المقاومة 

لبنان ـ سياسة ـ الرأي ـ

يكشف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بحكم قربه من القيادة السورية و دوره المؤثر كأمين عام لحزب اتخذ من فعل المقاومة أساساً لوجوده، عن موقف السعودية من أزمة سوريا، فآل سعود لم يجدوا ما يمكن لهم الاختباء وراءه لذا ذهبوا باتجاه شخصنة الحل السياسي للملف السوري بوضعهم شرطاً وحيداً لقبولهم بالحوار في سوريا، وهذا الشرط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه قبل الحديث عن أي تفاصيل أخرى.

 

موقف المملكة السعودية لا يأتي من فراغ، و لا يعبر عن ضيق أفق لدى السعوديين، فالقول بذلك يعنيالإعتراف بأن المملكة لاعب مؤثر في ملفات المنطقة، في حين أن منطق الأشياء يقول بأنهم مجرد آداةللرغبات الأمريكية، وحالهم في ذلك حال بقية الكيانات الخليجية التي لا تربطها أي مصلحة مشتركة سوى إن الأسر الحاكمة في هذه الكيانات تسعى للحفاظ على حكم كل منها في كيانها حتى اللانهاية، وعلى هذا الأساس فإن البحث عن الأسباب التي تدفع المملكة السعودية نحو المقامرة بدورها العربي و بمقدراتها الإستراتيجية و بالأخص النفط الذي يدخل بنسبة 90% من الدخل القومي السعودي و ذلك مقابل الضغط على كل من إيران و روسيا لتقديم تنازلات في ملفي النووي الإيراني من جهة و الملف السوري من جهة أخرى.

و هذا ما يعكس التوافق غير المعلن بين آل سعود والكيان الإسرائيلي على ضرورة تفكيك محور المقاومة بما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، و المصلحة السعودية من ذلك ضمان الرعاية الأمريكية للأسرة الحاكمة و الحفاظ على حكمها في وقت تشهد فيه المملكة صراعات داخل أسرة آل سعود على ميراث الملك السعودي قبل موته، وهذه الرعاية يمكن للوبي اليهودي الذي يقود القرار الأمريكي أن يضمنها للسعودية و لغيرها من الدول الخليجية، وعلى ذلك فإن التمسك بتنحية الأسد من منصبه هو الضامن الوحيد لتغير شكل و بنية الدولة السورية من الداخل، وإذا ما تم هذا التغيير فإن النتيجة الطبيعية ستكون وصول قوى موالية للسعودية إلى سدة الحكم في سوريا بما يضمن تحويل النظام السياسي داخل الجمهورية العربية السورية إلى شكل قريب من النظام السياسي في لبنان أو العراق.

بمعنى أن تأخذ الدولة السورية إلى جهة التصارع السياسي الداخلي و الخلافات الشبيهة بالخلافات العراقية أو اللبنانية داخل كل من هاتين الدولتين، بما يسمح أن تتدخل الأطراف الخارجية بالتحكم حتى باستصدار أبسط القوانين داخل الدولة السورية، وهذا ما يرفضه الرئيس الأسد كرأس هرم للسلطة السورية، و هذا ما يعرقل عملية هدم محور المقاومة بوصفه حجرة العثرة الأخيرة أمام مشروع تقسيم المنطقة ككل، فهدم سوريا و تقسيمها إلى كيانات طائفية داخل وحدة جغرافية واحدة سيؤدي إلى قسمها جغرافياً في مرحلة لاحقة من المشروع الصهيوأمريكي، و على ذلك تصبح إسرائيل جزء طبيعي من المنطقة بوصفها “دولية يهودية”.

و بالتالي فإن المملكة السعودية تحاول الاختباء وراء إصبعها في محاولة للعب بآخر الأوراق التي سيؤيدها الغرب تحت الضعوط الإسرائيلية و الأمريكية، و مكتسبات السعودية في أسوء الأحوال بالنسبة لها هي تعطيل لقاء موسكو التشاوري ومن ثم الحفاظ على الهامش الذي يسمح لها بمحاولة خلق الإنجاز الميداني من خلال الميليشيات التي تشغلها داخل الأراضي السورية و هذه الميليشيات ترتبط بالتنظيمات الإرهابية من قبيل “داعش و النصرة و القاعدة”.

فالجزئية التي أكد عليها السيد حسن نصر الله في لقاءه تعكس وعي محور المقاومة لوجوب بقاء الأسد في ولايته الدستورية إلى أن تجري انتخابات يقول فيها الشعب العربي السوري كلمة أخرى غير تلك التي أكد من خلالها في شهر حزيران الماضي على إنه –الشعب- يريد الأسد رئيساً وقائد لمرحلة الحرب المفروضة على سوريا وما بعدها، كما إن وجود الأسد ليس الضامن لبقاء سوريا موحدة وحسب و إنما هو الضامن لبقاء سوريا داخل محور المقاومة و بالتالي هو ضامن لبقاء هذا المحور مقاوماً لإسرائيل و المشاريع التي تحاول أن تفرضها في المنطقة بأياد أمريكية – خليجية- تركية. انتهى .

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق