التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

بعد تكرار الإساءات للرسول الأعظم ( ص ) ردود فعل كبيرة ومختلفة إزاء تجاوزات “شارلي إيبدو”، الفرنسية 

بقلم / عبدالرضا الساعدي
عاشت فرنسا خلال الأيام الأخيرة عددا من الأعمال والهجمات الإرهابية خلفت 17 قتيلا و20 جريحا
.
وشهدت يوم الجمعة 9 كانون الثاني الماضي يوما عصيبا انتهى بقضاء القوات الفرنسية الخاصة على ثلاثة إرهابيينالأخوان سعيد ورشيد كواشي، منفذا الاعتداء على مجلة “شارلي أيبدو”، وحميدي كوليبالي، الذي قتل شرطية في مونروج جنوب غرب باريس.
ومع استنكارنا الشديد للعمل الإرهابي ، يشير العديد من المتابعين والمحللين إن ما جرى هو موضوع تراكمي ولم ينتج من اليوم ، سببه كثرة السياسات الغربية الخاطئة والتوجهات الإعلامية المقصودة المسيئة للمعتقدات والرموز الدينية ومن ضمنها الإساءات المتكررة للرسول الأعظم محمد ( ص ) ، مما يؤدي بنا إلى العديد من التساؤلات واستبيان الإشكالات التي تخص هذا الحدث وتداعياته ، اقترانا  بالحالة العراقية المبتلية بالإرهاب منذ 2003 ولحد اللحظة.

وفي تضامن غير مسبوق مع فرنسا بعد هذه الهجمات ، انضم عشرات من الزعماء الأجانب من ضمنهم رئيس الحكومة الإسرائيلية ناتنياهو كما تضامن مسلمون إلى مئات الآلاف من الفرنسيين في مسيرة بباريس وسط إجراءات أمنية مشددة .
وتم نشر نحو 2200 من أفراد الأمن لحماية المسيرة من أي مهاجمين محتملين وتمركز قناصة على أسطح المباني في حين اختلط رجال شرطة بالزي المدني بالحشود
وتم تفتيش نظام الصرف الصحي في المدينة قبل المسيرة ومن المقرر إغلاق محطات قطارات الأنفاق حول مسار المسيرة.
هذه الحدث برغم كل شيء  يطرح بشكل جلي المعايير المزدوجة للغرب وفي مقدمتها فرنسا وأمريكا وحلفاؤها ، حيث الإرهاب مدان بحزم حين يمس دولهم ، بينما هو مدعوم في دول أخرى مثل سوريا ومسكوت عنه طيلة 15 عاما في العراق ، حيث يذهب المئات بل الآلاف من الضحايا يوميا ، من دون تضامن ووقفة ومساندة جدية وواضحة من قبل زعماء
العالم وإعلامهم وشعوبهم ، مثلما حصل في فرنسا اليوم ؟ لماذا؟ ثم ماذا يعني مشاركة ناتنياهو المجرم في هذه الوقفة التضامنية وهو الذي لا يحتاج تاريخه الإجرامي والدموي إلى تعريف وكذلك دعمه وصناعته للإرهاب في العراق وسوريا.
وبينما تصاعدت تصريحات منفعلة ومتشددة من بعض الجهات الإعلامية الفرنسية طالبت فيها بضرورة محاسبة كل المسلمين على تلك العمليات التي قام بها الإرهابيون ، على هامش إدانتهم للجرائم الإرهابية التي وقعت أخيرًا في باريس !!!،
وصف رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني الأحداث الأخيرة في فرنسا بأنها “إرهابية وجنونية”، وشدد على أنه “ناتجة عن سلوك الغرب في سوريا“.
وقال لاريجاني خلال اختتام مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران إن “ما جرى في فرنسا يدل على أن مساعدة الإرهابيين وتقديم السلاح لهم في سورية كان خطأ“.
وأضاف أن “الغرب بدلاً من أن يقدم فهماً صحيحاً لما يجري ويعتذر عن دعم الإرهاب لتخريب سوريا، نراه يستكبر ويطلق الشعارات المعادية للإسلام”، وقال “أنتم لا تدركون بأنكم تتلاعبون بمشاعر المسلمين”، وتساءل “وما علاقة هذين الشخصين الإرهابيين بالإسلام؟  إنكم تهينون الإسلام“.
واتهم لاريجاني دولاً في المنطقة من دون أن يسميها بأنها “شكلت أيادي غربية لمد الإرهابيين بالسلاح”، وأضاف متسائلاً “لماذا لا تمتلكون الفهم الصحيح؟ ما هذه الأولويات التي تتبعونها ؟”، وقال “إنكم غير قادرين على توظيف مصادركم بشكل سليم لذا تقدمون النفط بثمن بخس إلى الغرب كي يستفيد منه“.
وفي سياق التحليلات المرافقة لما جرى في فرنسا مؤخرا ،أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة شارلي أيبدو وسط باريس مرتبط بشكل أو بآخر بالممارسات الاستعمارية لفرنسا.
وأوضح فيسك خلال مقال في صحيفة الاندبندنت البريطانية أن حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر شهدت أعمالا وحشية ارتكبتها القوات الفرنسية بحق الجزائريين الذين ضحوا بأكثر من مليون شهيد خلال نضالهم لتحقيق استقلال بلادهم مشيرا إلى أن ما يحدث في الحاضر مرتبط بما حدث في الماضي.
وفي ذات السياق وما سيرافقها من تداعيات ، فإن “ما حدث في فرنسا ستكون له تداعياته على صعيد تقييم السياسة الفرنسية الخارجية وعلى الصعيد الداخل الفرنسي“. بينما عبر بعض النواب العراقيين عن تخوفهم من أن العرب المسلمين المقيمين في فرنسا سيتأثرون سلبا بعد الاعتداء الإرهابي على مجلة { شارلي إيبدو} الجمعة الماضية.
وأكدوا  أن الاعتداء الإرهابي على مجلة { شارلي أيبدو} في فرنسا سيؤثر سلبا على وجود العرب المسلمين المقيمين فيها“. 
ويرى آخرون أن ما حدث في فرنسا مخطط لتشويه صورة الإسلام لدى الغرب، مشيرا الى أن أمريكا لها الدور الكبير في تشويه صورة الإسلام وابتدأتها بصناعة القاعدة مرورا بداعش لتشويه الصورة الناصعة للإسلام وإيصال رسالة الى العالم بأن الإسلام صورته القتل والذبح والإرهاب. وإن هناك مؤامرة تشن على الاسلام لاسيما على العراق حيث اليوم داعش تمارس أساليب بشعة من القتل والذبح والتهجير باسم الإسلام وترفع راية “لا اله إلا الله” وبالتالي يعطون لهذا التنظيم الصفة الإجرامية”.
وفي معلومة جديدة وليست مستغربة أعلن موقع “انترناشونال بيزنس تايمز” الأمريكي، أن الموساد الإسرائيلي هو المسؤول عن اقتحام مقر مجلة “شارلي أيبدو” وقتل 12 شخصًا بالمجلة من بينهم 4 رسامين كاريكاتير.
وذكر الموقع الأمريكي، أن الموساد أراد الانتقام من تصويت البرلمان الفرنسي لصالح فلسطين، بالإضافة إلى تصويتها لصالح المشروع الفلسطيني في الأمم المتحدة، فقام الموساد بالهجوم على مقر المجلة لإلصاق التهمة بالمسلمين.
وأكد الموقع أن الموساد استأجر مسلمين من أصول عربية لتنفيذ الهجوم، لزيادة العداء ضد المسلمين في العالم. في حين قال صحفي ومحلل سياسي فرنسي في تسجيل صوتي عن عدم تصديقه للحكاية الرسمية الفرنسية حول الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها عشرون شخصا , , وقال أن الحكاية الرسمية  عارية من كل مصداقية.
وانتهى في تحليله الى أن القصة كلها عبارة عن مؤامرة مدبرة من طرف السلطة الفرنسية.
من جهته ، أكد رئيس كتلة الصادقون النيابية حسن سالم، أننا نخشى على الجالية المسلمة وخصوصا العراقية من المضايقات من قبل السلطة الفرنسية بعد الأحداث الأخيرة في فرنسا وبعد اكتشاف الجناة العربيان المسلمان المتطرفان ، مطالباً الخارجية العراقية بتحصين الجالية في فرنسا ووضع تدابير وخطط لتلافي تعرض جاليتنا هناك الى المضايقات.
في الوقت الذي دانت فيه وزارة الخارجية العراقية الهجوم على مقر مجلة فرنسية وسط باريس ومقتل عدد من إعلامييها  ، مشيرة “إلى ضرورة توحيد الموقف من الإرهاب في سوح المواجهة والتصدي في العراق وفرنسا وفي دول العالم الأخرى، كما أنها تؤكد على ضرورة معالجة الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة الشاذة ونزع فتيلها حتى تغلق كل الذرائع والمبررات التي يشتبه بها الآخرون “. 
أما عن الوضع الأمني في فرنسا ، و برغم كل الإجراءات الأمنية والاحترازية المتشددة ، فإنه أصبح سيئا ، كما أن صناعة الإرهاب في رأينا ، والتي تبناها الغرب بقيادة أمريكا لأغراض سياسية وإستراتيجية لخدمة الكيان الصهيوني ، قد أنتجت بضاعة قذرة مثل داعش وأخواتها ، هذه البضاعة قد ردّت إليهم ، وما يحدث في باريس هو خير دليل على ما نقول.
لكن الفرنسيين على ما يبدو ، بعد هذه الحوادث وما جرى لم يتعلموا الدرس ولن يتعلموا ، فها هي ذات الإساءات والسخرية والتجاوزات على الإسلام ونبيه العظيم محمد ( ص ) تتكرر بعد مرور أسبوع على الحدث الأخير ، ومن ذات الجريدة وكأنها تسكب “الزيت على النار المشتعلة ‘‘ وسط موجة عارمة من الاستنكار والغضب والمطالبة من قبل العالم العربي والإسلامي بأن يأخذوا دورهم في الدفاع عن نبينا ومقدساتنا وأمتنا وإصدار قوانين تعاقب بشدة كل من يتطاول على نبينا وديننا وكل الأديان والأنبياء، وندد المسلمون في معظم دول العالم بالغرب وفرنسا وأمريكا والعدو الصهيوني، مطالبين بإغلاق كل السفارات الصهيونية واستدعاء وطرد السفير الفرنسي من العالم العربي والإسلامي، ومقاطعة البضائع الفرنسية والأمريكية و كل المواقع الالكترونية والصحف والمحطات الإعلامية التي تبث الإساءات المتعلقة برسولنا وإسلامنا العظيم .
وفي ردود الأفعال على إساءات “شارلي إيبدو”، يقول الكاتب عبداللطيف التركي في تقريره المنشور في أحد المواقع الإلكترونية (( هناك من صمت تمامًا مثل دول الخليج، فلا بيانات استنكار ولا “شجب” ولا “إدانة، على المستوى الرسمي، وصمت تام للمشايخ والعلماء وطلاب العلم، وهيئات كبار العلماء والمراجع الفقهية والشرعية، وإلزام المنابر الصمت، واهتمت الفتاوى بلعبة الثلوج وأنها عمل رجل بالثلج حرام حتى لا يتحول الى “صنم يعبد” وكأن الثلج سوف يستمر ثلجا حتى يأتي إليه من يعبدونه؟ ولا أحد يتحدث عن مقاطعة البضائع الفرنسية -كما حدث مع الإساءة الدانمركية – ولا معاقبة التجار والمؤسسات التجارية، وتوجيه التجار بعدم استيراد كل ما هو دانمركي، وكأن الإساءة الدانمركية مختلفة عن الفرنسية؟
وأعادت صحيفة “شارلي إيبدو” عقب نشرها رسومًا كاريكاتورية جديدة، تجسد شخصية النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، الدعوى القضائية المرفوعة بحقها، إلى واجهة مطالب المسلمين مجددًا، وقال الأمين العام السابق للمجلس الإسلامي في فرنسا “حيدر دمير يوريك”: إنه في فترة توليه منصب الأمانة العامة للمجلس، سبق أن تقدم المجلس مرات عدة، بدعوى قضائية ضد الصحيفة، بسبب إساءاتها للرموز والشخصيات الدينية، وأوضح أنهم لم يحصلوا على شيء كنتيجة لهذه الدعاوى، بسبب فراغ في القوانين الفرنسية، بحسب تعبيره.
وأوضح أن المجلس رفع دعوتين قضائيتين عامي 2006 و2007، بسبب نشر الصحيفة لرسوم كاريكاتورية تجسد شخصية الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، بيد أنها انتهت بتبرئة الصحيفة، ورفض الدعوى، بذريعة حرية التعبير!!

في الوقت الذي أكد الأزهر في بيان له إنه يرفض “ما أقدمت عليه… شارلي أيبدو مجددا من نشر ما زعمت أنه صورة للنبي.”

وأضاف البيان “إذ يستنكر الأزهر الشريف هذا الخيال المريض فإنه يدعو جميع المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه لأن مقام نبي الرحمة والإنسانية.. أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية.”
وتابع الأزهر في بيانه أنه “يطالب كل عقلاء العالم وأحراره بالوقوف ضد كل ما يهدد السلام العالمي.”
وكان الأزهر أدان الهجوم على شارلي إبدو الذي قتل فيه رئيس تحرير الصحيفة .. فيما قال البابا تواضروس الثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع بطريرك إثيوبيا الزائر بثه التلفزيون المصري “الإساءة مرفوضة بين الأشخاص فإذا امتدت الإساءة إلى الأديان فهذا أمر لا هو إنساني ولا هو أخلاقي ولا هو اجتماعي ولا يساهم أبدا في السلام العالمي.”
وأضاف “أرى أن هذه الإساءات لا تحقق أي شيء بالمرة. هى كمن يضارب الهواء.. ماذا يستفيد؟
في ذات الصدد ،استنكر تجمع العلماء في جبل عامل في بيان الإساءة الخطيرة التي قامت بها مجلة شارلي إيبدو في عددها الجديد الصادر  والذي تضمن رسومات تحمل إساءة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وللإسلام وللأديان والمقدسات الإنسانية عموما.

وقال “إن هذا العمل المتهور والذي ينتهك حقوق الإنسان والحريات الفكرية متعديا على كل الأديان السماوية هو عمل مرفوض وغير مبرر.إن ما قامت به المجلة الفرنسية هو استفزاز كبير لمشاعر المسلمين في كافة العالم، ويولد حالة من الحقد والكراهية وقد يكون له نتائج وخيمة.
كما استنكر رئيس كتلة المواطن النيابية حامد الخضري نشر صور مسيئة للرسول محمد{ص} “,مطالباً الأمم المتحدة ” باتخاذ موقف لأي إساءة
“.

وقال الخضري أنه” عندما تعرضت فرنسا إلى إحداث إرهابية وقف العالم معها واستنكر هذه العمليات الإجرامية, والعراق بدوره تعاطف مع هذه الإحداث,لكن عندما قامت العديد من الصحف الأوربية ومنها صحيفة شارل أيبدو بنشر صور مسيئة للرسول الأعظم محمد{ صلى الله عليه واله وسلم} تعبيرا عن ما حصل لها من إعمال إرهابية فانه تجاوز واضح على المسلمين عموماً ولا نسمح به إطلاقا“.
وطالب الخضري الأمم المتحدة باتخاذ “موقف لأي إساءة تصدر للإسلام”,مطالبا” علماء الدين غير الإسلاميين بالوقوف معنا واستنكار هذه الإعمال غير المقبولة“.
وأدان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بشدة نشر الصور المسيئة للرسول الأعظم {صلى الله عليه وآله وسلم} “,مؤكدا ان” قيام العديد من الصحف الأوربية ومنها صحيفة شارل ايبدو بنشر الصور المسيئة للرسول محمد{ص} عمل مدان يوضح حجم الكراهية ضد الإسلام ورسوله العظيم.
وفي ردود فعل شعبية عراقية أيضا ، طالب المواطنون الدول العربية الإسلامية بأن تتحمل اليوم كامل المسؤولية عن ظاهرة الاعتداء على الرسول الكريم -صلى الله عليه واله وسلم – بسبب تجاهلها لهذه الإساءات وغياب المبادرات الخاصة بتفعيل الحوار السلمي بين الأديان وترك عصابات داعش المتشدد هو من يقتل ويسبي تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله
 “.
ودعوا بأن يكون هنالك تحرك دولي على مستوى المؤسسات الإسلامية العليا كالأزهر الشريف والمراجع الدينية ومنظمة التعاون الإسلامي لفتح أفاق جديدة للحوار مع العالم الغربي ولإيصال الصورة المشرفة للإسلام الحق.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق