التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الكتاب يستغيث من قلة قارئيه … البعض لا يستطيع اقتنائه … لكن ما هو تبرير من يتمكن على ذلك 

تحقيق / حسام الخياط
 (( طبقة التجار والأطباء والمهندسين القادرين على شراء الكتب ومواكبة التطور هم أكثر المقصرين في هذا المجال ))
* ليس لدينا الوقت الكافي لتصفح الكتاب
  نلجأ الى وسائل أخرى أكثر تطوراً  *
مشاغل الحياة تسرق منا وقتنا   *
حسام الخياط
إن القراءة نشاط اجتماعي يقوم أساساً بوظيفة تواصلية  وهي نشاط إدراكي يهدف إلى بناء المعنى لذا فإن أهمية القـراءة تكمن في كونها الوسيلة الأساسية للاتصال بين الأفراد والمجتمعات ،  فهي أداة الإنسان لكسب المعـارف والتعليم ، وهي أداة المجتمع للربط بين أفراده وهي أداة البشرية للتعارف بين شعوبهـا مهما تفرقـت أوطانهـم، وبين أجيالها مهما تباعـدت أزمانهم ، ان عملية القراءة بمثابة المفتاح الذي يتيح الانتفاع بالكنوز والذخائر المعرفية  لدى الأجيال ويثرون أفكارهم وتتطور حياتهم ويتغلبون على مشكلاتهم ويرتفع مستواهم ويتقدمون ، فتلك هي سنة الله في المجتمعات الإنسانية من يقرأ أكثر يتقدم ويرتقى أكثر، ولعل من هنا جاءت تسمية المجتمعات بالمتقدمة والأقل تقدما ، في السابق كان الأشخاص بمختلف مستوياتهم يدركون ماهية القراءة ، أما الآن فأن أغلب الأشخاص لا يدركون أو يدركون ولا يكترثون حتى الطبقات المثقفة والقادرة على اقتناء الوسيلة التي من شأنها تزود المعرفة وتضيف للشخص أشياء تساعده على التطور والتقدم ، على سبيل المثال الكتاب الذي أصبح يعاني من قلة قارئيه ، فإذا بررنا وقلنا بأن الدخل اليومي للفرد لا يسمح لشراء هذا الكتاب أو ذاك فما هو عذر الطبقات الغنية المتمكنة من اقتناء الكتاب ومنها طبقة الأطباء والتجار والمهندسين .
image
مثقفون تحدثوا عن أهمية القراءة ومواكبة التطور
تساعد القراءة على تشكيل وعي الفرد ومواكبة المستجدات والتطورات
التي تحدث في عصره فقد عرفت القراءة بتعريف مبسط على انها عملية معرفية تساعد على تفكيك الرموز (الحروف )) للوصول الى عملية الفهم والإدراك ، وان للقراءة جملة من الأهداف والغايات تصب في مصلحة الفرد والمجتمع على حد سواء ، والمتمثلة بالأهداف الوظيفية ، المعرفية ، الثقافية ، التعريفية ، الواقعية ،
فالقراءة تعمل على تشكيل وعي الفرد وتساعده على مواكبة المستجدات في شتى مجالات الحياة والتطورات والأحداث المتسارعة التي يشهدها عصرنا الراهن . لكن مع التطور الهائل في الوسائل التكنولوجية وظهور مواقع التواصل الاجتماعي و الأجهزة الذكية وصخب الحياة والروتين المطبق الذي تتسم به حياتنا اليومية فضلا عن النقلبات والمتغيرات السياسية التي تعوق مسار الحياة الطبيعية والغياب الجزئي لدور منظمات المجتمع المدني بتعريف الأفراد بأهمية القراءة كل هذه العوامل تضافرت لجعل مساحة القراءة تتضاءل في حياتنا اليومية
مما ساعد على ظهور جيل لا يقرأ ولا يعي أهمية القراءة في حياتنا ، كما يمكن أن نلاحظ هذه العوامل جلية في أرقام وإحصائيات توزيع الصحف في العراق . ففي هذه المرحلة الراهنة تواجه المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفون والأكاديميون مهام جسام لتعريف الأفراد والمجتمع ككل بأهمية القراءة وتشجيع النشء وحثه على القراءة وتخصيص ركن ومساحة لها من وقتهم . وكذلك إنشاء فعاليات ونشاطات وندوات ومؤتمرات وإقامة معارض للكتاب للتعريف بماهية القراءة وأصولها والدور الأعظم للمؤسسات التعليمية والتربوية الدور الأعظم في تشجيع الأطفال على القراءة وتعليمهم مهارة القراءة وأصولها وجعلها عادة يومية لهم  ، هذا ما تحدث به الإعلامي علي زيني حول موضوعنا .
الكتب لها الحصة الأكبر في توصيل المعلومة لكن بعض المواضيع لا تحويها بطون الكتب
تعتبر الكتب ذات الحصة الأكبر في إيصال المعلومة والإسهام في نشر الثقافة، وتتميز بعض الفئات من الناس بكثرة القراءة و اللهفة لمعرفة المزيد من المعارف، ومن هذه الفئات، فئة المهندسين، فهذه الفئة من الفئات المقتدرة على شراء الكتب واستيفاء المعلومة ، في الوقت الحاضر، أُشيع أن هناك عزوفاً عن القراءة من قبل هذه الفئة والفئات الأخرى التي تملك القابلية المادية والمعرفية للقراءة، فبإمكانهم شراء الكتب بسبب الوضع المالي الجيد، و حسب معرفتي بالزملاء، فإن الكثير منهم ما زال يعشق القراءة، و ما زالوا تواقون الى المعرفة و التسابق الى معرفة المزيد من شتى العلوم والآداب، ولكن لننظر من زاوية أخرى، فإني ارى بعض الزملاء ممن يعشقون القراءة قد أصبحوا ميالين الى القراءة ليصبحون قادرين على المحاججة والمجادلة التي لا تغني عن جوع، فهم ميّالون الى الغريب من الآراء في مجال التاريخ أو الدين، فعند معرفتهم بهذه الآراء الغريبة سوف يكون لهم القدرة على مقارعة الآراء المتعارف عليها… بعض الآخرين من هذه الفئة يتوقون الى معرفة المزيد والجديد بما يتعلق بإختصاصاتهم الهندسية، فنراهم يستخدمون ما يتوفر من وسائل عصرية لاستقبال المعرفة، مثل الانترنت، والاقراص الليزرية، او التقارير التلفزيونية التي يتم بثها على القنوات الفضائية، او المناضرات والمناقشات عبر الإنترنت، لقلة وندرة مثل هذه المعلومات في بطون الكتب المتوفرة محلياً، ولصعوبة الحصول عليها من خارج العراق، أضف الى ذلك اصبح في الوقت الحالي ما يسمى بالكتاب الألكتروني Ebook وسهولة الحصول عليه من الانترنت، فإن الكثير الآن يمارسون قراءة هذا النوع من الكتاب، فهو سهل التداول . من العدل ان نقول ان بعض الفئات قد عزفت عن القراءة وجل ما في الأمر هو ان هناك قنوات أخرى أسرع في توصيل المعلومة الى المتلقي او المثقف ، هذا ما تحدث به المهندس شهيد الفتلاوي عن نظرته ونظرة زملائه تجاه الموضوع المتناول .
أغلب الأشخاص  يواكبون التطور من خلال وسائل حديثة  والعزوف ربما سببه الالتزامات الحياتية أو الاكتفاء بما يمتلكه الشخص من معلومات
تحدث المهندس رافد المسلماوي قائلاً “إن المهندسين يعتمدون على الانترنت في حالة احتياجهم الكتب او التواصل العلمي لان الأغلب ليس لديه الوقت الكافي للقراءة والمطالعة لا سيما ونحن نشهد ثورة في مجال التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي التي هي من جانبها اثرت أيضاً على القراءة والمطالعات العلمية او غيرها ….
والبعض الاخر الذي يعزف عن ذلك القراءة ومواكبة التطور  هو اما اكتفى بحالته ووضعه الحالي وليس لديه ما يطمح له من تطور أو ان مشاغل الحياة والتزاماته الحياتية والأسرية حالت دون ان يفكر بمجال تطوير مجال تخصصه أي اكتفى بما موجود  لديه …
أعذار وتبريرات
تحدث عدد من رجال التجارة عن موضوعة أهمية القراءة ومواكبة التطور والاطلاع على ثقافات العالم وقالوا ” إن عملية القراءة تأخذ منا وقتاً لأن عملية التصفح في الكتاب تحتاج الى تخصيص وقت وكذلك تحتاج الى تركيز وحتى الصحف فهي تريد أيضاً الوقت لتصفحها لذا نحن نفضل مشاهدة التلفاز لأنه يقدم الموضوعات بشكل مختصر وكذلك يمكن مشاهدة التلفزيون ونسمع ما نريده ونحن نمارس عملنا بالإضافة الى التلفاز هناك وسائل أخرى تقوم بوظائف جيدة يمكن أن نستفيد منها فشبكات الانترنيت تتيح لنا المواضيع التي نريدها بالصورة والصوت ، فيما أختلف أحدهم وقال ” بأن الكتاب هو خير وسيلة للتزود المعلوماتي فنحن الآن ليس فقط نريد أن نعرف ما ذا يحصل وما هي أخر التطورات مبيناً : بأن معلومات كثيرة عن التاريخ يجهلونها حتى اللحضة فالرجوع الى الكتاب أفضل كما أشار الى أن بعض الأمور والقضايا التي تتطور شيئاً فشيئاً فأن أولوياتها في صفحات الكتاب ومن المهم أن نعرف بداية الشيئ كيف كان وكيف توصل الى هذا الوضع التطويري .
أطباء : ليس لنا الوقت الكافي كي نهتم بمجالات بعيدة عن اختصاصنا وإن كانت مهمة
يقول الدكتور علي صالح الفتلاوي لا أمتلك الوقت الذي يسمح لي بأن أتناول بعض الكتب التي تحكي عن التاريخ وتراث البلد أو المدينة وتراث وحضارات بلدي أو بلدان أخرى معزي ذلك بأن أغلب الوقت يقتله في المستشفى والعيادة ومن ثم يرجع الى بيته متعباً وأضاف الفتلاوي بأننا لا نعزف تماماً عن القراءة والتطور بل من الضروري أن نواكبه لكن في مجال عملنا فحسب بسبب ضيق الوقت . أما الدكتور صالح الطالقاني قال ” بأن التزود المعرفي ومواكبة التطور شيء ضروري ولا بد منه وخاصةً نحن من الطبقات العليا في المجتمع من الناحية المادية والوضع الاقتصادي لكن في هذا الوقت ليس بوسعنا أن نهتم بقضايا بعيدة عن اختصاصنا وأن ردنا أن نقرأ كتاباً فسيكون من ضمن اختصاصنا مما يخدم مهنتنا أكثر .. وأضاف بأن مشاغل الحياة والأسرة كثيرة ومتعبة بنفس الوقت أيضاً تحتاج الى وقت وجهد كما أوضح بأن الأحاديث التي تجري مع الأصدقاء والمعارف حول أمور عديدة قديمة وحديثة لا تخلوا من كلام جميل فيه معلومات مهمة من خلالها يمكن لأي شخص أن يستفاد منها وتضيف له أشياء كثيرة إذا ما كانت تتحدث عن حضارات وتاريخ وتطورات وتكنلوجيا وأمور أخرى .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق