عندما لاتجد من يصغي اليك !
د . ماجـــد أســد
عندما لاتجد هناك من يصغي اليك لست مضطرا الى الصمت، بل ان تبحث عن لغة اخرى كي تقول ان الحياة البشرية بحسب الاساطير وروايات التاريخ وما تناقلته المعتقدات ان لم تقم على الشراكة والتكامل فأن حتمية الصراع ستترك المجهول وحده يجرجر الجميع اليه ! ذلك لان العاقل ولانه يمتلك صفة العقل، وحده يعلم ان مصيره في خطر ! لان العاقل -كالحرية حصيلة جهد ومعاناة الامر الذي يسمح للعاقل ادراك انه لا يعيش بمعزل عن الاخر الاكثر عقلاً او عديم العقل! فهو مهدد في كل لحظة ان يفقد عقله….. ذلك لان من يطمئن بدوام العقل هو غير العاقل وربما هو الاحمق بعينه لان العاقل يضع نصب عينيه امكانات الحماقة التي تطرأ عليه لذلك عليه ان يتحاشاها من ناحية، ولكي لا يترك الاخر ان يقوده الى فقدان العقل عليه ان يحسب للنهايات حسابها مع كل مقدمة او مشروع للعمل من جهة ثانية !
والاغرب مافي الامر ان الاحمق في الغالب هو من تراه يتحدث عن الحكمة ويضرب لها الامثال بصفته يتمتع بها من غير ان يدرك ان الحياة منذ اول الزمن تكونت من ارادات ورغبات وهوى ومصالح وعلاقات … الخ وان حصيلة التاريخ ماهي الا جهود وتجارب وكفاح يتنوع بتنوع اصحاب العقول الذين تراهم يستمدون حكمتهم من تجارب الاخرين وعقولهم وليس من ينبوع واحد واخير .
لكن هذا لن يقلل من دور هؤلاء الذين تراهم يعملون بصمت وهم الذين يُشكلون غالبية السكان. هؤلاء الذين لا تسمع لهم صوتاً الا عندما تغلق عليهم منافذ الحياة فتراهم يطالبون بحق تنفس الهواء الاقل تلوثاً وبحق العمل الكريم وبالحرية التي لاتهدى اليهم مجاناً !
انهم اخر من يتكلم عن (العقل) والحكمة وفي مقدمتهم اطفالنا… لانهم لايطلبون المستحيلات في بلاد منذ اول التاريخ تتمتع بما لا يحصى من الموارد والثروات والكنوز !
انها دعوة لقراءة: اعرف نفسك! فمن زعم انه وحده عرف الحقيقة قبل ان يعرف ان البشر في اي مكان وفي اي زمان هم شركاء، اقول: سيساعدنا في الحفاظ على ماتبقى من سنواتنا في هذه الدنيا ولا اقول ماتبقى من عقولنا هذا اذا كان للأنسان عقل !
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في آراء