التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أسوأ تعبير عن الفرح 

بقلم / عبدالرضا الساعدي
ليست بالمشكلة الجديدة على مجتمعنا ، ولكنها مشكلة ضارة ومعقدة ومزمنة على ما يبدو ، ولأنها تتكرر وبشكل تصاعدي دونما ضوابط أو بلا رادع  قانوني أو أخلاقي ، أصبح التأكيد على الحد منها ومنعها بين الأوساط العامة وغيرها ، أمرا ضروريا ولازما ، لاسيما وأن من نتائج ديمومتها هكذا دونما إجراءات حاسمة ، يعني الكثير من الخسائر على صعيد الأرواح والممتلكات ، وخسائر جسيمة على صعيد الإحساس بالأمن الشخصي والعام ، إضافة إلى كونها تمثل تراجعا في المستوى الذوقي والثقافي والسلوكي للمجتمع ، حين لا يراعي أفراده حقوق الآخرين في التعبير عن مشاعرهم بطرق سلمية راقية وجميلة.
إنها مشكلة إطلاق العيارات النارية _ كتعبير عن الفرح _ بعد كل مناسبة مفرحة ومبهجة ، ومن بينها تحقيق الانتصارات الكروية لمنتخبنا الوطني البطل ، وآخرها ما حققه في أمم آسيا 2015 المقامة في استراليا.. وما يترتب عن ذلك من مآسٍ ومساوئ في إفساد هذا الفرح الذي من الممكن أن يتحول إلى لحظات حزن وفجيعة بسبب أسوأ تعبير نقدمه لهذه المناسبة أو تلك ، وهو التعبير من خلال إطلاق النار في السماء ، وكأننا في ساحة معركة أو ميدان لاختبارات الرمي وأنواع الأسلحة ، بدلا من رمي الزهور والحلوى وشتى أنواع الأساليب الأخرى المعبرة عن الفرح بطرق مناسبة ومنطقية تتناسب مع كوننا من المجتمعات المتحضرة ، وتتناسب مع ظروفنا الأمنية الحالية ونحن في مواجهة شرسة مع أعداء يتربصون بأمننا وحياتنا كل لحظة.
إنها ظاهرة تستحق من المجتمع العراقي الوقوف ضدها بكل الوسائل ، ومنعها كونها شاذة وغير قانونية ولا أخلاقية ، وعلى الحكومة محاسبة المخالف لأنه يتسبب بقتل  وإصابة الآخرين _ ربما دون عمد _ ولكن النتيجة واحدة ، وهي إزهاق الأرواح وتحطيم الممتلكات العامة وزعزعة الأمن في الداخل ، وهذه كلها تمثل جرائم بحق الآخرين وبحق البلد _ شئنا أم أبينا _ ، لا لشيء سوى أننا لم نعرف كيف نعبّر عن فرحتنا ، فأفسدناها بأسوأ أنواع التعبير ، وهو استخدام السلاح في غير محله ..

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق