حرب فيتنام شاهد مؤلم على السياسة الغربية الشاذة وهي وصمة عارٍ في التأريخ الأميركي الأسود
وكالات ـ الرأي ـ
المصالح الأميركية كانت تقتضي شنّ حرب مدمرة على بعد آلاف الأميال من واشنطن وفي البلد الآسيوي الفقير فيتنام حتى وإن استوجب الأمر إحراق الحرث والقضاء على النسل.
خاطب قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي الفطرة السليمة لبني آدم في الرسالة التاريخية التي بعثها الى شباب اوروبا واميركا الشمالية، حيث تطرق سماحته الى بعض التصرفات الغربية اللامسؤولة والافعال المنحرفة التي سيعترف الغربيون بها مستقبلاً وسيضطرون لتقديم اعتذارهم الى العالم، لذلك طلب من هؤلاء الشبان ان يسألوا مفكريهم عن السبب في عدم اعتراف المخطئين باخطائهم في هذه الآونة، واشار الى التاريخ الحافل بهذه الانحرافات المؤسفة، وقال: “ان تاريخ عبودية الانسان في اوروبا واميركا مخجل للغاية وهذا التاريخ منكوس الراس في العهود الاستعمارية وهو مخزٍ لكونه كان حافلاً بظلم الملونين وغير المسيحيين. ان مفكريكم من باحثين ومؤرخين يشعرون بالخزي والعار من الدماء التي اريقت باسم الدين بين الكاثوليك والبروتستانت تحت عنوان الوطنية والقومية ابان الحربين العالميتين الاولى والثانية، وهذا الشعور بالطبع جدير بالاشادة وانا اروم ان اذكر جانباً يسيراً من كمّ هائل لتلك الاعمال الشنيعة، ولا اقصد التانيب، بل اطلب منكم ان تسالوا مفكريكم: لماذا لا يستيقظ الضمير العام في الغرب مبكراً؟! ولِـمَ يتاخر في اليقظة عدة عقود من الزمن او عدة قرون احياناً؟! ولماذا يعاد النظر في صحوة الضمير العام فيما يتعلق بالماضي السحيق فحسب ولا يعاد النظر في القضايا المعاصرة؟! يا ترى ما السبب الذي يدعو البعض للتعتيم على الراي العام والحيلولة دون التعامل مع الثقافة والفكر الاسلاميين وفق منهج سليم؟!”
والواقع ان الغرب في القرنين الماضيين قد سلك منهجاً شاذاً وغير انساني في التعامل مع سائر الشعوب والاديان، فراحت ضحيته بعض المجتمعات الغربية انفسها والسود والهنود الحمر والآسيويون والافارقة ومواطنو اميركا الجنوبية والبروتستانت والكاثوليك والمسلمون، وغيرهم الكثير، ولكن بعد مضي عدة عقود من الزمن على تلك التصرفات اللامسؤولة نجد المتسكبرين اما انهم تملصوا مما فعل اسلافهم او انهم تذرعوا بحجج واهية رغم ان الانسانية باجمعها وعلى مر العصور تنبذ هذه الاعمال الشنيعة وابرزها استرقاق السود واستعمار اراضيهم واراضي سائر الامم في اسيا وتاجيج حربين مدمرتين في مطلع القرن العشرين ووسطه ناهيك عن المؤامرات السياسية التي راح ضحيتها ملايين الابرياء في شتى ارجاء المعمورة وقلب انظمة الحكم الوطنية كالانقلاب العسكري في ايران عام 1953 م وسائر الانقلابات العسكرية ضد الحكومات الوطنية والشعبية في اميركا الجنوبية وفرض حظر جائر ضد البلدان المتحررة ولا سيما ايران الاسلامية وكوبا وايضاً دعمهم لنظام البعث الصدامي ايام الحرب المفروضة واشعال حرب فتاكة في فيتنام في سبعينيات القرن المنصرم، والقائمة تطول ولا يمكن حصر هكذا تصرفات شيطانية في كلمات قصيرة بل نحن بحاجة الى مجلدات عظيمة لتفصيل تلك الاحداث المريرة التي ارقت الشعوب والامم والاديان.
ومن السياسات الغربية الشاذة التي دونت في صفحات التاريخ السوداء “حرب فيتنام” المؤلمة التي يندى لها الجبين فقد انطلقت شرارتها الاولى بتحريض من قبل الولايات المتحدة، حيث اوجدوا فتنة داخلية واججوا حرباً داخلية بين الشمال والجنوب لكي تتهيأ لهم الارضية المناسبة لاقتحام هذا البلد تحت ذريعة انعدام الامن وما الى ذلك من سيناريوهات مفضوحة لا تخفى على احد.
فبعد ان خمدت آلة الحرب النارية في الحرب العالمية الثانية اشتعلت حرب جديدة سميت بالحرب الباردة وذلك بين المعسكرين الشرقي والغربي، لذلك حاول كل واحد منهما اقتناص الفرصة وبسط نفوذه في هذا البلد. ولما وجدت واشنطن ان زمام الامور خرجت من يدها، بادرت بالفتك والقتل عن طريق حرب نيابية داخلية، لكن حينما لم تفلح جهودها الخبيثة هذه، لجأت الى التدخل العسكري المباشر الذي اثار دهشة العالم واصبح وصمة سوداء في التاريخ الاميركي الاسود من اساسه، وللاسف الشديد فان هذه الحرب المدمرة راح ضحيتها اكثر من ثلاثة ملايين انسان بريء بعد ان استخدم الاميركان اعتى انواع الاسلحة الفتاكة ضد شعب مغلوب على امره لا يمتلك مقومات الدفاع عن نفسه.
ومن المثير للسخرية ان الاميركان كعادتهم قد ذكر ذرائع واهية لتبرير ما ارتكبوا من مجازر يندى لها الجبين وقالوا انها حدثت اثر معلومات غير صحيحة ومع ذلك زعموا انهم ارادوا الدفاع عن حقوق الانسان وللاسف الشديد فحتى يومنا هذا ما زالت هذه الحرب الشعواء تلقي بظلالها على الشعب الفيتنامي وبقيت تبعاتها تؤرق المواطن الفيتنامي اثر انتشار امراض سرطانية وظهور عاهات غريبة في المواليد الجديدة اثر استخدام القوات الاميركية اسلحة محظورة دولياً ابان قصفهم للمدن الفيتنامية، حيث تذكر بعض التقارير انه تم قصف الشعب الفيتنامي بـ 350 الف قذيفة امريكية على اقل تقدير.
لذلك يجب اعادة النظر في تدوين التاريخ وعلى البشرية ان تعرف تلك الحقائق المريرة جراء السياسات الغربية والاميركية بالتحديد لان خداع الراي العام لا يستمر طويلاً فسرعان ما يزاح النقاب وتظهر الحقائق.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق