حماس والإخوان لا بديل لهما عن ايران
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
هناك نقطة اشتراك بين البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية السعودية في العام الماضي والأحكام التي أصدرتها محكمة مصرية في العام الجاري وهي اتفاق وجهات النظر بين القاهرة والرياض حول مجريات الأحداث.
بعد مضي عام على اصدار وزارة الداخلية السعودية بيانا اعتبرت فيه جماعة الاخوان المسلمين وبعض الحركات الاخرى بانها منظمات ارهابية اصدرت احدى المحاكم المصرية حكماً اعتبرت فيه حركة حماس المقاومة للكيان الصهيوني بانها واحدة من المنظمات الارهابية لكونها عملت على الاخلال بامن مصر.
ففي السابع من شهر مارس عام 2014 م بثت قناة العربية التي يمولها آل سعود خبراً مضمونه ان وزارة الداخلية السعودية أصدرت بياناً يفيد بان حركة الاخوان المسلمين قد ادرجت في قائمة المنظمات الارهابية واعتبرت دعمها جريمة يعاقب عليها القانون وفي الحادي والثلاثين من شهر يناير عام 2015 م ذكرت وكالة الانباء الالمانية ان محكمة مصرية (استثنائية) ادرجت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) ضمن قائمة المنظمات الارهابية حالها حال القاعدة وداعش.
يذكر ان حركة المقاومة الفلسطينية حماس هي تيار اسلامي يتبنى الفكر السني عقائدياً ويزاول نشاطات سياسية وعسكرية دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني لذلك ينضوي تحت عضويته عدد كبير من الفلسطينيين حيث تاسس في عام 1987 م بقيادة الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي بصفته فرع من حركة الاخوان المسلمين في الاراضي المحتلة وبهدف تحرير الاراضي الفلسطينية من براثن الصهاينة عن طريق الصراع المسلح وفي تلك الآونة كانت مصر تقبع لحكم الدكتاتور حسني مبارك لكن العلاقات بين الحكومة المصرية وحماس لم تكن متوترة وبالطبع فان حكومة مبارك لم تكشف عن قناعها الحقيقي ولم تستفز حركة حماس خوفاً من عواقب ذلك وحفاظاً على استقرارها.
وطوال ثمانين عاماً فان حركة الاخوان المسلمين تعد اهم تيار معارض للحكومة في مصر لذلك كان اعضاؤها دائماً تحت متابعة الحكومات التي توالت في هذا البلد واستمرت المناوشات السياسية بين الجانبين بشكل حذر حتى حلول عام 2004 م حينما اعلنت واشنطن مشروع الشرق الاوسط الكبير (Great middle east plan) فظهرت بوادر من الحكومة المصرية آنذاك تنم عن تغيير وجهة النظر في التعاطي مع هذه الحركة المعارضة وفسح لها المجال في مزاولة نشاطات على الصعيد السياسي بحيث انها تمكنت من الحصول على 88 كرسياً في البرلمان المصري بعد الانتخابات التي جرت في عام 2005 م وذلك ضمن قائمة المستقلين وفي العام نفسه اصدر حسني مبارك امراً باعتقال بعض الاخوان وفتح الباب على مصراعيه للكيان الصهيوني كي يدمر غزة في الحرب التي دامت 22 يوماً وذلك بهدف القضاء على حركة حماس بالكامل لكن جهوده ومساعي اسياده الصهاينة لم تثمر واصبحت حماس اكثر قوة مما مضى.
وفي عام 2011 م بعد انتصار الثورة المصرية تنفس الاخوان الصعداء لدرجة انهم تمكنوا من الامساك بمقاليد الحكم بعد ان قبع مبارك وازلامه وراء قضبان السجون على امل ان تتم محاكمتهم في محاكم عادلة وفي خضم هذه الاحداث قويت شوكة حماس في الاراضي المحتلة امام منافسيها ولكن الامر لم يدم طويلاً بالنسبة للأخوان في مصر اذ سرعان ما ازيحوا عن السلطة في احداث يعرفها الجميع ليكون مصير محمد مرسي كمصير سلفه مبارك حيث تمكن عبد الفتاح السيسي من عزل الاخوان المسلمين عن الساحة السياسية بمساعدة السعودية التي تساهم في كل اجراءات قمعية تتخذ ضد الحركات التحررية في العالم بغض النظر عن طبيعة ما حدث في مصر.
ونجم عن ذلك ان احدى المحاكم الاستثنائية في مصر ادرجت حركة حماس ضمن المنظمات الارهابية ما ينم عن التعاون المشترك بين القاهرة والرياض على الصعيد الامني والاستراتيجي ووحدة الهدف في اجتثاث الاخوان المسلمين من جذورهم ولكن رغم ذلك هناك اختلافات عديدة بين حماس والاخوان في مصر فحركة حماس هي تيار تحرري مناهض للصهيونية ويحمل السلاح دفاعاً عن ارواح الفلسطينيين واراضيهم لكنها مع الاسف الشديد اثر مراهنات دولية ومؤامرات مفضوحة اصبحت محاصرة من قبل تل ابيب واصدقائها في المنطقة الذين تحالفوا ايضاً ضد الشعب السوري.
وبطبيعة الحال فان هذه المواقف تجاه حماس والاخوان المسلمين يؤدي الى تقرب تيار المقاومة الى الجمهورية الاسلامية في ايران اكثر مما مضى ويفسح لها المجال كي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني بالاخص حيث ادرك اعضاء هاتين الحركتين من هو صديقهم ومن هو عدوهم الحقيقي وبالتالي فان الرقعة الجغرافية للخطاب الايراني الداعم للمقاومة سوف تتسع اكثر بعد ان ادركت الشعوب ان طهران تنتهج سياسات صادقة تنصب في مصلحة المستضعفين في الارض. انتهى