للتخفيف من وقع الهزيمة في سوريا.. المخابرات الأميركية تعترف باغتيال عماد مغنية
وكالات ـ الرأي ـ
الحرب الإعلامية بين الكيان الإسرائيلي و محور المقاومة باتت على أشدها، فمحور المقاومة بادر للإعلان عن التخلي عن قواعد الاشتباك بكون “إسرائيل” هي من تخلت عن هذه القواعد قبلاً من خلال استهداف كوادر المقاومة بالقنيطرة السورية.
العملية التي نفذتها المقاومة الإسلامية في مزارع شبعا المحتلة أودت بالإدارة الأميركية التي دعت أول الأمر إلى ضرورة “ضبط النفس” إلى أن تكشف عن تورطها في جريمة اغتيال أحد أهم كوادر القيادة في المقاومة في العام 2008 و هو الحاج “عماد مغنية” الذي تم استهدفه في العاصمة السورية عبر تفجير سيارته في عملية قالت الصحافة الاميركية مؤخراً أن المخابرات الأميركية كانت شريكة فيها.
الاعتراف الأميركي بالعملية عبر “التسريب الإعلامي” يأتي في محاولة من الإدارة الأميركية للقول لمحور المقاومة بأن قواتها حاضرة للدفاع عن “إسرائيل” في أي حرب يخوضها الكيان الصهيوني مع محور المقاومة، و إن كانت واشنطن لا تحبذ أن تكون هذه الحرب الآن، تبعاً لتنامي القوة الإيرانية، والفشل الذريع في ضرب الدولة السورية من الداخل، إضافة إلى كون حزب الله ما زال قوياً بما يكفي لدخول حرب استنزاف طويلة الأمد مع “إسرائيل”. بعكس التقارير الإعلامية التي تحاول أن تروج لفكرة أن المقاومة استنزفت طاقاتها من خلال مشاركتها في صد التنظيمات الإرهابية داخل سوريا، وعلى ذلك جاءت دعوة واشنطن جميع الأطراف لضبط النفس، لكن المقاومة الإسلامية تدرك تماماً إلى أين تحاول المخابرات الأميركية أن تمضي من خلال تسريب معلومات عن اغتيال الشهيد عماد مغنية، و لا يمكن تصور قيادات المقاومة تتخذ مواقف مرتجلة و غير مدروسة و تورطها في ردود فعل غير محسوبة النتائج، فالمقاومة الإسلامية في لبنان تعرف قواعد اللعبة.
لكن ما هي النتائج المحتملة لمثل هذا التسريب الإعلامي..؟، ولماذا ارتكبت أميركا مثل هذه الحماقة كاشفة عن عملية من المفروض أن تكون سرّية..؟.
الجواب البسيط يأتي من الإلزام المفروض على الرئيس الأميركي من قبل اللوبي اليهودي بملف أمن “إسرائيل”، و يعكس بشكل طبيعي حجم تحكم هذا اللوبي بقرار البيت الأبيض، و يعكس أيضاً ماهية العلاقة بين أميركا و كيان الاحتلال التي تصل حد تبعية واشنطن لتل أبيب، بكون الأخيرة قادرة على التأثير بمجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية من خلال الأموال التي يتحكم بها اليهود بأميركا.
المقاومة إن صمتت عن الإعلان الأميركي و لم تعلق، فذاك طبيعي، فبالنسبة لها لا يشكل الإعلان جديداً، فمحور المقاومة يمتلك الفهم الكامل لطبيعة العلاقة بين قوى الغرب و”إسرائيل” التي تعتبر سرطان المنطقة، وهذا الأمر ليس بخفي أو جديد.
وبالحديث عن الرد المتوقع، فالتجربة أثبتت إنه لا يمكن التكهن بطبيعة الردود المقاومة، فالأخيرة تعرف كيف ومتى وأين يكون ردها، لكن السؤال حول ما يجري في سوريا يثبت إن المقاومة ما زالت ترد على أميركا وتحبط مشاريعها في المنطقة منذ ما يقارب الأربع سنوات، فحجم المعركة التي يخوضها محور المقاومة ضد التنظيمات التكفيرية والميليشيات المسلحة، يؤكد أن المقاومين لم يتركوا فرصة لمشروع تقسيم المنطقة ليكون واقعاً ملموساً، وتشير معطيات الميدان القتالي في سوريا إلى أن إعلان الانتصار بات قريباً بالنسبة لدمشق وحلفاءها من المقاومين، وبالتالي فإن على واشنطن أن تفتش عما تبرر به فشلها العسكري الكبير في سوريا، وعليها أن تجد الطريقة المقنعة للخروج من الأزمة السورية بأقل الهزائم الممكنة من خلال تبديل مواقفها تجاه الدولة السورية، لتبقى “إسرائيل” وحيدة في مهب رياح الشعور بالهزيمة. انتهى