فوضى ومخاطر بيئية مسكوت عنها !
عبدالرضا الساعدي
حين قرأت هذا الخبر الذي يقول : أعلن وزير البيئة (لإحدى القنوات الفضائية العراقية ) ، عن قرب رفع أبراج الاتصالات المخالفة لتسببها بأمراض سرطانية.
وقال في حديث لهذه (القناة الفضائية ) إن “فرق الوزارة ستباشر بحملة لإزالة أبراج الاتصالات المخالفة للشروط البيئية”.
وأضاف ان “هذه الأبراج تسبب أمراضا سرطانية للمواطنين الذين يسكنون بالقرب منها”.
(( يشار إلى أن اغلب شركات الاتصالات قامت بنصب أبراجها فوق أسطح المنازل وبالقرب من المناطق السكنية، ما دعا بعض المنظمات الى المطالبة برفعها لتسببها بأمراض سرطانية)) ،
أعادني مرة أخرى وبقوة إلى سياسة الاستخفاف والتجاهل التي يمارسها الكثير من المسؤولين والمعنيين في الحكومة والدولة ، حتى لتبدو مثل هكذا معلومة تمر على القارئ ؛ بمثابة إدانة واضحة وصريحة لكل من تجاهل الوضع البيئي في العراق طيلة هذه السنوات الماضية دون إجراء وتخطيط أو حتى حساب لمن يمارس (جرما) بيئيا مثل هذا ، ويمر مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن .
إذن لماذا نستغرب ونتساءل ونعجب من زيادة حالات الإصابة بمرض السرطان في العراق ، وها هي بعض أسبابها تنشر على الملأ وفي وسائل الإعلام ، أمام صمت حكومي مروع طيلة أكثر من عقد من الزمن ؟
ولماذا سمح لهؤلاء المخالفين للشروط البيئية والصحية ببناء هذه الأبراج المميتة وسط الأحياء السكنية ؟
لماذا هذه الإجراءات المتأخرة ؟!
أي فساد هذا .. وأي جرائم ترتكب بهدوء وصمت بحق شعب لا يدري ماذا يحدث ، وماذا يفعل وإلى أين تجري الحياة به وسط أمواج الخراب والفساد السياسي والإداري للبلد ..؟
وهل الأبراج وحدها في هذا البلد هي كل المشكلة البيئية ، طبعا الجواب لا ، وربما تكون أهون المشاكل _ في نظر الكثيرين _ وفي بلد تعصف به الكوارث من كل حدب وصوب ، والمسؤولون لا عمل لهم سوى التصريحات والتحليلات على القنوات الفضائية ، لينتهي دورهم بانتهاء اللقاء أو الحوار التلفزيوني والصحفي لا أكثر.
وماذا يقول المسؤولون أيضا عن مخلفات المولدات الكهربائية التي أصبحت كغابات دائمية مسمومة وقاتلة داخل الأحياء والمناطق والشوارع ، نعتاش عليها مرغمين ؟!! ، وهل يفكرون أن هناك أطفالا ومرضى أو ضعفاء بلا مناعة شخصية يتعرضون يوميا للهلاك بسبب هذه الفوضى والمخاطر البيئية ، أم أن أرواح الناس باتت لا تساوي عندهم سوى لحظات الانتخابات التي يتسولون بها أصواتهم كي يصلوا إلى مبتغاهم الشخصي والنفعي ، ليكون رد الجميل فيما بعد مثل هذا الاستخفاف بأرواح الناخبين وتجاهل حقوقهم الطبيعية جدا باستنشاق هواء نقي أو شرب ماء غير ملوث أو الجلوس فوق تربة آمنة وخالية من الكوارث البيئية.
نحن نرفض أن يبقى الشعب معرضا للمخاطر يوميا هكذا ، بهدوء وبصمت مشبوه من قبل المعنيين الذين طالت غيبوبتهم ، حيث أصبح الناس ينتظرون رحمة الله أولا ورحمة استيقاظ المسؤولين ثانيا من هذه الغيبوبة ، وعلى الإعلام العراقي ومنظمات المجتمع المدني كافة ؛ التحرك بشكل جدي وواسع إزاء هذه المخاطر التي تضاف إلى مخاطر الإرهاب اليومي ، من أجل إيجاد حلول قريبة عاجلة وبعيدة المدى، في آن معا ، من أجل حماية البيئة العراقية من كوارثها المسكوت عنها .
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
أعادني مرة أخرى وبقوة إلى سياسة الاستخفاف والتجاهل التي يمارسها الكثير من المسؤولين والمعنيين في الحكومة والدولة ، حتى لتبدو مثل هكذا معلومة تمر على القارئ ؛ بمثابة إدانة واضحة وصريحة لكل من تجاهل الوضع البيئي في العراق طيلة هذه السنوات الماضية دون إجراء وتخطيط أو حتى حساب لمن يمارس (جرما) بيئيا مثل هذا ، ويمر مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن .
إذن لماذا نستغرب ونتساءل ونعجب من زيادة حالات الإصابة بمرض السرطان في العراق ، وها هي بعض أسبابها تنشر على الملأ وفي وسائل الإعلام ، أمام صمت حكومي مروع طيلة أكثر من عقد من الزمن ؟
ولماذا سمح لهؤلاء المخالفين للشروط البيئية والصحية ببناء هذه الأبراج المميتة وسط الأحياء السكنية ؟
لماذا هذه الإجراءات المتأخرة ؟!
أي فساد هذا .. وأي جرائم ترتكب بهدوء وصمت بحق شعب لا يدري ماذا يحدث ، وماذا يفعل وإلى أين تجري الحياة به وسط أمواج الخراب والفساد السياسي والإداري للبلد ..؟
وهل الأبراج وحدها في هذا البلد هي كل المشكلة البيئية ، طبعا الجواب لا ، وربما تكون أهون المشاكل _ في نظر الكثيرين _ وفي بلد تعصف به الكوارث من كل حدب وصوب ، والمسؤولون لا عمل لهم سوى التصريحات والتحليلات على القنوات الفضائية ، لينتهي دورهم بانتهاء اللقاء أو الحوار التلفزيوني والصحفي لا أكثر.
وماذا يقول المسؤولون أيضا عن مخلفات المولدات الكهربائية التي أصبحت كغابات دائمية مسمومة وقاتلة داخل الأحياء والمناطق والشوارع ، نعتاش عليها مرغمين ؟!! ، وهل يفكرون أن هناك أطفالا ومرضى أو ضعفاء بلا مناعة شخصية يتعرضون يوميا للهلاك بسبب هذه الفوضى والمخاطر البيئية ، أم أن أرواح الناس باتت لا تساوي عندهم سوى لحظات الانتخابات التي يتسولون بها أصواتهم كي يصلوا إلى مبتغاهم الشخصي والنفعي ، ليكون رد الجميل فيما بعد مثل هذا الاستخفاف بأرواح الناخبين وتجاهل حقوقهم الطبيعية جدا باستنشاق هواء نقي أو شرب ماء غير ملوث أو الجلوس فوق تربة آمنة وخالية من الكوارث البيئية.
نحن نرفض أن يبقى الشعب معرضا للمخاطر يوميا هكذا ، بهدوء وبصمت مشبوه من قبل المعنيين الذين طالت غيبوبتهم ، حيث أصبح الناس ينتظرون رحمة الله أولا ورحمة استيقاظ المسؤولين ثانيا من هذه الغيبوبة ، وعلى الإعلام العراقي ومنظمات المجتمع المدني كافة ؛ التحرك بشكل جدي وواسع إزاء هذه المخاطر التي تضاف إلى مخاطر الإرهاب اليومي ، من أجل إيجاد حلول قريبة عاجلة وبعيدة المدى، في آن معا ، من أجل حماية البيئة العراقية من كوارثها المسكوت عنها .
في الافتتاحية