التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

“داعش” أحرق الكساسبة بفتوى “ابن تيمية” وعلماء المسلمين يستنكرون 

وكالات ـ الرأي ـ

كشف فيديو حرق الطيار الاردني، معاذ الكساسبة، استناد “داعش” بحرق الطيار الى فتوى “ابن تيمية” المتوفى في القرن الـ 14 ميلادي، والذي يمثل أحد أبرز مراجع الفكر الوهابي والحركات التكفيرية في العالم، فيما استنكر علماء المسلمين عمل داعش واكدوا أنه ليس من الاسلام.

وخلال عرض فيديو إحراق الكساسبة، بث تنظيم “داعش” الارهابي موقف ابن تيمية، وذلك من خلال رسالة ظهرت على اسفل الشاشة جاء فيها: “فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع”، ما دفع مراقبين مثل جمال الخاشقجي الصحفي السعودي (الذي تعتمد بلاده الفكر الوهابي الذي يستند الى فتاوى ابن تيمية)، إلى الإشارة لـ”اجتزاء” الفتوى.

ويذكر بحث للشيخ عبد الله زقيل تحت عنوان “القولُ المبينُ في حكمِ التحريقِ والمُثْلةِ بالكفارِ المعتدين” أن ابن تيمية يقول “يمثلُ بالكفارِ إذا مثلوا بالمسلمين معاملةً بالمثل”، وينقل عنه زقيل قوله في فتاويه: “فَأَمَّا التَّمْثِيلُ فِي الْقَتْلِ فَلَا يَجُوزُ إلَّا عَلَى وَجْهِ الْقِصَاص” كما قال: “وَيُكْرَهُ نَقْلُ رَأْسٍ، وَرَمْيُهُ بِمَنْجَنِيقٍ بِلَا مَصْلَحَةٍ.. الْمُثْلَةُ حَقٌّ لَهُمْ ، فَلَهُمْ فِعْلُهَا لِلِاسْتِيفَاءِ وَأَخْذِ الثَّأْرِ ، وَلَهُمْ تَرْكُهَا وَالصَّبْرُ أَفْضَلُ ، وَهَذَا حَيْثُ لَا يَكُونُ فِي التَّمْثِيلِ بِهِمْ زِيَادَةٌ فِي الْجِهَادِ ، وَلَا يَكُونُ نَكَالًا لَهُمْ عَنْ نَظِيرِهَا ، فَأَمَّا إذَا كَانَ فِي التَّمْثِيلِ الشَّائِعِ دُعَاءٌ لَهُمْ إلَى الْإِيمَانِ ، أَوْ زَجْرٌ لَهُمْ عَنْ الْعُدْوَانِ، فَإِنَّهُ هُنَا مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ وَالْجِهَادِ الْمَشْرُوعِ ، وَلَمْ تَكُنْ الْقِصَّةُ فِي أُحُدٍ كَذَلِكَ، فَلِهَذَا كَانَ الصَّبْرُ أَفْضَلَ”.

وأدان علماء دين مسلمون، قتل جماعة “داعش” الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عاما)، حرقا، مشددين على أن “الإسلام بريء من تلك الأفعال الإجرامية”.

وقال الأمين العام لـ”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، علي القره داغي، إن “قيام داعش بحرق الكساسبة حيا والتمثيل بجثته هو عمل إجرامي جبان مخالف للشريعة الإسلامية”، مضيفا بالقول في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول”: “نهى الرسول عن الحرق بالنار، وهناك حديث نبوي يقول إن (النار لا يعذب بها إلا الله).. وهناك إجماع على عدم جواز التعذيب بالنار للمسلم وغير المسلم”.
كما استنكر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بشدَّة “العمل الإرهابي” الذي أقدم عليه تنظيم “داعش الإرهابي الشيطاني” من حرق الطيار الكساسبة، ووصفه بـ”العمل الإرهابي الخسيس”، مشددا على أن “الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة”، مستشهدًا بقول الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)، وقول النبي محمد (خاتم الأنبياء): “الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه”.
وختم بأن “الإسلام حرَّم كذلك التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي، وليس أدل على ذلك من وصية النبي لأمير الجيش: اغْزُوا وَلا تَغْدُرُوا وَلا تَغْلُوا وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا.. فهذا عمل خبيث تبرأ منه كل الأديان”.
بدوره، أدان وزير الأوقاف الأردني، هايل داوود، قتل الكساسبة، المتزوج منذ ستة أشهر، وقال إن “الحرق لا يجوز في الإسلام”، مبرزا في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية أن “الحرق لا يجوز في الإسلام، ورب العالمين عاتب نبيا لأنه أحرق قرية من النمل، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف (لا يُعذب بالنار إلا رب النار)”.
وأضاف الوزير الأردني أن “ما قام به داعش يؤكد أنهم جماعة إرهابية ولا تستحق إلا أن تُباد وتطارد في كل مكان لأنها سُبة على الإسلام والمسلمين”.
بدوره، أدان محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بمصر، قيام “داعش” بإحراق الكساسبة، الذي تشارك بلاده في التحالف الغربي – العربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ضد التنظيم، متابعا أن “ما فعله داعش من قتل الكساسبة حرقا هو مخالفة لله وأوامره، حيث إن الله كرم الإنسان حيًا وميتًا”.
ومضى قائلا: “قال الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، أي أن الله كرم الإنسان لمطلق إنسانيته وهذا التكريم للإنسان في حياته ومماته”.
وتابع: “الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) أمر بدفن قتلى المشركين في غزوة بدر حتى لا تأكلها السباع أو الطير كنوع من التكريم لإنسانيتهم رغم مواقفهم المعادية للرسول”.
ورأى أن “ما قام به داعش هو جريمة يرفضها حتى عالم الحيوان، وهي من الأفعال الشنيعة والإجرامية التي ترفضها كل الأديان والأعراف ولا تمت للإنسانية بصلة فضلا عن عالم الحيوان.. الإسلام بريء من داعش وأفعالها الإجرامية، وللأسف نرى جرائم مثل هذه ترتكب باسم الإسلام وهو منها براء”.
وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم “داعش” قتل الكساسبة حرقاً، وبينما لم يحدد التسجيل يوم قتله، ذكر التليفزيون الأردني الرسمي أنه قتل يوم 3 يناير الماضي، دون أن يحدد إلى ماذا استند في ذلك. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق