الصحة: إعلان الطوارئ ضد فايروس “اللشمانيا” المُعدي
بغداد – محلي – الرأي –
أعلنت وزارة الصحة العراقية ، اليوم الأحد، حالة “الطوارئ” بعد زيادة الإصابة بمرض “اللشمانية” الجلدي في بغداد والمحافظات فضلا عن أماكن إيواء النازحين، وفيما دعت مؤسساتها الى “التحري الوبائي” ومكافحة الحشرات الناقلة للفايروس في مدة أقصاها 20 يوما، أكدت لجنة الصحة النيابية الحاجة إلى تعاون الوزارات الأخرى لمكافحة حالات الإصابة بتلك “الأمراض الخطيرة”.
وثيقة رسمية صادرة عن الوزارة، تؤكد انتشار مرض اللشمانيا الجلدي في تجمعات النازحين العراقيين بالإضافة الى مناطق في العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى، وقررت الصحة “تفعيل خطة الطوارئ في مخيمات النازحين وفي مناطق البؤر لمكافحة خوازن ونواقل مرض اللشمانيا والتأكيد على كافة محافظات جمهورية العراق بالزامية تنفيذها ومن ضمنها محافظات إقليم كردستان واعتبار تنفيذها من الأسبقيات لغرض تحقيق الاحتواء المبكر لانتشار العدوى واحكام فعاليات السيطرة على الموقف الوبائي والحشري”.
وأوضحت الوزارة ان “الخطة ستنفذ في مرحلتين: المرحلة الاولى تتضمن التحري الوبائي ومكافحة خوازن المرض (القوارض) ونواقله (ذباب الرمل) في جحور القوارض تبدأ من 1/2/2015 ولمدة 20 يوم عمل، فيما ستتضمن المرحلة الثانية التحري الحشري ومكافحة نواقل المرض في أماكن راحة واهتباء ونشاط الناقل في بداية الربيع وقبل بدأ عملية انتشاره بكثافات عالية جداً تبدأ من 15/3/2015 ولحين تحقيق التغطية المطلوبة”.
هذا وأوضح مدير إعلام الصحة رفاق الاعرجي أن “الذباب الناقل لتلك الأمراض يوجد في مناطق معينة، منها الشيخ معروف، داخل بغداد، لكثرة حضائر الأغنام والمواشي، فضلاً عن المدائن، جنوبي العاصمة، وعلى طريق بغداد الكوت”، لافتاً إلى أن “خطة الوزارة للمكافحة تتضمن تلك المناطق”.
من جانبه أكد عضو لجنة الصحة البرلمانية صالح الحسناوي “وجود إصابات بالجرب في أطراف بغداد، تمكنت وزارة الصحة من رصدها ومعالجتها”.
وقال الحسناوي إن “حالات إصابة بالجرب ظهرت في أطراف بغداد”، مؤكداً أن “جهود وزارة الصحة جيدة في رصد تلك الحالات ومعالجتها حتى الآن”.
وتابع الحسناوي وهو وزير الصحة العراقي الأسبق، أن “الموضوع يحتاج إلى تعاون من الوزارات الأخرى لمكافحة حالات الإصابة بتلك الأمراض الخطيرة”، مبيناً أن “لجنة الصحة البرلمانية على اتصال مستمر مع وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر العراقية والصليب الأحمر الدولية لمتابعة الأمراض الانتقالية والمعدية”.
ويعد الجرب من الأمراض المعدية التي تنتقل عادة عن طريق اللمس، وينتشر بسهولة وبسرعة في الأماكن المزدحمة، أما حبة بغداد، فتصيب الجلد أيضاً نتيجة طفيلي وحيد الخلية يعيش داخل حشرة ناقلة تسمى ذبابة الرمل، وهي نوع من أنواع البعوض.
كما أكدت وزارة الصحة العراقية، في وقت سابق، أن المناطق التي تقع تحت سيطرة ذلك التنظيم، تشهد أوضاعًا صحية سيئة، غير أن الوزارة وبالتعاون مع المنظمات الدولية، تحاول تنفيذ حملات التلقيح ضد الأمراض الفيروسية، بالإضافة إلى رش المبيدات وإيصال الأدوية الأساسية والضرورية.
وكانت منظمة الصحة العالمية WHO أرسلت الشهر المنصرم، خمس وحدات أساس من المستلزمات الصحية إلى منطقة الضلوعية بمحافظة صلاح الدين، لتغطية احتياجات خمسة آلاف شخص لمدة ثلاثة أشهر، حيث عاش أهالي الضلوعية تحت حصار دام سبعة أشهر، تعذر خلالها تقديم الدعم لهم.
في سياق متصل اكد رئيس مجلس محافظة بابل رعد الجبوري، ان “لجنة صحة المحافظة اجرت فور سماعها بانتقال الامراض الوبائية في محافظات الفرات الاوسط والجنوب بجولات تفتيشية في جميع النواحي والاقضية وصولا الى مخيمات النازحين” .
واضاف الجبوري ، ان ” دائرة صحة بابل التابعة للمجلس رصدت وجود مرض الجرب في منطقتين واحدة منها في مخيمات النازحين”، لافتا الى ان “اعداد المصابين بالمرض التي سجلتها الصحة بسيطة جدا لا تتعدى العشرين مصابا”.
واوضح، ان “المجلس ارتأى لوضع بعض الإجراءات الاحترازية من الاصابية بالامراض الانتقالية (الوبائية) من خلال تقديم الارشادات الصحية والبيئية”، مشيرا الى ان ” ذلك سيتم عن طريق تعميمه في المدارس اولا وفي الشوارع ثانيا “.
بدورها أكدت دائرة الصحة في محافظة ذي قار، خلو المحافظة من الأنفلونزا الوبائية، وفيما أشارت إلى أن التحليلات والنتائج المختبرية اثبتت أن جميع الحالات المشتبه بها ناجمة عن أمراض رئوية أو عجز تنفسي، لفتت إلى أنها اتخذت الإجراءات الوقائية المطلوبة كافة وتأمين العلاج تحسباً لأي طارئ.
وقال مدير دائرة صحة ذي قار سعدي الماجد، إن “محافظة ذي قار تعلن رسمياً عدم تسجيل أية إصابة بالانفلونزا الوبائية”، مبيناً أن “ذي قار خالية من هذا المرض ولم تثبت حتى الآن أية حالة مرضية في هذا المجال”.
وأضاف الماجد أن “حالات الوفاة التي حصلت لبعض المرضى كانت ناجمة عن التهابات رئوية أو عجز تنفسي وليست الإصابة بالانفلونزا الوبائية”، مشيراً إلى أن “جميع النماذج التي تم سحبها من الحالات المشتبه بها اثبتت الفحوصات التي أجريت في مختبر الصحة المركزي في بغداد انها طبيعية ولا تشير للإصابة بالانفلونزا الوبائية”.
وتابع الماجد أن “الدائرة ترسل نماذج يومية من المصابين بأمراض ذات الرئة والعجز التنفسي لغرض اجراء الفحوصات المختبرية في بغداد”، لافتاً إلى أن “دائرة صحة ذي قار والمؤسسات الصحية التابعة لها اتخذت كافة الإجراءات الوقائية المطلوبة وتأمين العلاج الكافي وتهيئة المستلزمات الصحية تحسباً لأي طارئ”.
وكانت دائرة صحة ذي قار أعلنت خلال الاسبوع الماضي، جاهزية ردهة الانفلونزا الوبائية في مستشفى الحسين التعليمي لاستقبال أية حالة إصابة مشتبه بها في المحافظة وأكدت تجهيزها بالأجهزة الطبية والخدمية وتوفر الملاكات الطبية والتمريضية المتدربة على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها.
يذكر أن الحكومة المحلية في المثنى، أعلنت في،(الـ27 من كانون الثاني 2015)، عن انتشار أمراض جلدية كـ”الجرب” و”حبة بغداد” في عدد من المدارس جنوب غربي المحافظة،(250 كم جنوب العاصمة بغداد)، وفي حين عزت ذلك إلى قلة الماء الصالح للشرب وعدم توافر الأجواء الصحية بالمدارس، ناشدت المعنيين إغاثة الأطفال المصابين بأسرع وقت.
وكانت مديرية صحة ديالى، كشفت في،(الـ28 من كانون الثاني 2015)، عن إصابة 120 نازحاً بداء الليشمانيات الجلدي (حبة بغداد)، بمخيمات النازحين في خانقين والمناطق التابعة لها بالمحافظة،(55 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، فيما أكدت أن وزارة الصحة اتخذت التدابير اللازمة للسيطرة على انتشار المرض وتوفير العلاج المطلوب.
وكان المبعوث الأميركي للعلوم إلى الشرق الأوسط، بيتر هوتيز، قد حذر الأسبوع الماضي في تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية، من أن المساحات الشاسعة التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) في سوريا والعراق باتت معرضة لتفشي الأمراض المعدية بين السكان المحليين. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق