التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مخاض ثورة اللؤلؤ 

صفاء الخواجة –

سؤال بسيط وهو: لماذا تستمر السلطات البحرينية في قمع شعب اراد الحرية والعدالة؟! لماذا مخاض ثورة اللؤلؤ مازال عسيراً؟! وتتباين حيثيات الإجابة بين شدة القمع والانتهاكات المستمرة حتى هذه اللحظة.

إن احصائية عدد انتهاكات حقوق الانسان كما وزعتها دائرة الحريات بجمعية الوفاق في بيانٍ أصدرته 10 ديسمبر2014م تكشف اتجاها معاكسا لدى السلطات بقرار الاستمرار في هذا النهج الامني، والارقام وحدها تحكي وتقول، فقد شملت:

9000 معتقل، 150 شهيدا، و4700 مفصول عن العمل، و38 مسجداً مهدّماً، 300 امراة معتقلة، وأكثر من160 طفلا بين محكومٍ ومحتجز، و52 مواطنا مسقطة جنسياتهم (بعض الاحصائيات الاخرى اكبر من هذا العدد بكثير)، 1500 مصاب، فضلا عن استهداف جمعيات المجتمع المدني والجمعيات السياسية وغلق بعضها وملاحقة بعض منها قضائياً، إلى جانب اكتظاظ السجون بالسجناء والمعتقلين.

سوف تبقى صورة المواطن حسن عبد المجيد عبد النبي الشيخ «36عاماً»، ضحية التعذيب خلال العام المنصرم الذي تعرض لتعذيب ماثلة أمام صورة وطن تنتهك حقوق ابنائه وبناته، الذي تعرض للتعذيب والمعاملة القاسية حتى الموت.

كما تكشف الإحصائيات اليومية لمصابي الشوزن (السلاح الانشطاري) التي ترد من المناطق حجم وكثافة استخدامه وهو ما يعد شروعا في القتل، فالشوزن يستخدم خارج اطار القانون ومخالف للمعاهدات الدولية من اجل عقاب وقتل المحتجين السلميين.

ثمة ما يعيد التذكير ببديهيات حول طبيعة السلطات، وبأنها من النوع الذي لا يقبل التنازل، وتناقض بنيتها مع أي إصلاح جدي أو معالجة سياسية لتفاقم ازمتها، وما جرى للامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان خير دليل وبرهان على رفض السلطات لمطالب الشعب من اصلاح  جذري!  فقد ذهبت السلطة لخيار القمع، واعتقال والقتل والتوغل في العنف حتى آخر رمق.

ان ما يحدث كل يوم من انتهاكات واضحة يدل على ان السلطة تتصرف دون اية حساسة اخلاقية او مسؤولية انسانية، وكأن مناهضيها هم كائنات دونية لا حقوق لها ولا تنتمي الى صنف البشر او ارواح ادمية.

لا يوجد جواب او تفسير منطقي يقنع بالغاية من استمرار هذا القمع المفرط والعشوائي المتكرر في قرى ومناطق البحرين، فهي ما زالت مستمرة حتى وصلت الى عامها الرابع.

هل لا تزال السلطات تراهن، وبعد مرور اربعة اعوام من استخدام شتى انواع العنف لترهيب المتظاهرين السلميين، لاعادة الشعب الى الولاء الكلي للسلطة؟ واي دوافع تقدمها لاقناع الناس بما جرى لها خلال اربعة اعوام من الظلم والقهر، واولهم مؤيدو السلطة أنفسهم، بصلاحية استمرار السلطات في اتخاذ القرارت تخص الشعب؟.

كيف لسلطة تداهم عشرات المنازل وتعتقل العشرات بشكل يومي وتحاصر مناطق سكنية تمنع من خلالها حرية حركة المواطنين، والكم الكبير من الانتهاكات اليومية التي تعاني منها اغلب قرى ومناطق البحرين، ان يثق بها شعبها من جديد؟!، هل اثبتت السلطة خلال الاربعة اعوام الماضية حفاظها على اللحمة الوطنية وحاولت الاصلاح الفعلي وليس استهلاكاً اعلامياً؟.

ان انتاج مجتمع ديمقراطي ليس عصيا على الشعوب، فالشعب التواق الى الحرية والشراكة السياسية في البحرين يسجل يوميا تقدمه على السلطات في الذهاب الى الحلول الممكنة، هذا ما تحدثت عنه صورة امين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي تحول من مفاوض سياسي مع السلطة تفتح له مكاتب المسؤولين الى معتقل يحاكم بتهم تختص “بالتحريض والتآمر على النظام” وتفتح له ابواب السجون في مشهد دراماتيكي مؤلم.

مخاض ثورة اللؤلؤ العسير هو مخاض شرائح واسعة من المنكوبين والمهجرين تزداد معاناتها كل يوم، وشباب في عمر الزهور سلاحهم الوحيد هو ايمانهم بالنصر القريب، شباب كل يوم يخرج الى الشوارع ليعبر عن رفضه لما تقوم به السلطات من قمع لحريته، مخاض العجز عن ادارة قرى ومناطق خرجت عن سيطرة السلطات وعن تنظيم حياة الناس، مخاض رفع قيمة الانسان، كروح وذات، ووضعها في مكان يليق بها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق