التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

حين يعود سحر بغداد ثانية ً 

عبدالرضا الساعدي
لعلها الخطوة الأولى باتجاه الحلم ..
الحلم الذي راود الملايين من سكان عاصمة الدنيا والسلام ..
لعله الأمل يخطو باتجاه الحياة بقوة وإرادة وحب وإيمان ، والحياة تحتضنه أيضا ليسيرا معا يداً بيد ..
الأمل الذي ظل حيا ،مكابرا ، مضيئا في قلوب أبناء هذه المدينة كي تعود الحياة ثانية بعد أنهار من الجراحات المتدفقة ،
و بعد أنفاق من العتمة والظلام والوحشة ، أرادها لنا وحوش الظلام المتربصة وأعداء الحياة والجمال والسلام ؛ أن تكون بلا بصيص أو منفذ أمل للنجاة منها ، كي نموت وفق خارطة اليأس والحطام والرعب التي رسموها بعقولهم المخربة ، الظلامية المريضة ..
ها هي بغداد تزيح عن خطواتها الرشيقة وروحها المنطلقة وأنفاسها العبقة بالنسيم والعطر الليلي ، قيود (حظر التجوال) الذي كبّلها لأكثر من عقد من الزمن ، وها هم أبناؤها يبتهجون بعد طول صبر وانتظار ، كي يعيدوا من خلال ذلك سحر بغداد وسحر أوقاتهم المقرونة بفضة النجوم على ضفاف دجلة الحميمة ، ها هم يعودون بليل (أبي نؤاس ) الحالم ، وشموخ ساحة التحرير ، وقباب الكاظمية المشعة في قلب السماء ، و(كورنيش  ) الأعظمية المنساب كأغنية بغدادية أصيلة وجميلة ، وإيقاع الحياة وسرها النابض في شارع السعدون ، ومقاهي الكرادة وواجهاتها البراقة بالضوء والألوان ، مع دفء التجوال وسيولة الحلم ورونقه في فضاءات  (المنصور) .. وجسور الجمهورية والسنك والشهداء وباب المعظم ، وغيرها من جسور وأماكن القلب الحانية بالحب والأمل.
ها هي بغداد تنطلق من أسرها الليلي لتموج في الحياة ثانيةً دون تردد ، رغم الوحوش المتربصة وأيدي الظلام القبيحة ،
ويجب أن نحمي جمالها من هؤلاء الأشرار  ، جميعا نحميها بكل طوائفنا ولهجاتنا وعناويننا .. بكل ما نملك ،
يجب الدفاع عن أوقاتنا بين أحضان حبيبتنا الجميلة، يجب أن يستمر سحر بغداد الليلي ، مثلما يجب أن تشرق في النهار كشمس حانية ودافئة على جميع المحبين .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق