التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

خيوط المؤامرة علي اليمن, من يحيكها وإلي أين ستصل؟ 

يواصل ما يسمى بدول مجلس التعاون تآمرهم على الشعوب العربية بدءاً بالقضية الفلسطينية وغزو العراق ١٩٩١ مروراً باحتلال العراق عام ٢٠٠٣، وصولاً إلى الثورات العربية من سوريا إلى العراق مجدداً إلى ليبيا إلى البحرين ومؤخراً اليمن. اليمن حالياً، عنوان الفصل الجديد من فصول التآمر الخليجي على شعوب المنطقة فقد طالب هذا المجلس، مجلس الامن الدولي باصدار قرار تحت الفصل السابع والذي بموجبه يتيح التدخل العسكري الدولي في اليمن، بعد أن لفظهم الشارع اليمني ولفظ معهم أدواتهم ومشاريعهم التآمرية الهدّامة.‏

تعتبر دول مجلس التعاون من أكثر دول المنطقة أو العالم خشيةً من الظروف المحيطة بها نظراً لطبيعتها وظروف نشأتها فتلك المشيخات تخشى أي تطور ديمقراطي قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، لذلك وقف هذا المجلس منذ نشاته في وجه كل الدول التي لا تسبح في الفلك الخليجي عموماً ولا تسبّح بحمد السعودية على وجه الخصوص، ورغم أن القضية الفلسطينية تعتبر أهم القضايا في العالمين العربي والإسلامي لم ير الأقصى ومن خلفه الشعب الفلسطيني إلا خيانة  هذا المجلس ورقصه على جراح وألام الشعب الفلسطيني المظلوم.

لا شك في أن تسميَّة مجلس التعاون كانت عملية تمويهيّة بإمتياز، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن التعاون بين الشعوب العربيه في الخليج الفارسي، كما أن هذا المجلس لا يمثل حقوق هذه الشعوب لامن بعيد ولا من قريب، ولكن جلّ ما جرى هو ان امريكا انشأت مجلس التعاون للحكام كي يكون البوق الناطق بالعربيه باسم السياسه الامريكيه وتوجهاتها في المنطقه، فامريكا تتكفل بحماية عروش هذه الحكام بالمقابل هم عليهم التنفيذ ودون إعتراض. إن مجلس  التعاون لدول  الخليج الفارسي بقيادة السعودية، كان ولايزال بؤرة  للتآمرعلى الشعوب العربية والاسلامية ، فالعراق  وشعبه اول ضحايا هذا التامر الخليجي رغم الخدمات التي قدمها رئيس النظام السابق لهذه الدول،  فلم تشفع له” الحرب بالنيابة” ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد تامرت عليه  السعودية الى جانب دول اخرى وحل ماحل بالعراق بعد ان فتحت معظم دول المجلس حدودها واجوائها وقدّمت كل انواع الدعم اللوجيستي والعسكري لقوات الغزو الامريكي التي اجتاحت العراق واحتلته وعاثت فيه خرابا ودمارا، وكانت الضحية ألاف الشهداء والجرحى وملايين المشردين.

الحقيقه التي لا لبس فيها هي ان “مجلس التعاون” ما هو الا حلف ومشروع امني وعسكري وإقتصادي مشترك بين حكام محميات الخليج الفارسي من جهه وامريكا من جهه ثانيه وهذا الحلف يرتكز على معادلة تبادل المصالح من خلال تسهيل حكام مجلس التعاون الطريق امام السياسة الامريكية وفي المقابل ضمان امريكا بقاء هؤلاء الحكام على عروشهم، دون أن يأخذ بعين الإعتبار الكورث التي تنجم عن سياسة أمريكا في المنطقة. فعندما يسهّل مجلس التعاون مهمة التدخل الغربي والامريكي في الشأن السوري وهو السيناريو نفسه الذي قاده هذا المجلس لتسهيل مهمة جلب القوات الامريكيه الى الجزيرة العربية وشن الحرب على العراق عام١٩٩١ ومن ثم تسلسل الاوضاع وحصار العراق منذ ذلك الحين وحتى احتلاله عام ٢٠٠٣، لا يمكن له أن يكون إلا مولود غير شرعي من أب غير شرعي.

تجّلت أبرز فصول التآمر لهذ المجلس في حقبة ما يسمى بالربيع العربي الذي دخل للاسف في متاهات فوضويه وتضليليه لصالح مسار سياسات مجلس التعاون، ولعل احداث سوريا والدعم العسكري الذي نقلته المعارضة السورية المسلحة مما أدى الى قتل ألاف الأبرياء، وكذلك البحرين  ومشاركة قوات سعودية وخليجية في قمع الانتفاضة السلمية فيها وماشهدته مناطق اليمن وحتى الوضع الحالي في العراق خير دليل على ذلك.

اليمن الذي عاش الحالة نفسها مع فارق ان هذا البلاد لم يتعرض للغزو كما حصل في العراق لان هناك  من كان يقوم بمهمة الاستمرار في  تقديم الخدمات للخارج، لكن ثورة الشعب اليمني والإنتصارات التي حققتها أنصار الله قضّت مضاجع دول مجلس التعاون ما أجبرهم على اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي. الرد الهزيل لمجلس الأمن على الطلب الخليجي، دعا بعض الدول هناك إلى التلويح بالتدخل العسكري في اليمن، ولكن غاب عنهم أن صنعاء ظلت عصية على الإمبراطورية العثمانية، ومن قبلها الإمبراطورية البريطانية، ولم يخطر في بالهم أن الجيوش التي يكوّن المرتزقة جزء كبير من عديدها، حريّ بها أن تسمى “أنصاف جيوش” لذلك لا يمكن الرهان عليها في أي مواجهة عسكرية.

في الخلاصة، الظروف الدولية من ناحية، وعزم الشعب اليمني وقوته من ناحية آخرى تؤكد أن مستقبل اليمن بيد اليمنيين أنفسهم، فأمريكا متورطة في أفغانستان والعراق، وأوباما يريد الحصول على أدنى إتفاق نووي مع طهران يحفظ ماء وجهه، كذلك دول مجلس التعاون منقسمة في مقاربة الملفات الإقليمية، إضافة إلى أن البغدادي عيّن بالأمس أمراء على مكة والمدينة وما يحمله هذا الأمر من دلالات، فضلاً عن وعي الشعب اليمني والحكمة و القوة العسكرية لأنصار الله، كل هذه الأسباب تؤكد أن اليمن جاري على قدم وساق في سبيل إفشال المؤامرة الخليجية  وتحقيق آمال  شعبه..اليمن السعيد.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق