هل تعرف من هو ذباح “داعش”؟
كثر الكلام خلال الايام الاخيرة عن هوية منفذ عمليات ذبح رهائن جماعة “داعش” الارهابية الملثم الذي اتشح بالسواد.
بعد عمليات تقصي واسعة تبين انه محمد إموازي من مواليد الكويت عام 1988 وقدم إلى المملكة المتحدة عام 1994 عندما كان في السادسة، وتلقى تعليمه في أكاديمية “كوينتين كيناستون كوميونيتي”، في سانت جونز وود، شمالي العاصمة البريطانية لندن، ثم تخرج لاحقا من جامعة وستمنستر مختصا بعلم الحاسبات حوالي عام 2009.
وكان آخر عنوان له في المملكة المتحدة قبل سفره إلى الخارج في منطقة كوين بارك في شمال غربي لندن.
أثار إموازي انتباه الأجهزة الأمنية في 2009 ـ 2010، عندما بدأ جهاز الاستخبارات البريطاني (إمي آي 5) ووكالات استخبارية أخرى مراقبة المتطرفين الذين يشتبه في أن لهم علاقة بمسلحين أجانب انخرطوا في صفوف حركة الشباب في الصومال.
ظهر اسمه في وثائق محاكمات شخصين عادا إلى المملكة المتحدة بعد تورط في أنشطة متطرفة في القرن الأفريقي.
لم يكن إموازي نفسه متهما في أي جريمة تتعلق بالإرهاب في المملكة المتحدة، لكنه اعتقل في الخارج بعد السفر عام 2009 إلى تنزانيا، بعد تخرجه من الجامعة.
وتنقل باسم محمد بن معظم، وسافر مع بريطاني آخر يعرف باسم “أبو طالب” ورجل ثالث ألماني تحول إلى الاسلام يدعى “عمر”.
وقد منعوا من الدخول بمجرد وصولهم إلى هناك وخضعوا لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية المحلية، وزعم إموازي لاحقا أنهم تعرضوا إلى مضايقات وسوء معاملة.
وفي سبتمبر 2009 ، عاد إموازي الى الكويت للأقامة مع عائلة والده، وللبحث عن حياة جديدة في الشرق الاوسط، كما اشار اشخاص التقوه في هذه الفترة.
وقد حصل إموازي على عمل جيد في مجال الكومبيوتر وكان يخطط للزواج والاستقرار هناك.
عاد خلال هذه الفترة مرتين الى بريطانيا، لكنه زعم في النهاية أنه منع من العودة إلى الكويت في عام 2010 عندما احتجز واستجوب لمدة ست ساعات في مطار هيثرو، وزعم أنه تعرض لإهانة من ضابط خلال ذلك.
وقام والده بالابلاغ عن فقدانه في أغسطس/آب، وقيل أن الشرطة أبلغت عائلته بعد أربعة أشهر أنه كان في سوريا، على الرغم من ان عائلته كانت تعتقد أنه يعمل في مجال الإغاثة في تركيا.
لا يعرف بالضبط متى دخل الى منطقة الحرب في سوريا، لكن تقارير اولية أشارت إلى أنه ذهب إلى إدلب 2013 للمساعدة في حراسة رهائن غربيين.
وفي أغسطس/آب 2014، ظهر في مقطع الفيديو الذي يظهر قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، كما ظهر خلال الأشهر اللاحقة في مقاطع فيديو مماثلة تظهر قتل ستيف سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينغ. ولم يكن واضحا في جميع هذه الفيديوهات إن كان الرجل الملثم أم شخص آخر يقف خلف الكاميرا هو الذي يقتل الضحايا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ظهرت ملامح الشخص المسلح نفسها في مقطع فيديو لقتل رهينة آخر – ويظهر هذه المرة يقتل ضابطا في الجيش السوري. وظهر أيضا وهو يقف على رأس مقطوعة لعامل الإغاثة الأمريكي بيتر عبد الرحمن كاسيغ.
وظهر بعد شهرين في فيديو آخر يقتل فيه الرهينة الياباني كينجي غوتو.
قبل رحيله من المملكة المتحدة، خضع إموازي لتحقيقات من جانب الـ “إم أي 5” كمشتبه في كونه عضو رئيس بشبكة متطرفة تعمل بشكل فضفاض في مناطق كامدن وشمال غربي لندن.
وطبقا لوثائق اطلعت عليها بي بي سي، يقول جهاز الأمن البريطاني أنه حقق في شبكة في بريطانيا ” متورطة بتجهيز تمويل ومعدات الى الصومال لاغراض ذات صلة بالإرهاب وتسهيل سفر افراد من المملكة المتحدة الى الصومال للقيام بنشاطات ذات صلة بالإرهاب”.
ويقول جهاز “أم آي 5” إن الجماعة كانت تعقد “اجتماعات سرية … في أماكن عامة من اجل منع السلطات من مراقبة محتوى مناقشاتهم”.
وخضع اثنان من شركائه الى أوامر مراقبة – أو شكل من أشكال الإقامة الجبرية أو نظام مراقبة أخف بداية من عام 2011. ويقال أن إموازي كان يتردد على منزل أحد هذين الرجلين مطلع عام 2011، على الرغم من أنه يقول إن إموازي كان مجرد معرفة.
ويدعى أحد هذين الرجلين الخاضعين للمراقبة إبراهيم ماغاغ أو يعرف بـ “بي إكس” عندما كان خاضعا للمراقبة. وقد توارى عن الأنظار منذ 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2012 ولم يظهر على الملأ منذ ذلك الحين.
كما أن شخصأ آخر يزعم أنه من شركائه يدعى بلال بيجاوي ذهب إلى القتال إلى جانب حركة الشباب في الصومال، قبل أن يقتل في غارة شنتها طائرة بدون طيار عام 2012 بعدما سحبت منه جنسيته البريطانية.
وتقول منظمة “كيج”، وهي جماعة ضغط تمثل أشخاصا تقول إنهم ضحايا انتهاكات أجهزة الأمن، إن إموازي اتصل بهم مدعيا أنه عانى من مضايقات من جهاز الأمن “إم أي 5” أثناء محاولته العودة إلى الكويت،البلد الذي ولد فيه.