أكثر من 100 تطبيق هاتفي تتجسس عليك وأنت لا تدري
لا يبدو ان أي احتياطات أو حالة من الحذر يمكن أن تؤدي الى حماية خصوصيات مستخدمي أجهزة الهاتف المحمول الذكية، إذ أن المعلومات التي تتواتر عن هذه الأجهزة تدعو الى استنتاج أن خصوصية كل مستخدم باتت معدومة، أو على الاقل معرضة للانتهاك في أي لحظة بفعل ثورة التكنولوجيا التي أنتجت عدداً هائلاً من التطبيقات التي تقوم بانتهاك خصوصيات المستخدمين على مدار الساعة.
وبحسب أحدث الدراسات التقنية التي أجريت على الهواتف الذكية فقد تمكن باحثون من اكتشاف ورصد أكثر من تطبيق خاص ببطاريات الهواتف الذكية يمكنها أن تسرب معلومات المستخدم الى جهة ما، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات تتبع المستخدم المستهدف وتحديد مكان تواجده بدقة.
وبموجب ما انتهت اليه هذه الدراسة فان تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج الى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكان الشخص أو مكان الهاتف، مثل خدمات الـ»جي بي أس» أو الارتباط بشبكة «واي فاي»، أو الاتصال بالانترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم.
وبفضل التطبيقات التجسسية التي تتيح تتبع الأفراد والمستخدمين يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ودون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار اليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف.
وبحسب الباحثين بجامعة «ستامفورد» في بنغلاديش والذين أجروا الدراسة فان اكثر من 100 تطبيق هاتفي جميعها تستخدم للعمل مع بطاريات الهاتف، لديها القدرة على تجميع حركات الشخص وتحديد تنقلاته وأماكن تواجده، وبالتالي يمكن استخدامها كأدوات تتبع لأي شخص مستهدف.
وبموجب الدراسة، فقد وجد الباحثون أن المعلومات التي توفرها هذه التطبيقات الهاتفية يمكن بفضلها لأي شخص أن يتمكن من رسم خريطة لتحركات الشخص الذي يتم رصده، وبالتالي تتم بالتحديد معرفة الأماكن التي ذهب اليها والمكان الموجود فيه حالياً.
وقال الباحثون «إن التطبيقات التي تتطلب من المستخدم الدخول على بيانات المكان الذي يتواجد فيه يمكن أن تقوم بتمرير هذه البيانات المتعلقة بمكان تواجد الهاتف»، وهو ما يعني أن طرفاً ثالثاً قد يحصل على هذه البيانات عبر هذا التطبيق بما يتيح له تتبع مكان الشخص.
ورأى الباحثون أنه دون الحاجة الى معرفة محطات البث الهاتفي التابعة لمزود الخدمة، ودون تحديد من أي من هذه المحطات يلتقط الهاتف الاشارة، فانه يمكن ايضاً تتبع الشخص، حيث أن المطلوب فقط هو تحديد المنطقة العامة التي يتواجد فيها، أو الناحية التي يكون فيها، ومن ثم تصبح البيانات التي يتم تمريرها من خلال تطبيق التجسس قادرة على تحديد مكانه وتحديد تحركاته بالضبط.
وبهذه المعلومات فانه يصبح من غير الضروري أن تكون عملية تتبع أي شخص قد تمت من خلال الأجهزة الحكومية أو الأمنية في أي دولة، أو من خلال شركات الاتصالات، وانما يمتد الأمر لأي شخص أو جهة تستطيع توريط الشخص المستهدف بتحميل برنامج على هاتفه المحمول يوفر هذه المعلومات، ومن ثم يتم تتبعه وهو لا يعلم.
ومن المعروف أن الهواتف المحمولة سهلت على الأجهزة الحكومية وعلى مزودي خدمات الاتصالات في العالم تتبع الأشخاص، حيث يمكن تحديد البرج الذي يتلقى منه أي هاتف محمول الاشارة، وبالتالي تحديد المنطقة التي يتواجد فيها صاحب هذا الهاتف، فضلاً عن أن دقة الاشارة يمكن أن تحدد مدى قرب أو بعد الشخص عن البرج الذي يزوده بالخدمة، بما يجعل الهاتف المحمول وسيلة تتبع لحركة اي شخص في العالم، إلا أن الجديد في الدراسة أن العديد من التطبيقات على الهواتف الذكية يمكن أن توفر معلومات مكانية عن المستخدم لطرف ثالث، اي لجهة غير المستخدم ومزود الخدمة.