كيري يطمئن دول مجلس التعاون : لا مقايضة كبيرة مع إيران
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الى طمأنة دول مجلس التعاون بأن الاتفاق النووي الوشيك مع إيران لن يكون «مقايضة كبيرة» حيال ملفات أخرى، مشددا على أن واشنطن ستراقب عن كثب أعمال طهران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وفي ما يعكس الاستياء السعودي من التفاهم الاميركي ـ الايراني، وجه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تحذيراً إلى إيران بحضور الوزير الاميركي من أن «مواصلة ما تقوم به سيجعلها في مواجهة مباشرة ضد المصلحة العربية، وأن ما تقوم به من احتلال للأراضي ليس من خصال الدول التي تسعى إلى تحسين علاقاتها بالدول الجارة»، متمنياً أن «تستمع إلى نصائح الأقرباء من أهلها وتترك التدخلات في الشؤون الداخلية العربية قبل أن يتطور الوضع ويستكن العداء بينها وبين جيرانها».
وبعد يوم من اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مونترو السويسرية، انتقل كيري إلى الرياض حيث التقى وزراء خارجية دول مجلس التعاون والملك السعودي سلمان.
ودعا الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري، إلى «توفير السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الأرض (داعش)، وأن تكتسي هذه الحملة منظوراً استراتيجياً شاملاً يحارب الإرهاب إينما وجد، وأيا كانت التنظيمات التي تقف وراءه، للقضاء على الإرهاب من جذوره».
وحول البرنامج النووي الإيراني، أعلن الفيصل تأييد السعودية «جهود مجموعة دول 5+1، من واقع حرصها على حل الملف بالطرق السلمية، بغية الوصول إلى اتفاق ناجح يبدد كافة الشكوك المحيطة به، ويضمن عدم تحوله إلى برنامج عسكري يهدد المنطقة والعالم، كما تؤيد المملكة موقف المجموعة في السعي نحو وضع نظام تفتيش دولي صارم يتم التأكد بموجبه من عدم سعي إيران لصنع أو امتلاك أسلحة نووية، مع ضمان حق إيران وكافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها».
وحول الأزمة السورية، دعا إلى «تكثيف الجهود لتشجيع ودعم المعارضة المعتدلة، بكل ما تحتاجه من عتاد وتدريب لمواجهة إرهاب (الرئيس بشار) الأسد والتنظيمات الإرهابية، وطرد المحتل الأجنبي من أراضيه، مع التأكيد في الوقت ذاته على أن بلوغ الحل السلمي، القائم على مؤتمر جنيف 1، يتطلب تحقيق التوازن العسكري على الأرض»، فيما شدد كيري على أن الأولوية الآن هي «محاربة ودحر داعش، من أجل أن نعطي شعب سوريا القدرة على إعادة بناء دولته». وأضاف «في نهاية المطاف سنحتاج إلى مزيج من الديبلوماسية والضغط لتحقيق انتقال سياسي»، موضحا أن «الأمر قد يحتاج إلى ضغوط عسكرية».
وقال كيري، حول المفاوضات النووية، «نحن لا نتوقع مقايضة كبيرة. لن يتغير شيء في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق، إذا توصلنا إليه، بالنسبة إلى أي مسألة أخرى تشكل تحدياً لنا في هذه المنطقة، عدا عن أننا سنكون اتخذنا خطوات لضمان أن إيران لن تحصل على السلاح النووي».
وأضاف «سواء تم أو لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستكون الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالتصدي لباقي المسائل مع إيران، بما فيها دعمها للإرهاب. لن نتغاضى عن أعمال إيران التي تسبب زعزعة للاستقرار في المنطقة»، معدداً «سوريا ولبنان والعراق والجزيرة العربية، وخصوصا اليمن».
وقال الفيصل، ردا على سؤال، أن «الولايات المتحدة ستلتزم بالمفاوضات مع إيران وستحول دون تطويرها للقنبلة الذرية»، لكنه شدد على أن «هذا الأمر لن يتم على حساب نسيان جميع الملفات الأخرى التي تقوم بها إيران، وهذا هو مصدر القلق الرئيسي والأساسي لمجلس التعاون بشأن الطاقة الذرية والقنبلة الذرية، ولكننا قلقون بنفس القدر حول طبيعة أعمال وميول إيران في المنطقة، التي تعد من أهم عناصر زرع عدم الاستقرار في المنطقة»، مشيرا إلى «تدخل إيران في سوريا، ولبنان، واليمن، والعراق، وربما في مناطق أخرى»، مضيفاً «يجب أن تتوقف هذه الإجراءات إذا أرادت إيران أن تكون جزءا من الحل في المنطقة لا جزءا من المشكلة».
وأضاف إن «الوضع في تكريت يعد مثالاً جيدًا على ما يقلق المملكة، حيث تسيطر إيران على جميع البلاد، وعملية السلم والحرب أصبحت الآن في يد إيران، وهو ما يخلق حالة من عدم الاستقرار ويعزز الطائفية والفرقة في العراق التي لم تكن قائمة من قبل».
وسارع كيري إلى الرد بشكل مبطن، موضحاً أن «رئيس الوزراء العراقي (حيدر) العبادي أكد أن هذه العملية تترأسها القوات العراقية، وتتألف من قوى أمنية عراقية وميليشيات وقبائل تهدف لتحرير محافظة صلاح الدين من داعش وسيطرته»، مشيراً إلى «وجود معلومات تؤكد دور الجنرال (قاسم) سليماني على الأرض، وأن بعض التحركات للقوات الإيرانية في الجزء الشمالي من العراق، والتي شاركت في القتال من البداية، لم يكن أمراً منسقاً، ونحن لا نتعاون معهم».
وحول عدم تسمية إيران كدولة داعمة للإرهاب، قال الفيصل إن «إيران دولة جارة رغم ما تقوم به من تدخلات في شؤون الدول العربية، ونحن لن نضمر لها أي عداء، لكنها إذا استمرت بالإجراءات التي تقوم بها ستضع نفسها مباشرة ضد المصلحة العربية والقيم الأخلاقية العالمية»، معتبراً أن «ما تقوم به من احتلال للأراضي ليس من خصال الدول التي تريد السلام وتسعى إلى تحسين علاقاتها بالدول الجارة»، متمنياً أن «تستمع إلى نصائح الأقرباء من أهلها، وتترك التدخلات في الشؤون الداخلية العربية قبل أن يتطور الوضع ويستكن العداء بينها وبين جيرانها».انتهى