التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

أبرز تداعيات خطاب نتنياهو الجديد في الكونغرس: قديم وممل 

متحدياً الرئيس الأمريكي، ومتجاهلاً كل التحذيرات، ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خطابه الناري في الكونغرس الأمريكي الذي قاطعه نحو ٦٠ عضواً من مجلسي النواب والشيوخ والديمقراطيون ومن بينهم يهود، ورفض حضوره قضاة المحكمة العليا الـ ١١، ومن بينهم ثلاثة يهود، بسبب “عدم دستورية” الخطاب، وأجمعت الآراء على عدم تقديمه بدائل جدية للتفاوض.

 وبدا نتنياهو في الخطاب، الذي ملأ مساعدو أعضاء الكونغرس الحاضرون مقاعد أعضاء الكونغرس الغائبين في قاعة “الكابيتول”، أقرب ما يكون إلى زعيم يحاضر في أعضاء حزبه، الذين كانوا يصفقون ويهللون تقريبا لكل ما يقول(حوالي٢٥ مرة).

 وشدد نتنياهو على معارضته القوية للاتفاق الذي يتبلور بين إيران والقوى الكبرى. وأضاف إلى مطالبه السابقة مطالب جديدة، من بينها اشتراط إبرام الاتفاق “بوقف عدوانية إيران في الشرق الأوسط، ووقف دعم الإرهاب في أرجاء العالم، والكف عن التهديد بإبادة إسرائيل، الدولة اليهودية الواحدة والوحيدة”.

 وشرح نتنياهو معارضته للنظام الإيراني الذي “يفعل بالضبط ما أراد مؤسسوه: لقد دخل إلى غزة، لبنان، ولديه ممثلون في سوريا. هم يطوّقون إسرائيل ويحاولون خنقها بطوق إرهابي. ولإيران أنصار في العراق واليمن أيضاً، وهم يهددون المضائق الحيوية لمرور البضائع. إيران تريد خنق مرور النفط العالمي. قبل أسبوع أجرت مناورة عسكرية، قصفت خلالها نموذجاً لحاملة طائرات أميركية أثناء إجراء المباحثات النووية”.

وتابع “إيران تسيطر حالياً على أربع عواصم: بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء. وإذا لم يتم وقفها، فإن عواصم عربية أخرى ستقع في أيديها”.

 وعمد نتنياهو إلى عرض نفسه كرسول لـ “الشعب اليهودي”، وقال أنه جاء الى واشنطن “لأن الموضوع (الاتفاق النووي) قد يعرض وجود إسرائيل ومستقبلها للخطر”.

 من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يقدم أي بديل أمام الكونغرس لخطة الاتفاق الحالي بخصوص الملف النووي الإيراني.

 وأضاف أوباما أن “خطاب نتنياهو لم يقدم أي جديد”، مشيرا إلى أنه “من المهم أن نبقى مركزين على المشكلة، والسؤال المطروح هنا كيف يمكننا منع إيران من امتلاك سلاح نووي “.

 وحث أوباما الكونغرس على الانتظار حتى إكمال اتفاق نووي مع طهران ليمكنه تقييم الاتفاق، مشيراً إلى أنه “لحد الآن لم يتم التوصل لاتفاق بخصوص الملف النووي الإيراني، لكنه إذا ما تم، فسيكون أفضل إطار لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”.

 إلى ذلك، أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، أن الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن لم يشاهدا خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، لانه كان لديهما ما هو أهم من ذلك لمتابعته، في اشارة واضحة الى شدة الخلافات القائمة بين الطرفين ومحاولة نتنياهو استغلال خطابه انتخابيا داخل فلسطين المحتلة.

 وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قد قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يقدم في كلمته أمام الكونغرس بديلا للمحادثات النووية الجارية مع إيران.

 وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه في تصريحه لـ”رويترز”: إن منطق خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي يقتضي ضرورة تغيير النظام في إيران بدلا من تقديم حل لملف طهران النووي.

 وتابع قائلا إن “المطالبة ببساطة بأن تستسلم إيران تماما ليست خطة ولن تدعمنا أي دولة في هذا الموقف”، مضيفا أن نتنياهو لم يقدم “خطة عمل ملموسة”.

 كذلك، حملت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي بشدة على نتنياهو، واعتبرت خطابه “إهانة” للولايات المتحدة، قائلة إنّ تقديرها للعلاقات الأميركية – الإسرائيلية دفعها إلى أن تكون “قريبة من البكاء أثناء الخطاب”. وأضافت “لقد غضبت من إهانة الاستخبارات الأميركية، ومن التعالي بشأن معرفتنا بالخطر الذي تمثله إيران، والتزامنا بمنع انتشار السلاح النووي”.

 أما بالنسبة لردود الفعل الإيرانية على الخطاب، فقد قال وزير الخارجية الإيراني إن نتنياهو يحاول من خلال كلمته التأثير على المفاوضات مع إيران، مضيفا أنه “لن يتمكن من القيام بذلك.”

وتابع ظريف: “نتنياهو يسعى في كلمته أمام الكونغرس إلى إثارة التوتر والنزاع،”

 وفي طهران، انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم “استمرار أكاذيب نتنياهو التي تتكرر، وأصبحت مملة حول الأهداف والنوايا خلف برنامج إيران النووي السلمي”.

وأضافت “كلمة رئيس وزراء النظام الصهيوني كانت مملة ومكررة، وجزءا من الحملة الانتخابية للمتشددين في تل أبيب”. وأكدت أن الخطاب “مؤشر على الضعف والعزلة القصوى للمتطرفين حتى داخل أولئك الذين يدعمون إسرائيل”. وأضافت أن أعداء طهران “يواجهون مشاكل جدية مع مواصلة المفاوضات وعزم إيران على التغلب على الأزمة”.

 على الجانب الإسرائيلي، علّقت وسائل إعلام الكيان على خطاب نتنياهو بأنه لم يقدم جديداً، واعتبرت أنه يوصل رسالة للرئيس الأميركي باراك اوباما بأنه لا يعرف تفاصيل الشرق الأوسط.

 من جهته قال رئيس المعارضة الإسرائيلية اسحاق هرتسوغ إن خطاب نتنياهو أضر بالعلاقة مع الولايات المتحدة، وأضاف إنه لن يؤثر على الاتفاق النووي مع إيران.

 وأضاف: إن نتنياهو يعمل على تقويض العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والمحزن في الأمر هو أنه بعد كل ذلك التصفيق، سيبقى نتنياهو وحيدا، وستبقى إسرائيل منعزلة، لأن المفاوضات ستستمر مع إيران من دون المشاركة الإسرائيلية.”

 عربياً، وصف رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، أمام زوّاره وفق ما أوردت صحيفة “الجمهورية”، خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي بأنّه “إجتياح سياسي للولايات المتحدة الاميركية، بل إنّه ١١ أيلول سياسي”.

ودعا برّي العرب الى التمعّن في ما أدلى به ليكتشفوا أنّ الرهان على سلام مع إسرائيل هو بمثابة سراب، مشيراً إلى مدى التأثير الإسرائيلي على السياسة الاميركية، حيث بلغ الأمر بنتنياهو أن يتحدّى الإدارة الأميركية في عقر دارها محاولاً تعطيلَ الاتفاق الذي تزمع امريكا وحلفاؤها الغربيون توقيعَه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة.

 هذا ونظم مئات الاميركيين وقفة احتجاجية أمام مبنى الكابيتول وصفوا خلالها نتنياهو بأنه مجرم حرب.

 يذكر أن نتنياهو اعتبر نفسه بعدما شاهد فيلم “Imitation Game ” على متن طائرته المتجهة إلى واشنطن، بأنه وينستون تشرشل العصر( نتنياهو يريد تكريس نفسه كزعيم اسرئيلي بعد القاء خطابه الثالث في الكونغرس(١٩٩٦،٢٠١١) تمامًا مثل رئيس حكومة بريطانيا، وينستون تشرشل) ، في المقابل أطلق توصيف تشامبرلين( بطل الفيلم المذكور) على أوباما في إشارة إلى تردده في التحرك حتى تجاه “الأعداء”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق