التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

بناء الفرد والمجتمع اساس الحضارة 

نزار سمير جياد/

اغلبنا متفق بأن التقدم الذي يعم الدول المتحضرة في وقتنا الحالي سواءاً التقدم العلمي او الاجتماعي  او التقدم في العمران والبناء بدأ بتثقيف المجتمع والطفل هذا التحرك مصحوب بسن القوانين التي تنظم سلوك المجتمع بالعقاب والثواب ومراقبة للواقع العام للبلد ، بهذه الخطوات بدأت دول اوربا وامريكا والبلدان الاخرى التي ركبت قطار الحضارة الحالية ليصبح المجتمع والفرد المنظم سنداً لتطبيق القانون في العمل والشارع والبيت بعد ان يعي فائدة هذا الالتزام له ولعائلته ولبلده بشكل عام .

اننا الان في العراق نعيش مرحلة تحول في كل المجالات والميادين وجميع المسؤولين والحكومات التي تعاقبت بعد عام 2003 انشغلت بالامور السياسية وارساء الامن وامور التوافق في الحكم بين الاديان والطوائف والقوميات وهذه مهام رئيسية لوضع اسس بناء الدولة وبالتالي وضع مقومات العمران والحضارة ولكن تغيبت الدولة بمسؤوليها عن معالجة اورام المجتمع وسلوكياته العامة والخاصة وغاب عن بال اصحاب القرار ان المجتمع هو الرافد والمقوم الاساس للبناء .

الدولة تتبنى من خلال الفرد والمجتمع فالمواطن هو الذي يلتزم بتطبيق القانون ويتفاعل معه وهو يد العمران وسارية التقدم .

فلنبدأ بالطفل ثم الفرد ( الرجل والمرأة ) ثم الاسرة بكاملها ونضعهم في الطريق الصحيح لمسيرة التقدم الحضاري وبناء الدولة العصرية .

ان الفرد والمجتمع هم الطريق وهم الهدف لان استقرار الدولة في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والامنية وخاصة بلد مثل بلدنا غني بثراوته تصب اخيراً في رفاهية الفرد نفسه وارتفاع مستواه المعاشي وهذا بالتالي يعجل بانضمام جزء كبير من افراد المجتمع وبالتالي كل المجتمع في المساهمة بفاعلية لبناء وتقدم البلد بتطبيق واحترام القانون ، وهنا تنبتر وتتساقط الاورام الخبيثة التي ابتلي بها مجتمعنا وزرعت في جسده منذ عقود من السنين مما سبب بانشاء قاعدة للفساد  ومافيات للتخريب ووضع العصا في عجلة التقدم .

لينتبه اصحاب القرار لاهمية تثقيف المجتمع والفرد في الوقت الحاضر ويولوا جزء من توجهاتهم صوب معالجة التصدعات التي احاطت بمجتمعنا خلال الممارسات والسوكيات مما اضعفت الحس الوطني والاخلاقي لدى قسم من الافراد ومنهم متنفذين في الدولة . هذا السلوك نابع من تراكمات قديمة وتربيات خاطئة ومنحرفة عاشها مجتمعنا في العهود السابقة وعززها الفراغ الذي اصاب البلد بعد عام 2003 ( كما بينا اعلاه) .

فحان الوقت للنظر بجدية للعلاج ووضع الاسس والقوانين الكقيلة بوضع المجتمع بسارية قائمة وعمودية وغير منحرفة ليكن الرافد القويم ، وليكن السكة التي تسير عليها عجلة التقدم وبناء الحضارة وليس العكس .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق