التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 9, 2024

برغم رعاية أميركا.. المعارضة السورية تزداد انقساماً ومخططات واشنطن إلى الفشل 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

يبحث المعارضون في القاهرة عن نقاط يمكن لهم أن يلتقوا من خلالها على برنامج عمل موحد، ولعل البرنامج وضع، فالقول إن المعارضة الخارجية مستقلة في الرأي والقرار والإرادة وتبحث عن مصلحة الدولة السورية ضرب من الخيال، وذلك بواقع الحال الذي تعيشه هذه المعارضة منذ بداية الأزمة السورية.

ولعل القرار الوحيد المستقل لهذه المعارضة هو قرارات الانقسامات التي تفضي إلى تشكل كيانات معارضة جديدة آخرها الكيان الذي أطلقه عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق المعارضة “هيثم مناع” والذي أطلق عليه اسماً أقرب إلى أسماء الصالونات الأدبية منه إلى المنظمات السياسية العاملة على برنامج حقيقي ومتكامل يخدم مصلحة بلد مثل سوريا، والحديث عن الاسم ليس من باب الاستخفاف بالكيان الناشئ أو منشؤه، بل من باب البحث عن سيميائية الاسم، وما هي دلالته التي يمكن أن يفضي إليها، ثم ما الذي يمكن أن ينتج عن لقاءات القاهرة التي ترعاها الحكومة المصرية.
في التخصيص، فإن الحكومة المصرية التي ما زالت تتأرجح بين البحث عن علاقة جيدة مع السعوديين خصوصاً والخليج عموماً، كبحثها عن علاقة جيدة مع أمريكا، وهدوء في التعاطي مع الكيان الإسرائيلي، في وقت تحاول فيه القاهرة التقرب من الاتحاد الروسي، وتتعاطى إيجابياً مع القاهرة، وتحاول الظهور بمواقف ذات صبغة عروبية من خلال التعاطي مع الملف الليبي ومحاربة الإرهاب بإيجابية مطلقة، ووسط هذا الانقسام يكون الدور الذي تحاول أن تقوم به القيادة المصرية فيما يخص الملف السوري دوراً ملفوفاً بالضباب، فبرغم أن الرسائل السورية من خلال طريقة التعاطي الإعلامي مع الشأن المصري تفضي إلى أن دمشق تراهن على عروبية التيار الصاعد في مصر حالياً، وبرغم إن مصر لا تهاجم الحكومة السورية وتصرح علناً إنها تبحث عن سلامة أراضي الدولة السورية، فإن الموقف الحيادي في الأزمة السورية لم يعد مقبولاً، بمعنى أن اللون الرمادي هو حالة من المزيج في المواقف وهو الأكثر سلبية من متخذي الطرف الآخر المعادي للدولة السورية.
في التخصيص أكثر، تقرأ محاولات المعارضة الخارجية من خلال البحث عن تلاقي حول برنامج يمكن تبنيه من قبل حكومة تعلن عن نفسها في وقت تختاره الحكومة الأمريكية في حال توافر الشروط الموضوعية لتحويل حلب إلى عاصمة ثانية من خلال استغلال مبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “ستيفان دي مستورا”، والتي مازالت الميليشيات المسلحة داخل مدينة حلب ترفضها بدفع من الحكومات المشغلة للإرهاب في سوريا، وغاية هذه الدول توفير الظروف التي تمنح الولايات المتحدة الأمريكية القدرة على تنفيذ مثل هذا المخطط على غرار التجربة الليبية، ومن ثم التجربة اليمنية التي أعلن فيها الرئيس اليميني المستقيل مدينة عدن عاصمة ثانية في البلاد بما يفضي إلى تعقيد الأزمة أكثر، وبناء على نجاح تجربة “خطة العاصمتين” في دولتين لأمريكا الرغبة بنشر الفوضى فيهما بذات الدرجة التي ترغب من خلالها أن تنشر الفوضى التي تساعد على تحقيق الخطوات التالية من مشروعها في المنطقة، فواشنطن حين تشغل نفسها بالملف السوري أو العراقي أو اليميني أو الليبي، إنما تبحث عن تجزئة الدول العربية إلى دويلات عرقية وطائفية تسمح بالحفاظ على وجود الكيان الإسرائيلي.
بالجمع مابين حياد الدولة المصرية من الأزمة السورية ورعايتها للقاءات المعارضة من جهة، ومع المساعي الأمريكية التي تحرك من أجلها واشنطن دول الخليج والدول الأوروبية من جهة أخرى، يكون من الطبيعي أن نقرأ التزامن ما بين لقاءات القاهرة و الإعلان عن منتدى موسكو التشاوري، فما إن أعلنت روسيا عن مبادرتها في الشهر الأول من العام الحالي، حتى عقدت لقاءات القاهرة، ويضاف إلى ذلك الانقسامات والإصرار على مقاطعة المنتدى، ومن ثم اعترضت المعارضات السورية الخارجية على مبادئ موسكو، ليكون من الواضح أن الباحثين عن الحل السياسي الحقيقي للأزمة السورية يعيشيون داخل سوريا، أما الدول الصديقة الحقيقية للدولة السورية فإنها تلك التي لن توفر مجهوداً سياسياً لحماية سيادة القرار السوري من منطلق المصلحة المشتركة، ولعل موسكو وطهران وبكين في تلاقيهما على ضرورة دعم الدولة السورية إنما ينطلقون من باب المصلحة المشتركة، فبقاء سوريا على شكلها الحالي وبالنظام السياسي الرافض للتدخلات الأمريكية في المنطقة هو الضامن الوحيد لسلامة المنطقة وسلامة مصالح هذه القوى الثلاث، لذا فإن مؤشرات المرحلة القادمة وإن أتت مرعبة فإنها لن تخيف السوريين في الداخل ولا تربك القيادة السورية، فمن يمتلك هذه العلاقات الاستراتيجية مع هذه الدول الثلاث يضمن لنفسه القدرة على المواجهة لوقت أطول.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق