التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

رسالة الى ل٣٠٠ مليون عربي : هل الحمار اقدم علامات الحضارة ..؟ 

الدكتور ماجد اسد /

مكث العالم الثالث عامة يصدر المواد الخام ليعوضها باستيراد البضائع الغربية هذا اذا لم نقل عندما نهب هذا الشرق لم يعوض الا بعدد محدود من الادوات التي ساعدته كي يستيقظ من ضلمات القرون الوسطى و يتعرف – بشكل ما من الاشكال – على مكونات العالم الحديث و معالمه .

ولكن ليس السؤال : لماذا توقف الشرق الذي كان يصدر قبل ان يكون للغرب ذكر في الاسفار كل ادوات صنع الحضارات وليس السؤال : الى متى سيبقى الشرق لا يمتلك الا ان يصدر مواده الخام و يستبدلها بما تنتجه العقول و المصانع الاجنبية بل السؤال : و العالم تحول الى قرية صغيرة الى متى سيبقى الشرق لا يمتلك الا قدرات محدودة على التصدير تبقيه على قيد الحياة بدل ان يتذكر انه كان – في ازمنة لاتحصى – سيد نفسه و ليس سيدا للاخرين ..؟

فثمة صورة ليست نادرة او مفتعلة او غريبة بل مألوفة و ليست خاصة ببلد عربي عن اخر منشورة عبر العديد من الفضائيات و وسائل الاتصال المختلفة و هي صورة حمار يجر سيارة حديثة ! 

ولا نريد ان نذهب ابعد من هذا المثال و نذكر او نتذكر عدد المخترعات التي يتم استيرادها و عجز الشرق عن انتاج ابسط الادوات الضرورية بل ان الشرق اصبح مستوردا اساسيا ل : الحبوب ، اللحوم ولا نقول : الجلود و الورق و الافكار و العادات و وسائل الترف ! بل نتساءل : ماهو تعليق الملايين – الصامتة او التي انتفضت او التي ما زالت منشغلة بأشعال نيران الفتن و منها الطائفية ومنشغلة بقتل الارواح و هدم الممتلكات و اضاعة الثروات – على صورة حمار يجر سيارة حديثة الصنع ؟ و التي تبدو مثيرة للضحك لكنها عمليا تذكرنا ماهو اشد مرارة و اسى بواقعنا. 

فالشرق لم يعد يستورد البضائع التي لا يعرف كيف يستخدمها و ينتفع بها و يصونها بل اصبح يستورد – تعويضا عن المواد الخام التي يمتلكها – مخترعات اخرى لا يستخدمها الا في مجالات الموت و ابرزها الاسلحة التي اصبحت ظاهرة عربية بأمتياز فالملايين اليوم تستخدم المخترعات الاوربية في تدمر بعضها البعض الاخر ضمن شعار حرب الجميع ضد الجميع ! 

و ما هي الحصيلة : ان الحمار سيبقى يجر جثامين الضحايا و المغدور بهم و التي مزقتها حروب الاخوة الاعداء ، بدل ان يؤدي دوره كوسيلة نقل ! حيث ضاع الحمار بصفته اقدم شريك مع الانسان . كما ضاع الخيط و العصفور لنبقى نستورد الادوات التي منافعها اقل من مضارها و عذرا للحمار الذي ما زال يجر السيارة الحديثة و يتجول في شوارع مدننا الكبرى !

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق