محلل سياسي سوري: توسيع الجيش للجبهات القتالية يصعق التنظيمات الارهابية ذهنيا
سوريا ـ امن ـ الرأي ـ
أكد المحلل السياسي والعسكري السوري عيسى الضاهر إن ظهور قادة الصف الأول في المؤسسة العسكرية السورية على خطوط التماس المباشر مع الجماعات الارهابية، يعكس واقع قوة هذه المؤسسة ومدى فعالية عملياتها.
الضاهر شدد على إن المتتبع لمسير العمليات العسكرية السورية يستطيع أن يعي تماماً إن قرار الحكومة السورية خلال المرحلة الأخيرة اتجه نحو الحسم النهائي من خلال توسيع الجبهات القتالية ودخول معارك كبرى في وقت متزامن ما يحقق عنصر الصعق الذهني لقيادات التنظيمات التكفيرية بحيث تفقد قدرتها على المناورة الاستراتيجية مما يدفعها إلى ارتكاب حماقات خلال المواجهات العسكرية.
وبين المحلل السوري أن المعارك الكبيرة التي تخوضها القوات السورية في المناطق الحدودية بدأ من مناطق الجزيرة السورية مروراً بالريف الشرقي لدير الزور وصولاً إلى عمق البادية السورية هي معارك ذات تكامل عضوي ستفضي إلى شل تنظيم داعش في معقله الأساسي الممثل بمدينة الرقة السورية وستجعل من قياداته عاجزة تماماً عن التفكير بمخارج من المصيدة التي يدفعهم إليها الجيش السوري بكفاءة عالية، كما إن المعارك في الشمال السوري تعتمد على المعلومة الاستخبارية الدقيقة ويتم التعامل معها بدقة عالية ستنعكس على مجريات معركة الجنوب بشكل أساسي، فتخبط داعمي النصرة في الشمال سيدفعهم نحو سحب المقاتلين من المناطق السورية نحو الشمال لتعزيز وجود النصرة بما يبقي على أحلام المنطقة العازلة، وهذا ما سيؤدي إلى نشوء خلاف حاد بين داعمي النصرة في الشمال، وداعميها في الجنوب، وهذا الخلاف سيتحول إلى صراع بشكل أساسي بين تركيا وحكومة الكيان الإسرائيلي اللتين تتسابقان نحو إنجاح المناطق العازلة التي يحمل بها كل من الطرفين.
وأوضح أن هذا الخلاف سيربك الولايات المتحدة الأميركية في اتخاذ المواقف اللازمة للمرحلة المقبلة، فإما أن تختار الحلم التركي وتقوم بدعم النصرة في الشمال، أو ستقوم بدعم الجانب الإسرائيلي وهو المرجح بحيث تقوم بدعم النصرة في الجنوب وعبر الأراضي الأردنية أو أراضي فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل.
وختم الضاهر حديثه بالتأكيد على إن الدولة السورية إذ اتخذت قرار توسيع المواجهة فإنها تدرك تماماً أن دعم أصدقائها سيكون واحداً من الأوراق القوية بيدها، وسيكون لزاماً على الدولة السورية أن تستخدم هذه الورقة بحرفة السياسية ومهنية الميدان، وهذا ما أثبتته الدولة السورية على امتداد الأزمة التي تمر بها البلاد.انتهى