التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الدعم السعودي للإرهاب..تأكيد المؤكد! 

عندما تطرح قضية الإرهاب الذي يعصف في منطقة الشرق الأوسط، لا يمكن لك التغافل عن السعودية ودورها الفعّال في تربية ودعم الجماعات التكفيرية. من السعودية نشات القاعدة، وكذلك بقية التنظيمات الإرهابية سواء في سوريا اوالعراق أو اليمن، وقد بدأ يتضح للغربيين يوماً تلو الأخر أن الرياض الشريك الأبرز لأمريكا في المنطقة، وهي المصدّر الأساسي للإرهاب في الشرق الأوسط .

 اللافت أن السعودية التي تدعم الإرهاب بكل ما آوتيت من قوة خارج الحدود، تمنع هذه الجماعات نفسها من الإقتراب نحو الداخل، لكن المضحك المبكي في سياسة المملكة الخارجية يتمثل في توجيه التهم لدول اخرى بدعم الإرهاب متجاهلةً بكل “صلافة” تاريخها الإجرامي الذي يتربع على رأس الدول في المنطقة على الأقل، آخر هذه التهم تمثّلت بالدعوى التي أطلقها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال لقائه نظيره الأمريكي حين إعتبر أن إيران تدعم الإرهاب وتسعى للسيطرة على العراق.

يكاد لا يصدر تقرير للمنظمات التي تكافح الإرهاب والمؤسسات التي تحمي حقوق الإنسان من الإنتهاك، إلا ويتصدر اسم السعودية أبرز عناوينه، وهذا ما أكده الامريكيون أنفسهم، ووثائق ويكيليكس، كما أن نائبة رئيس البرلمان الألماني “كلوديا روث” أكدت مؤخراً أن “السعودية أكبر مصدّر للإرهاب في الشرق الأوسط، مطالبةً بوقف بيع الأسلحة للرياض.

 روث أشارت إلى أن أغلب الجماعات المسلحة التي تتواجد حالياً في أفغانستان، سوريا والعراق قد جائت من السعودية، وهذا ما  تؤكده العديد من التقارير الصادرة عن السعودية نفسها تجاه انضمام عدد كبير من السعوديين إلى صفوف الجماعات المسلحة، فضلاً عن البيئة الحاضنة والدعم الإقتصادي الذي يُقدم للإرهابيين من قبل السعوديين .

 لا شك أن ما يسمى بـ”الربيع العربي” كشف عورة  السعودية  في دعم الإرهاب، كما أن أصابع الإتهام في هذا السياق لم تقتصر على الأعداء والخصوم، بل تعدّته إلى  الاصدقاء، فشمس النهار لا يحجبها أي غربال، وهذا ما أكدته وزارة المالية الامريكية قبل فترة حول الدعم السعودي للتنظيمات الارهابية بما فيها عصابات “داعش الإرهابية”.

 المعلومات في هذا السياق تتواتر كسيل عارم، ففي الوقت الذي نشر فيه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تقريراً اكد فيه انّ حكومات من منطقة الخليج الفارسي لا تتردد في تمويل الجماعات المتطرّفة بهدف استغلالها سياسيّاً، ذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الالمانية ان السعودية ودولا خليجية تعد ابرز مصادر تمويل تنظيم “داعش” الإرهابي.

لم تسلم السعودية من سهام الصحافة العالمية، فقد  أكدت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية مراراً على أن السعودية، صاحبة الدور الاكبر في تنامي نفوذ القاعدة في افغانستان والعديد من مناطق العالم، ومذكرةً بان “هجمات ١١ أيلول قام بها ١٥ سعوديا من اصل عدد مختطفي الطائرة الـ ١٩ “.

صحيفة الغارديان أيضاً وصفت بشكل دقيق واقع المعادلة السعودية في المنطقة، فقد عنونت ” لكي تكبح الارهاب حقا ..اوقف دعم السعودية”، وقد أوضح الكاتب أن السعودية من اكبر  الديكتاتوريات في العالم ، حيث تم اعدام ٢٢ شخصا بجرائم مختلفة في السعودية خلال شهر واحد فقط، على حد قوله. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فان عقوبةالاعدام في السعودية لا تخضع لاي نوع من المعايير القانونية ، مع استخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات ، كما يتم التمييز ضد المسلمين الشيعة وحرمان النساء من الحقوق الاساسية.

بالعودة إلى الإرهاب السعودي، لم تنجح الرياض  رغم  دعمها الجنوني للجماعات المسلحة في سوريا بإسقاط الرئيس بشار الأسد، إلا أن التوحش الداعشي وتهديد هذا التنظيم مؤخراً بضرب الداخل السعودي(هذه الإدعاءات لم تتعد الشاشات ما يطرح العديد من الشبهات حولها)، وخروج العديد من التنظيمات عن الخط المرسوم  سعودياً بأيادي أمريكية، أجبر السعودية  على التراجع وإعادة التموضع من جديد وقدعزّز رحيل الملك عبدالله هذا الواقع. لكن الرياض ما لبثت كثيراً حتى عادت بعد ترتيب بيتها الداخلي من قبل الملك سلمان، إلى تدريب جماعة إرهابية”معتدلة” بغية إرسالهم إلى سوريا والعراق.

لو عدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا العديد من الدول والصحف العالمية تؤكد ما هو مؤكداً عن السعودية، فعلى سبيل المثال لا الحصر نشر موقع “غلوبال ريسيرش” تقريرا اشار فيه الى وثيقة سرية سعودية تظهر اتفاقا قامت به السلطات السعودية مع حوالي ١٣٠٠ سجين ينص على اعفائهم من اقامة الحد الشرعي عليهم وصرف معاشات شهرية لعائلاتهم وذويهم مقابل تاهيلهم وتدريبهم وارسالهم الى “الجهاد” في سوريا.

 اخرالسيناريوهات في دعم الإرهاب هو ما كشفته وكالة رويترزعن توجه لدى “جبهة النصرة” الذراع الرسمية للقاعدة في سوريا، لفك الإرتباط بين الطرفين، والجولاني يدرس قطع ارتباطها بالقاعدة لتكوين كيان سياسي عسكري جديد تدعمه دول بالخليج الفارسي للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

 في الخلاصة، لاشك أن الوضع الصحي لوزير الخارجية السعودي سبباً رئيساً في تصريحه الأخير تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأن ذاكرته تخونه ولم يعد يسيطر على كلامه، فلو لم يكن كذلك لفضّل السكوت ألف مرّة، فالماضي والحاضر وربما المستقبل، لم ولن يجعل للسعودية سبيلاً لنكران الواقع الدموي في سياستها الخارجية على وجه الخصوص، وما سردناه ما هو إلا غيض من فيض تورط هذه السعودية في دعم الإرهاب والارهابيين، ولا شك أن الخافي اعظم.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق