التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

أسباب معارضة الغرب والعرب لحركة أنصار الله اليمنية 

في مخاض ولادة يمنية جديدة, وما تواجهه هذه الولادة العسيرة من عقبات تضع العصي في عجلات الوضع السياسي التي تعجز الاطراف اليمينة مجتمعة ايجاد حل له, فبعد ازمة حكم وتظاهرات ومرحلة من الفوضى السياسية, جرت وراءها مشكلات اقتصادية وامنية, تدخلت أيد انصار الله الحركة السياسية اليمنية الناشطة لتحسم الموقف وتضع حدا للبازار السياسي الذي يسبب تجاذبا في الحكم ويحول دون امكانية ايجاد مخرج للازمة.

حركة انصار الله التي تتهم بأنها توالي ايران, اتهام لا يخرجها من كونها حركة يمنية سياسية شعبية أصيلة, تنتمي الى هذا البلد وتحمل مشروعا سياسيا ينطلق من رؤية سياسية استراتيجية تنبع من المبادئ التي يحملها ويدعو لها هذا التيار الشعبي الذي يمثل اراء وتوجهات نسبة كبيرة من الشعب اليمني عموما.

لان كل ما لا يوازي السياسات الامريكية في الشرق الاوسط, ايراني, ولأن كل ما يحمل شعار عدم الاعتراف بالكيان الاسرائيلي ايراني, ويحمل مشروع الهلال الشيعي للدولة الصفوية, اتهامات جاهزة بالجملة ومعدة كطبق حاضر على كل مائدة لم يستطعم فيها السيد الامريكي طعما شهيا يشبع مصالحه التي يريدها.

حيث يجهد الاعلام التابع للدولة المتأذية من الدور الفعال لحركة انصار الله على الساحة اليمينة, لتقديم صورة عن تبعية هذه الحركة اليمنية التاريخية الى ايران, مما يجعل القارئ يفهم المشهد وكأن الحراك اليمني هو مفبرك من ايران, وكأن حركة انصار الله هي محض صناعة ايرانية.

وجواب كل هذا واضح, فهل من يتعرض لحملات ارهابية من التكفيريين في اليمن هو ايران؟؟ وهل من يقاتل لحماية نفسه من الاستهداف السعودي الذي يبني سياساته على اقوال الملك عبد العزيز بأن قوة اليمن ضعف للسعودية وضعف اليمن قوة لها !!هو ايران؟

هل أنصار الله وايران هي من تدعم القاعدة والتكفير لمذهبة الصراع اليمني, كحال البحرين ولبنان والعراق وسوريا, لتدمير هذه الدول ومعاقبتها على سياساتها التي ترفض الاعتراف بالكيان‌الاسرائيلي؟؟

وهل من يقصي نسبة كبيرة من الشعب اليمني من انصار الله وكامل الخليط اليمني المتحالف معها هي ايران ام السعودية وتيارها الذي فر من اليمن ويريد اقامة حوار يمني على ارض السعودية ؟؟ في دلالة واضحة على المراد السعودي الذي يقضي بابقاء اليمن تحت الرعاية والوصاية بل الاستعمار السعودي, كحال البحرين , ويشوه صورة حركة انصار الله التي تلعب دورا ايجابيا جدا في المحافظة على وحدة اليمن وسيادته وتطالب بشراكة حقيقية بين كل مكونات المجتمع اليمني ضمن استقلالية تضمن حرية قرار اليمن الذي عاش تحت الوصاية المسترة سنين طويلة.

 فاليمن والموقف الغربي العربي من مجريات الأحداث, والموقف المعادي لحركة انصار الله, إنما هي فضيحة من الفضائح التي تنتاب السلوك السياسي لهذه الدول, فكيف يرضى الغرب بأن تتحول أوكرانيا الى نظام يعادي روسيا بتحريض منه, ويجهد في قمع البحرين واليمن التي تحاول بارادتها الشعبية أن تحصل علي حقوقها في التمثيل العادل في الحكم بشكل حضاري يفوق حضارة الديموقراطية الغربية العربية في سوريا !!

فثوار حركة انصار الله في اليمن, يملكون القدرة والسلاح , لكنهم لم يقطعوا رؤوس الناس ويعلقون الجثث على مداخل المحافظات ويحرقون البشر وهم احياء, ويهددون روما والنصارى ويخربون الأرض كما فعل اسيادهم المفسدون في الارض الصهاينة !!

وحركة انصار الله تحمل فكرا ساميا راشدا وحدويا, تمارسه بالفعل عبر الدعوة الى حكم تتساوى فيه الاطياف اليمنية بفاعلية وتتحمل مسؤوليتها في ادارة شؤون بلاد بالشراكة الجامعة.

فلم تدعو للفدرالية كما تسوق امريكا في العراق, ولا الى الامارات الارهابية كحال الطفل المستنسخ الداعشي من الأب الاسراامريكي والمربي العربي, ولم تحمل حركة أنصار الله مشروع تحرير شبه الجزيرة العربية واقامة حدود الشرك والكفر الاجرامي, ولم تهدد السعودية بل قامت بحراكها لانقاذ اليمن من أيد التجار الذين يتحركون بأوامر خارجية ويزكون الفتن في البلاد ويحولون اليمن الى بقع وكانتونات مذهبية تتماهى مع المشروع الامريكي للشرق الاوسط , ووجهوا رسائل دبلوماسية للسعودية بان اليمن لن يتدخل في الشؤون السعودية والتحرك اليمني ليس موجها ضد السعودية ولا يهدد امنها, لكن الحقد السعودي الذي يمعن تدخلا وقمعا في البحرين ويغير وجه البحرين الديموغرافي, يبدو انه اعتاد على الفتن والدم والقمع ويتقن فن ادخال تهمة التبعية لايران في اي صراع يراد قمعه واعطاؤه طابع العمالة للخارج, العمالة التي يتقنها هؤلاء أكثر من غيرهم.

يخاف الغرب والعرب والكيان الاسرائيلي من اليمن, لأن اليمن السعودي الغربي المرتهن يريد ان يصبح اليمن العربي الموحد الحر. ولأن إمارات اليمن الحر هي الشعارات المرعبة الموجهة للكيان الصهيوني والسياسات الامريكية التي يحملها الثوار اليمنيون في ساحات التظاهر ويفهمها جيدا كل من يغار على امن الكيان الاسرائيلي, وهي موجهة الى أصل الازمة في المنطقة السرطان الوجودي الذي تخضع لمصالحه كل المشاريع الامريكية العربية, الا وهو الكيان الاسرائيلي.

لأن ما في اليمن من نداءات تعارض سياسة التجويع السعودية التي تغطيها امريكا, وتريد من اليمن بلدا قويا بوحدته واستقراره, ويملك الحرية في توجهاته السياسية وقراراته وعلاقاته الندية في ميدان السياسة الدولية.

يهاب الغرب والعرب, تجربة حزب الله ان تتكرر في اليمن, حيث خرج في الساحة اللبنانية, حزب شيعي متهم كما حركة انصار الله بالانتماء لايران, قارع الاحتلال الاسرائيلي فأخرجه وحرر البلد ولم ينتهز الفرصة للانقضاض على الحكم بل دعى الى مشاركة فعالة وأهدى انتصاراته لكل اطياف الشعب الللبناني وجيشه, ولم يتفرد بالسلطة ويتقاسم المغانم انما بقي محافظا على تواجد متواضع لأداء الدور الواجب في الساحة السياسية, وقارع السياسات الامريكية والاسرائيلية دون الحاجة الى سكين لقطع رأس وفيلم لحرق انسان, ولم يهدد بعد انتصاراته المدوية الكرة الارضية.

 وحين هب ريح الارهاب كان السيد والمبتدئ لحرب ضد الارهاب قبل الجميع, وما زال يبذل فيها الغالي والنفيس ويقود في الساحة الداخلية اللبنانية مسارا سياسيا منسجما مع مبادئه ينفتح فيه عبر حوارات صادقة غير مشروطة مع كل الشركاء في الداخل ولا يخضع لاملاءات الخارج أبدا.

إن المدرسة التي تنتمي اليها حركة انصار الله هي مدرسة اعمق من السياسة وأثقل من الفكر الوضعي, هي مدرسة قيمية ثقيلة لها جذورها التاريخية العميقة ومبادئها السياسية الأصيلة, يفهمها الامريكي ومن معه في نفس خندق التآمر والحقد, ويخافون منها ويرتعبون ويبذلون كل ما يملكون ليقمعوا توق هذه البذرة للسماء لأنها ان تنشقت الهواء ستقضي على أوساخهم بجميل عبيرها وتحجب سوء فعالهم وتكبح جماح اطماعهم عن أرض الجمهورية اليمنية العربية …

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق