من يصنع الفقراء .. ومن يصنع الارهاب ..؟
د. ماجد اسد
السؤال الذي يستحق تكراره من غير ملل : ماهي علاقة الارهاب بالفقر وماهي علاقته بتراجع التعليم و زيادة اعداد غير المتعلمين وماهي هذه العلاقة و هل البلدان الاكثر تقدما في التعليم و التي عالجت مشكلات الفقر و مشكلات البطالة اكثر تمتعا بالامن و السلم المجتمعي و في رؤيتها للحاظر و ببناء مستقبلها ..؟
الارهاب عمليا ليس نتيجة صناعة متقدمة مثلما ليس هو ظاهر عفوية او محض مصادفة فحسب بل هو علامة لعصر شديد التعقيد زاخر بالعنف و التصادمات و الاحزان …
فاذا كان العنف منذ اقدم الازمنة ظاهرة لم يتم التخلص منها او وضع حد لها فأن الارهاب غدا سلطة تتحدى السلطات الشرعية نتيجة للدعم الدولي و الاقليمي ضمن اجندات معروفة لخدمة هذه البلدان التي تموله و تساعده و تنميه و تغذيه و في كثير من الامثلة يتجاوز القوانين و الاعراف و الحدود .
فاذا كانت صناعة الارهاب ليست عفوية و ليست مصادفة من ناحية و اذا كان الارهاب قد تجاوز اشكال العنف التقليدية و تجاوزه لابسط حق من حقوق الانسان الا و هو حق الحياة من ناحية ثانية فلماذا وجد استجابة – بشكل ما من الاشكال – في المناطق الاشد تمتعا بالفقر و التي تزدهر فيها اعداد غير المتعلمين و لفترات زمنية غير قصيرة كما في بلدان العالم الثالث على سبيل المثال …؟
صحيح هناك نشاطات ارهابية في كل مدن العالم من موسكو الى بوستن و من مدريد الى لندن ولكن عندما يتحول الارهاب الى ظاهرة يومية يذهب ضحيتها الاف الابرياء لاسباب موضوعية واقعية ايضا حيث تدعم الارهاب او تقف معه او لا تعمل على دحره عندما تشعر انها معاقبة من لدن مجتمعاتها و حكوماتها فانها قد تجد في المواجهات المباشرة خلاصها الوحيد …
الامر الذي يدعو في تكرار هذا السؤال الى قراءة شاملة للتعليم الذين يعيشون تحت خط الفقر ومنحهم فرصهم الحقيقية لدعم السلام و الحياة الكريمة ان ذاك سيكون رد الفعل قوة حقيقية لن تسمح للارهاب ان يمضي في تدمير الحضارات كما فعلت داعش في تدمير الاثار والمتاحف وهي علامات الحضارة القديمة للعراق و المجتمعات و الملايين من الابرياء عندما تأخذ المعرفة دورها و عندما تتراجع نسب الفقراء و عندما يتحول الوعي الشعبي الى اداة تعيد للحضارة موقعها في وضع حد لصانعي الارهاب و تحد من ازدهار صانعي الكوارث و الحروب و الخراب