التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

أهداف زيارة ديمبسي المفاجئة الي العراق 

في زيارة مفاجئة وصل رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الى العراق في وقت تحقق فيه القوات العراقية والحشد الشعبي انتصارات باهرة على تنظيم “داعش” الارهابي في معظم  المناطق التي احتلها هذا التنظيم لاسيما في محافظتي صلاح الدين والأنبار .

وأول سؤال يتبادر الى الذهن يدور حول الاهداف الحقيقية التي دعت ديمبسي للقيام بهذه الزيارة خصوصاً بعد أن بلغت انتصارات الجيش العراقي والحشد الشعبي ذروتها في الأيام الاخيرة بشكل أذهل جميع المراقبين وجعلهم يعتقدون أن الحسم النهائي وتحرير مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق التي احتلها عناصر “داعش” في حزيران / يونيو العام الماضي بمساعدة فلول حزب البعث المنحل وجماعات ارهابية أخرى بات قريباً جداً.

وسعى ديمبسي خلال زيارته الى العراق للايحاء بأن هزيمة “داعش” تتطلب مزيداً من الوقت والإمكانات، للتعتيم على فضيحة التحالف الدولي الذي تقوده بلاده والذي يضم اكثر من اربعين دولة وفشله  في مواجهة الجماعات الارهابية التي يعتقد الكثير من المراقبين بأن بعض العواصم الغربية وفي مقدمتها واشنطن هي المؤسس والممول الرئيس لهذه الجماعات ومنها “داعش”، وهو ما اعترف به العديد من المسؤولين الامريكيين بينهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

واشار ديمبسي في تصريحاته الى احتمال تفكك التحالف الدولي والتخلي عن دعم العراق زاعماً ان القوات العراقية لاتمتلك استراتيجية موحدة لمواجهة “داعش” في مسعى لتبرير فشل التحالف في هذا المجال وهو ما دعا الكثير من المسؤولين العراقيين وقادة الحشد الشعبي الى الاعراب عن خيبة أملهم من التحالف وتأكيدهم على أن الشعب العراقي لم يعد بحاجة الى دعم هذا التحالف وبات على استعداد تام لتحرير جميع أراضيه من دنس العصابات الارهابية بالاعتماد على إمكاناته الذاتية ودعم اصدقائه وفي طليعتهم الجمهورية الاسلامية في إيران التي اعترف العدو قبل الصديق بمدى صدقها وإخلاصها في دعم الشعب العراقي وقواته المسلحة في كافة المجالات العسكرية واللوجستية والخبرات القتالية الميدانية دون النظر الى خلفياته الدينية والقومية والمناطقية.

ويعتقد المراقبون أن زيارة ديمبسي الى العراق جاءت في وقت تسعى فيه واشنطن والدول الغربية والاقليمية الحليفة لها لإقتناص الفرصة وتوظيف الانتصارات التي تحققها القوات العراقية والحشد الشعبي على “داعش” وقطف ثمار هذه الانتصارات لصالحها دون تقديم أي تضحيات وخسائر تذكر، إذ وكما هو معروف للقاصي والداني إن امريكا وحلفاءها لم تقدم الدعم اللازم للقوات العراقية لمواجهة الجماعات الارهابية، ليس هذا فحسب؛ بل هناك أدلة قاطعة على قيام الطائرات الامريكية بإنزال اسلحة ومعدات وذخائر عسكرية وأغذية الى داعش لتقويته ضد الجيش العراقي وهو ما صرح به الكثير من المسؤولين العراقيين وقوات الحشد الشعبي، مؤكدين امتلاكهم افلام فيديو وصور موثقة تثبت تورط اميركا وبعض الدول الغربية في دعم هذا التنظيم لمنع القوات العراقية من تحقيق انتصار كاسح وتام على هذا التنظيم الارهابي، إلاّ أن ظنون أميركا وخطهها ومؤامراتها قد باءت بالفشل، وها هي القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي تحقق الانتصار تلو الانتصار في كافة محاور القتال وبشكل يومي فاجأ الخبراء العسكريين لما تتميز به من دقة وسرعة عمل وشجاعة منقطعة النظير.

وبالتدقيق في أهداف زيارة ديمبسي الى بغداد يتبين بوضوح أن امريكا لم ترسل هذا القائد العسكري البارز من أجل تقوية العراق ودعمه في حربه ضد الارهاب كما تدعي وتطبل في وسائل الاعلام؛ بل الحقيقة الساطعة التي لا يمكن التمويه عليها تؤكد أن واشنطن سارعت الى إتخاذ هذه الخطوة للتأثير على حركة القوات العراقية والحشد الشعبي وعرقلة مسيرتها لمنعها من تحقيق المزيد من الانتصارات خوفاً من افتضاح أمرها وانكشاف زيفها وكذبها امام الرأي العام العالمي أكثر من ذي قبل بعد أن خذلت الشعب العراقي وقدمت الدعم لأعدائه ومنعته من تسليح قواته رغم الاتفاقية الامنية الموقعة بين البلدين التي تلزم اميركا بتزويد العراق بالسلاح الذي دفعت الحكومة العراقية ثمنه قبل مدة طويلة إلاّ أن الادارة الامريكية نقضت عهودها وتنصلت من مسؤولياتها القانونية والاخلاقية بذرائع واهية شتى.

في الختام لابد من القول أن القدرات الهائلة والقوات المخلصة التي يمتلكها الشعب العراقي والدعم الصادق الذي تقدمه له الجمهورية الاسلامية في ايران في كافة المجالات كفيل بإنزال الهزيمة الساحقة بداعش وباقي الجماعات الارهابية في القريب العاجل، وعندها سيتضح لكل ذي بصيرة البون الشاسع بين اقوال اميركا وحلفائها ووعودها الزائفة وبين المواقف الصلبة والنوايا المخلصة للقوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي والجمهورية الاسلامية في إيران كي ينتصر الشعب العراقي على أعدائه ويهزم الارهاب ومن يقف وراءه بكافة أشكاله ويبدأ صفحة جديدة تعيد له الأمن والاستقرار وتمكنه من اعادة إعمار بلده لتحقيق التقدم والاستقرار في مختلف المجالات واستعادة دوره المهم والمؤثر على الصعيدين الاقليمي والدولي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق