الرئيس المستقيل هادي، يعبر عن إفلاسه السياسي بكيل الإتهامات لإيران
منذ أن إستقال الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، وهو يحاول إيجاد مبرراتٍ لفشله في أن يكون طرفاً سياسياُ مؤثراً في اليمن. حتى وصل به المطاف لإتهام إيران، بأنها وراء زعزعة الإستقرار في اليمن. لكن إتهامات هادي غير المهمة، والتي هي ليست إلا تعبير عن حالة الإفلاس السياسي التي يعيشها، ليست إتهاماتٍ جديدة. فماذا في اتهامات هادي؟ وما هي القراءة التحليلية لها؟
أولاً: اتهامات الرئيس اليمني السابق لإيران:
إتهم الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي الأحد سلفه علي عبد الله صالح بالتآمر مع إيران ومع حركة أنصار الله لإفشال المبادرة الخليجية في اليمن بحسب تعبيره. جاء ذلك في كلمة له أثناء إجتماعه بمدينة عدن الجنوبية مع شخصياتٍ إجتماعية ومشايخ والأعيان وقادة الأحزاب السياسية لإقليم سبأ الذي يضم محافظات مأرب والجوف والبيضاء في شمال البلاد. ولم يكتف هادي بذلك بل أخذ يتحدث وكأنه يملك معلومات دقيقة، فقد قالت مصادر في الإجتماع لوكالة رويترز إن الرئيس هادي قال “الرئيس السابق صالح أرسل وفداً برلمانياً إلى إيران إلتزم لطهران بإفشال العملية السياسية والمبادرة الخليجية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي”. وذكرت المصادر بأن هادي صرح بأن التحالف بين صالح وحركة أنصار الله بالتنسيق مع إيران كان وراء سقوط العاصمة صنعاء في ٢١ سبتمبر أيلول بيد الميليشيات الحوثية حسب تعبيره و أضاف أنه الآن أًصبحت المدينة التاريخية عاصمة محتلة.
ثانياً: القراءة التحليلية للإتهام:
كلما نَطقَت السعودية نَطقَ هادي. هكذا يمكن اختصار الدور الذي يلعبه الرئيس السابق منصور هادي في اليمن. فهو الذي أثبت منذ وصوله للحكم، أنه أحد أهم أدوات السعودية في اليمن. لكن إتهامات هادي ليست بجديدة. فعلى الرغم من أن هذه الإتهامات لن تؤثر على مجريات الأحداث في اليمن، ولا على الدور البارز التي تلعبه إيران في المنطقة، فإن الرئيس السابق هادي ومنذ وصوله الى الحكم، وهو يحاول اللعب في الملعب السعودي، ويحاول دوماً كيل الإتهامات لإيران. والحقيقة هي أن إتهاماته ليست إلا سبباً لمحاولته جمع الأطراف السياسية الداخلية حوله، من خلال إستعطافهم سياسياً واللعب على الوتر المذهبي. فهو الرجل المفلس على الصعيد السياسي، وهو الذي وجد في السعودية التي تديره، دولةً تبحث عن دورٍ لها في المنطقة. ولذلك بعد أن كانت أول مظاهر الفشل في سياسة سيدته السعودية استقالته من منصبه، لم يجد هذا الرجل البعيد كل البعد عن الحكمة السياسية والقدرة على إدارة الملفات، إلا بإتهام إيران، الوسيلة المثلى للتعبير عن ضعفه وفشله. ولذلك أخذ يعود للتاريخ ويروي رواياته، وهو الرجل البعيد كل البعد عن الواقع الذي يعيشه اليمن. ولا بد من الإشارة الى أن كافة الأطراف السياسية في اليمن تشهد على قلة خبرته السياسية والجميع يعترف بعدم أهليته لأن يكون رئيساً بالأصل. فهو قبل توليه الرئاسة، لم يكن إلا ممثلاً عن الرئيس السابق صالح، ليس أكثر.
وكان آخر ما لقي إحتجاجاً من الأطراف اليمنية كافة، الى جانب حركة أنصار الله، محاولته العمل على نقل الحوار الى الرياض، وهو الذي كان ومازال يسعى مع السعودية، للنيل من حركة أنصار الله بعد أن أثبتت قدرتها على تولي البلاد وتثبيت الإستقرار وبالأخص في العاصمة صنعاء. فحركة أنصار الله، وعلى عكس ما يدعي هادي، أعلنت أكثر من مرة عن أن إيران لا تتدخل في الشؤون اليمنية. بل يقتصر دورها على تقديم الإستشارات السياسية. وهي التي دوماً تحدثت عن وحدة اليمن، وضرورة أن تكون الأطراف السياسية كافة، في الحكم. وهذا الموقف الإيراني الطبيعي، يأتي في مقابل الموقف السعودي الذي صرح به وزير الخارجية السعودي مؤخراً، عندما تحدث عن اليمن الجنوبي. مما لقي إستياءاً واسعاً من كافة الأطراف السياسية في اليمن الى جانب حركة أنصار لله. فإذا كانت السعودية سيدة هادي، لا تُجيد إدارة الملفات الخارجية، وبالتحديد ما يتعلق بالأزمة اليمنية، فما ذنب إيران التي لا تدعو إلا للوحدة. أم أن الرجل السعودي الهوى، يعيش كأسياده في الخليج وأمريكا، حالة القلق من تعاظم الدور الإيراني في المنطقة، في ظل حكمة ونجاح إيران في مساعدة شعوب المنطقة. فما كان منه إلا أن عبر عن هذا القلق، بإتهام إيران.
إذاً، لسنا في وارد الحديث عن أدلةٍ تؤكد دور إيران الوحدوي والداعم لشعوب المنطقة. فالحقائق يعلمها الجميع. كما أننا لسنا في وارد الحديث عن دور السعودية التخريبي وخلفها سيدتها أمريكا في المنطقة، فالجميع أيضاً يعرف ذلك. وبالأخص الشعب اليمني الذي يعرف قاعدة آل سعود في التعاطي مع اليمن. وهي التي أرَّستها سياستهم القديمة والتي ما زالت، فالسعودية تتعاطى مع اليمن ضمن قاعدة : عِزُنا بِذل اليمن، وذلُنا بِعز اليمن. ولذلك لا تستحق تصريحات هادي الرد عليها، بل كل ما يجب التأكيد عليه، هو أن الرجل يعبر عن فشله، ولذلك ولكي يجد من يستمع له، أخذ يتهم إيران. وهذا بحد ذاته تعبيرٌ منه عن أن لإيران صدىً، يمكن من خلالها أن يسمعه أحد.