التخاذل العربي للجيش اللبناني وتصاعد اعتداءات الكيان الاسرائيلي والارهابيين
يتعرض الجيش اللبناني في الآونة الاخيرة الى اعتداءات من جانب جيش الاحتلال الاسرائيلي وكذلك من جانب الجماعات الارهابية فيما يحتاج الجيش اللبناني الى الاسراع في تسليحه ما يطرح تساؤلات حول اسباب ودوافع حرمان الجيش اللبناني من الدعم والتسليح والهبات العسكرية.
وفي سياق اعتداءات الكيان الاسرائيلي على لبنان تعرضت دورية للجيش اللبناني الثلاثاء ١٠ مارس/ آذار، لإطلاق نار من جانب الكيان على الحدود جنوب لبنان، وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن دورية الجيش اللبناني التي تعرضت للنار كانت تتفقد منطقة في “خط الانسحاب” حينما خرقتها دورية راجلة تابعة للجيش الإسرائيلي قوامها ٨ عناصر في مزرعة بسطرة في مزارع شبعا لمسافة ٢٠ مترا داخل الاراضي اللبنانية.
وأضافت الوكالة أن وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة اتخذت الإجراءات الدفاعية المناسبة، فيما تجري متابعة الخرق بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.
من جانبها ذكرت قناة “المنار” اللبنانية أن قوة إسرائيلية اطلقت ٣ رصاصات باتجاه فريق القناة في مزرعة بسطرة اثناء إعداد تقرير عن الخروقات الإسرائيلية في مزارع شبعا.
وقد أصدرت قيادة الجيش بياناً أوضحت فيه أنه في خرق جديد للسيادة اللبنانية، أقدمت دورية راجلة تابعة للعدوالاسرائيلي قوامها ٨ عناصر على خرق خط الانسحاب في مزرعة بسطرة في مزارع شبعا لمسافة ٢٠ مترا داخل الاراضي اللبنانية المحررة ولمدة ٥ دقائق، وقام عناصرها برمي قنبلة دخانية.
اما على صعيد الاعتداءات التي تنفذها الجماعات الارهابية ضد الجيش اللبناني فقد تعرض موقع للجيش اللبناني في منطقة عقبة الجرد في عرسال (شرق) لاطلاق نار من قبل المجموعات المسلحة فرد الجيش اللبناني على مصادر النيران بالمثل.
من جهة ثانية اغارت طائرة مروحية للجيش اللبناني على منطقة الرهوة في جرود عرسال مستهدفة تحركات لمجموعة مسلحة في المنطقة.
وتشهد جرود السلسلة الشرقية تحركات مشبوهة في جرود القلمون، قابلها تعزيزات للجيش اللبناني تحسبا لأي هجوم محتمل على مواقعه من قبل الارهابيين مع اقتراب فصل الربيع وذوبان الثلوج.
ووسط التخاذل العربي للجيش اللبناني وعدم تنفيذ الوعود لتسليحه والوعود بمنحه المليارات من الدولارات كما قيل، دعا رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد إلى ضرورة الإسراع في تسليح الجيش اللبناني مشيرا إلى أن إمكانيات الدولة وحدها لا تمكنها من الوقوف بوجه الإرهاب.
واعتبر السيد أن الإستراتيجية لمواجهة التهديدات والأخطار هي مسؤولية الدولة، متمنيا أن يأتي اليوم الذي يقف فيه الجيش اللبناني مكان المقاومة على السلسلة الشرقية لحماية لبنان من المجموعات التكفيرية المسلحة.
وأشار رئيس المجلس السياسي في حزب الله إلى أن البعض ما زال يرى التهديد التكفيري من زاوية الخصومة السياسية، داعيا إلى تأجيل كل الحسابات والخصومات، ولفت إلى السلوك الأمريكي المزدوج في تشكيل حلف دولي لمواجهة الإرهاب من جهة ومنعها السلاح عن الجيش اللبناني من جهة أخرى.
وتأكيدا على ان موضوع ضعف تسليح الجيش اللبناني أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن مواجهة التنظيمات الإرهابية جويًا ليست كافية لهذا اختار الجيش اللبناني المواجهة المباشرة في الميدان، لافتاً الى أن الجيش بحاجة الى دعم عسكري واستخباراتي ومالي.
كما اكد عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب اميل رحمة ضرورة قبول كل الهبات الداعمة للجيش اللبناني وآمل ان لا تكون موضوع الهبة من فرنسا كذبة، وسأل “لماذا لا يتم قبول الهبة الايرانية والهبة الروسية، ولماذا لا يتم قبول السلاح الشيعي والسلاح الارثوذكسي الى الجيش اللبناني، وهذا يعني ان “الفيتو” الاسرائيلي لا زال موجودا ضد تسليح الجيش اللبناني”.
في هذه الاثناء قالت جريدة الاخبار ان سعد الحريري لم يف بوعوده فتح اعتماد مالي تنفيذاً لصفقة الأسلحة التي وقّعها الجيش اللبناني مع الجانب الروسي وان أمريكا والسعودية تقف خلف تأخر الحريري في وقت يخوض فيه الجيش غمار مواجهة مستمرة مع الجماعات الارهابية التكفيرية على الحدود الشرقية.
واضافت الجريدة “ان تزويد الجيش اللبناني بأسلحة روسية يحتاج إليها بشدة في معركته مع الجماعات التكفيرية الارهابية ممنوع ! وهذا ما يخلص اليه من يتابع الوتيرة البطيئة لسير الـ ٥٠٠ مليون دولار المخصّصة لتسليح الجيش، من أصل هبة المليار السعودية التي فُوّض سعد الحريري الإشراف على صرفها لمصلحة الجيش والقوى الأمنية لغرض مواجهة الإرهاب”.
وفيما يحتاج الجيش اللبناني بشدة الى تزويده بالاسلحة والعتاد لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية وهجمات الجماعات الارهابية وسط تخاذل عربي وغربي لهذا الجيش في دعمه تتساءل اوساط لبنانية عن سبب رفض الهبة الايرانية العسكرية للجيش اللبناني والتي لاتزال قائمة فيما بات مؤكدا ان الجيش اللبناني مقبل على خوض معركة مع الجماعات الارهابية ومنها تنظيم داعش الارهابي الذي اكدت جهات غربية ان هدفه القادم هو لبنان.