محلل سياسي: “أنصار الله” تدير اليمن بمؤازرة قادة الجيش وغالبية القبائل
اليمن ـ سياسة ـ الرأي ـ
أعتبر المحلل السياسي اليمني، ضياء كامل، أن حركة أنصار الله وحلفائها يحكمون الشمال بمؤازرة قادة وضباط الجيش و مجالس المحافظات الشمالية وأكثر من ثلاثة أرباع القبائل والعشائر، وخلف هؤلاء قاعدة شعبية كبيرة تشارك في دعم اللجان الشعبية الثورية بالعدّة والعديد، كلّ هؤلاء في صف التحالف مع حركة “أنصار الله” التي أثبتت قدرتها في أقل من عام على التصدي لمختلف شؤون الأمن والسياسة.
و أعتبر المحلل السياسي اليمني حركة “انصارالله” حين كانت وحدها، نجحت في الصمود بوجه التحديات بدءًا من مواجهة درع الجزيرة في معارك صعدة، مرورًا بكسر العزلة السياسية عبر التحالفات القبلية، وليس انتهاءً بكسر مجاميع التنظيمات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم القاعدة المتمثل في تنظيم “أنصار الشريعة” الذي تتهاوى آخر معاقله في محافظة البيضاء.
أما على الصعيد الحيوي، فالإمساك بمطار صنعاء وساحل الحديدة المترامي الأطراف على البحر الأحمر، يعطي “اللجنة الثورية العليا” مقوّمات الحياة في مواجهة أي زوبعة إعلامية تمارس الحرب النفسية.
وأضاف : يجهد عبد ربه منصور هادي، في إقناع الجنوبيين بصيرورة التحالف معه.
فالجنوب الذي خبر على مدى نصف قرن بشاعة الوصاية الخليجية، والسعودية تحديداً، على قرار الشمال بعد إعلان الوحدة في العام 1991 لم يكن أصلاً ضمن حسابات المشاركة في السلطة واقتسام الثروة. والجنوبيون لم ينسوا بعد ألاف الضحايا من أبنائهم الذين قضوا، وما زالوا، على يد التنظيمات الإرهابية التي موّلتها ودعمتها أنظمة خليجية بغطاء استخباراتي غربي. والجنوبيون أيضاً لم ينسوا بعد، الإمعان في شراء الذمم التي أفرغت مطالب الانفصال من أي قوة تأثيرية.
وتابع : وحتى لو أعلن محافظ شبوة أحمد علي باحاج تمسكه بشرعية هادي، إلا أن قبائل الجنوب، وعلى رأسهم الحضارمة، ما زالوا ينظرون بازدراء إلى هادي كرئيس قادر على حكم البلاد، وضمان حقوق الجنوبيين بعيداً من الإملاءات الخارجية.
أما تنظيم “أنصار الشريعة” الذي باتت مدن جنوبية وتحديداً في شبوة تشكل معقلاً لمجموعاته، فيشكل وجوده عامل ضعف أساسيًا في تماسك أرضية الحكم الصلبة لسلطة هادي في الجنوب.
أما الاعتراف الرسمي الغربي، فخلفيته واضحة: مضيق باب المندب، وهذا يعني أن الاعتراف محكوم بالمصالح الغربية التي أثبتت التجارب أن التداول في “بورصتها” السياسية هو أشبه بلعبة القمار منه إلى الاستثمار، ففي أية لحظة قد ينقلب كل شيء مئة وثمانين درجة.
وتابع : لعبة الحرب الباردة في اليمن إذًا، ليست متكافئة الفرص. وحركة “أنصار الله” التي تحترف العمل بصمت لا يؤثر فيها “جعجعة الطواحين” الإعلامية. وشيئاً فشيئاً سيتضح أن الزمن يساند من يمتلك أرجحية في نقاط القوة، وليس من يحظى بمجرد كرسي للديكور في جامعة الدول العربية بات شعارها في زمن ما يسمى بالربيع العربي: “لو دامت للديناصورات لما آلت…إلى الفراخ”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق