أسباب نجاحات العراق في حربه علي تنظيم داعش الإرهابي
تشهد الساحة العراقية تقدماً ملحوظاً للجيش العراقي في الأونة الأخيرة، هي انتصاراتٌ تدلل على استعادة الجيش العراقي عافيته، وعزمه على تطهير كامل تراب العراق من رجس الإرهاب، وتكسر في نفس الوقت الصورة الخيالية التي حاول تنظيم داعش الإرهابي من خلال ممارساته الدموية والهمجية رسمها في مخيلة أبناء المنطقة في أنه تنظيمٌ لا يقهر
ما هي أسباب نجاح العراق في حربه على الإرهاب؟ وأي دورٍ تلعبه قوات التحالف الدولي؟ ماذا عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها في هذه الانتصارات؟
يمكننا تلخيص أسباب نجاح العراق في حربه على تنظيم داعش الارهابي في التالي:
الوقت- تشهد الساحة العراقية تقدماً ملحوظاً للجيش العراقي في الأونة الأخيرة، هي انتصاراتٌ تدلل على استعادة الجيش العراقي عافيته، وعزمه على تطهير كامل تراب العراق من رجس الإرهاب، وتكسر في نفس الوقت الصورة الخيالية التي حاول تنظيم داعش الإرهابي من خلال ممارساته الدموية والهمجية رسمها في مخيلة أبناء المنطقة في أنه تنظيمٌ لا يقهر.
ما هي أسباب نجاح العراق في حربه على الإرهاب؟ وأي دورٍ تلعبه قوات التحالف الدولي؟ ماذا عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها في هذه الانتصارات؟
يمكننا تلخيص أسباب نجاح العراق في حربه على تنظيم داعش الارهابي في التالي:
1)مشاركة جميع أطياف الشعب العراقي من عرب وكرد، شيعة وسنة ومسيحيين في هذه الحرب:
إرهاب تنظيم داعش لا يستهدف قوميةً بعينها أو مذهباً بعينه، هي حقيقةٌ أدركها جميع أبناء الشعب العراقي، خصوصاً أولئك الذين عانوا من ممارسات التنظيم الإرهابي وشاهدوا بأم أعينهم همجية داعش وممارساتها التي لا تمت إلى دينٍ بصلة. الأمر الذي دفع بهم إلى المشاركة بفعالية من خلال قوات الحشد الشعبي في الحرب التي تستهدف هذا التنظيم.
2)ضعف الروح المعنوية لداعش:
المراقب لمسيرة داعش يلاحظ معاناة عناصر تنظيمه في الفترة الأخيرة من انكسارٍ في الروح المعنوية، انعكس هذا الانكسار في هروب أعداد كبيرة من مقاتليه من ساحات المعركة، وسعي الكثير منهم إلى العودة إلى ديارهم الأمر الذي قابله التنظيم بإقدامه على إعدام نحو 200 منهم جميعهم يحملون جنسيات عربية وأوروبية.
3)انخفاض شعبية داعش في مناطق نفوذه:
يعاني سكان المناطق التي يسيطر عليها داعش من ممارسات عناصره من قتل ونهب واعتقال وإهانات نفسية وجسدية وغيرها من التجاوزات، الأمر الذي وَلَّدَ عند أبناء هذه المناطق بغضاً لهؤلاء الإرهابيين ورغبةً في مساندة الجيش العراقي لتخليصهم مما يعانونه.
4)الخبرة التي اكتسبتها قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي:
حيث أكسبت المعارك المتعددة قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي مهارةً قتاليةً عالية مكنتها من استعادة معظم المناطق التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي الصيف الماضي.
5)عدم تدخل القوات الأمريكية وقوى التحالف الدولي في هذه الحرب:
منذ أن بدأت أمريكا وقوات التحالف الدولي غاراتها الجوية في العراق والتي زعمت حينها أنها تستهدف تنظيم داعش الإرهابي؛ والشكوك تثار حول الهدف الحقيقي الذي تستهدفه هذه الغارات، فطائرات التحالف ألقت الذخيرة لإرهابي داعش مرات عديدة، وما زال التنظيم الإرهابي يبيع النفط العراقي في تركيا (العضو في تحالف الناتو)، كما أننا لم نلاحظ دوراً يذكر لهذه الغارات في كل الانتصارات التي حققها الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي على هذا التنظيم.
دور أمريكا ودول التحالف المشبوه في الحرب على الإرهاب:
إضافةً لما سبق يبرز التصريح الأخير لقائد أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي والذي قال فيه: “أنه من الخطأ تكثيف الضربات الجوية للتحالف الاميركي على تنظيم “داعش”، ودعا في المقابل إلى اعتماد الصبر الإستراتيجي في المواجهة في سوريا والعراق.” وأكد ديمبسي عدم مشاركة التحالف الدولي في معارك الجيش العراقي الأخيرة.
ما أسماه ديمبسي الصبر الاستراتيجي يعني على الأرض إعطاء فرصة لداعش استعادتها الحياة وجمع فلول عناصرها مما يعني مزيداً من الدماء العراقية البريئة التي ستراق على أيدي سفاحي هذا التنظيم.
يقول ديمبسي في تصريح آخر ألقى به أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي: “في حال طلب إرسال قوات خاصة لدعم العراقيين أو القوات السورية الجديدة، وكان الأمر ضرورياً لتحقيق أهدافنا، فسنطلب ذلك من الرئيس أوباما”.
فأيُّ أهدافٍ يقصدها ديمبسي ؟ ألا تريد أمريكا إعادة بسط سيطرتها على العراق وهي التي خرجت ذليلة ً منه بعد ما رأته من تصميم الشعب العراقي على نيل حريته واستقلاله ، ألم تجعل أمريكا تنظيم داعش وسيلةً لعودتها إلى العراق كما فعلت مع طالبان في أفغانستان من قبل.هذه الأسئلة وغيرها يجب أن تجيب عليها دول التحالف الدولي وعلى رأسها أمريكا وهي التي تدعي حرصها على أمن العراق ووحدته، هي أسئلةً يسألها أيُّ عاقل يرى التناقض في سياسة هذه الدول والتي أشارت تقارير مختلفة إلى قيامها مباشرةً أو عبر شركائها في المنطقة كدول مجلس التعاون وخصوصاً السعودية بمد عناصر التنظيم الإرهابي بمختلف أنواع المساعدات الاستراتيجية واللوجستية والمالية وغيرها.
تعاطي وسائل الإعلام الغربية مع انتصارات الجيش العراقي الأخيرة:
بينما سلطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على انتقاد الجنرال ديمبسي أثناء لقائه برئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لما أسماه تدخل ايران في العراق لم تأت هذه الوسائل الإعلامية على ذكر تصريحات رئيس الحكومة العراقي والتي طالب خلالها بإيقاف دخول الارهابيين من الدول المجاورة، وتجفيف مصادر تمويلهم والكف عن دعمهم بالمال والعتاد.
وبينما تستغل وسائل الإعلام الغربية مصطلحات شيعة وسنة لبث الفرقة والبغضاء بين صفوف المسلمين وتفريق صفوفهم، لم تنبس ببنت شفة حول تصريحات وزير الدفاع العراقي سني المذهب خالد العبيدي والتي أشار ضمنها إلى أهمية دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي ودعمها المتواصل للحكومة والشعب العراقي.
يأتي هذا التصريح عقب تصريح هادي العامري قائد قوات الحشد الشعبي العراقية والتي أشار ضمنها إلى دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حرب العراق على تنظيم داعش خصوصاً في معارك محافظة صلاح الدين الأخيرة، الأمر الذي تجاهلته وسائل الإعلام الغربية ولم تأت على ذكره مطلقاً. في تأكيد آخر على السياسة الإعلامية التي تنتهجها هذه الوسائل، هذه السياسة التي غالباً ما قلبت الحق باطلاً والباطل حقاً.