التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

آفاق عضوية إيران في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي 

اتفاقية الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تم التوقيع عليها في الثامن من يونيو من هذا العام، بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبمشاركة روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان، ستكون لها السلطة التنفيذية اعتباراً من الحادي عشر من شهر يناير.

تقدير أهداف واستراتيجيات هذا الاتحاد الاقتصادي، مستمد في الأغلب من تكهنات وتصريحات الرئيس بوتين بين الحين والآخر، ولكن رد الفعل الغربي والأميركي تجاه إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وخاصة جهود هذه الدول لمنع عضوية أوكرانيا في هذا الاتحاد، تشير إلي إمكانات وقدرات هذا الاتحاد الحديث التأسيس التي أثارت مخاوف الغرب بشدة.

 تشيغل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيؤدي في المقام الأول إلي إنشاء سوق مشتركة واسعة لرابطة الدول المستقلة الأعضاء في هذا الاتحاد. وفي الوقت نفسه فإن الهدف الرئيسي من إنشاء هذا الاتحاد، هو تسهيل التجارة بين الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي. وفي 2 من يناير 2015، أصبحت أرمينيا عضواً كاملاً في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

 وفي إطار هذا الاتحاد، أعلن الأعضاء موافقتهم علي حرية نقل السلع ورأس المال والقوى العاملة والخدمات في حدود أوراسيا. كما أعلن أعضاء أوراسيا أيضاً أنهم سيعملون حسب سياسة مشتركة بينهم في مجال الطاقة والصناعة والزراعة والنقل . وكانت روسيا وبيلاروس وكازاخستان، وهي الدول الثلاث المؤسسة لحلف أوراسيا الاقتصادي، قد أسست في عام 2010 الاتحاد الجمركي الأوراسي. ومع تشغيل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فإن التجارة بين الدول الأعضاء ستكون أكثر سهولة.

 ومن أهم أهداف هذا الاتحاد، هو الإلغاء التدريجي للأنظمة الجمركية المحلية لهذه البلدان داخل الاتحاد. كما أن وضع تعريفة خارجية مشتركة بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد وتنسيق الإجراءات الجمركية لهذه الدول، من الأهداف الأخرى للاتحاد أيضاً. رؤساء ورؤساء وزراء روسيا وبيلاروس وكازاخستان سيكونون أعضاء في المجلس الأوراسي، وسيحددون برامج هذا التحالف الاقتصادي. وهذا هو السبب في أن جمهورية إيران الإسلامية قد وضعت على جدول أعمالها مشروع الانضمام أو توقيع مذكرة تعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وقررت الاستفادة من هذه الفرصة المتاحة لتسهيل المبادلات الجمركية بشكل أكثر.

 العنصر الإيراني في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي

 1 – تستطيع إيران أن تتحول إلي أكبر شريك تجاري للاتحاد الاقتصادي الأوراسي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وسوق واسعة لبيع بضائع الاتحاد مثل الآلات والمعدات، الأجهزة والمركبات، المنتجات المعدنية، الأخشاب وغيرها من المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.

 2 – سيتمكن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي من خلال التعاون مع إيران، من الوصول إلى أسواق الشرق الأوسط وطرق النقل الرئيسية.

 3 – إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع إيران سيؤدي إلي انضمام باكستان والهند إلي هذه المنطقة، ليس بشكل اصطناعي بل بشكل طبيعي، وبموجب الحقائق ومنطق التنمية الاقتصادية الإقليمية.

 4 – إن السوق المحلية الاستهلاكية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي ستكون أكثر استقراراً بعد إنشاء هذه المنطقة للتجارة الحرة أمام تدفق البضائع الصينية، لأنه ستكون هناك منافسة حقيقية.

 5 – دول روسيا وكازاخستان وإيران التي تنشط في إطار الاستراتيجية الاقتصادية الواحدة وفي الفضاء الاقتصادي الواحد، ستتمتع بإمكانية تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى في بحر قزوين، والتي باتت ضرورية.

 6 – منطقة التجارة الحرة مع إيران ستمنح للاتحاد الاقتصادي الأوراسي الثقل الاقتصادي والمصداقية السياسية، ولذلك بعد إيران سترغب دول آسيا الوسطى الأخرى والبلدان الرئيسية في العالم الإسلامي في المشاركة فيها.

 7 – الولايات المتحدة والغرب سيتنافسان معاً في المستقبل القريب علي استمالة إيران نحوهما. فهم يعلمون جيداً أنه إذا كان بلد مثل إيران معهم وإلي جانبهم، فبإمكانهم حينها خلق صعوبات كبيرة لروسيا ودول آسيا الوسطى، ومنع النمو الاقتصادى للصين، وتحسين السيطرة علي العراق وأفغانستان. والعكس صحيح أيضاً، حيث إنشاء منطقة التجارة الحرة مع إيران أو عضوية إيران الكاملة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ستجذب إيران نحو التنمية الأوراسية، وستلغي خطط امريكا والغرب لاستخدام إيران لتدمير وإضعاف روسيا ودول آسيا الوسطى.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق