انتصارات الجيش العربي السوري تشل المعارضة المسلحة وتشتت أركانها
تستمر انتصارات الجيش العربي السوري مدعوماً بقوى الدفاع الوطني، ويستمر معها التضييق على الإرهابيين في مناطق شتى من سورية، لم يكن آخر هذه الانتصارات تحرير حقل جزل النفطي شمال غرب تدمر والذي يعد أكبر حقل نفطي في المنطقة الوسطى، أو اقتراب الجيش من إكمال حصار مدينة حلب وتطويقها من كافة الجهات عبر سيطرته على مخيم حندرات شمال المدينة.
هذه الانتصارات ألقت بظلالها الثقيلة على جماعات المعارضة المسلحة فانعكست فيهم تقهقراً وضعفاً وخلفت فيهم الكثير من الآثار النفسية والمعنوية من أهمها:
1:ضعف الحالة المعنوية وترددٌ في الخيارات
مما يشير إلى هبوط الروح القتالية لمقاتلي هذه الجماعات فالمراقب للميدان السوري يلاحظ هبوط الروح القتالية والحالة المعنوية لعناصر الجماعات المسلحة، بينما يظهر وبشكل واضح ارتفاع معنويات مقاتلي الجيش السوري وقوى الدفاع الوطني. حيث كان لانتصارات الجيش السوري وتقدمه على أكثر من محور وتمكنه من تحرير الكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها الإرهابيون وقعها عند مسلحي الجماعات الإرهابية فزادت في ترددهم وحيرتهم ودفعت بالكثير منهم إلى التفكير في العودة إلى كنف الدولة السورية أو الفرار بحياتهم خارج سورية.
2 :عدم الرغبة في الانضمام إلى هذه المجموعات وفرار الكثير من أفرادها
في بداية الحرب السورية لاحظ المراقبون إقبالاً شديداً من قبل الشباب أصحاب الفكر المتشدد للانضمام إلى جماعات المعارضة المسلحة خصوصاً التكفيرية منها، بينما نلاحظ اليوم فرار العديد منهم وانشقاقهم عن جماعاتهم، فعمد الكثير منهم إلى إلقاء أسلحتهم. وبشكل عام يُلاحَظ عدم رغبة هؤلاء الشباب في الانضمام إلى مثل هذه الجماعات كما في السابق، حيث كان في تقدم الجيش السوري من جهة وما ترتكبه هذه الجماعات على الأرض من جهة أخرى دافعاً للبعض لحسم خياراته أو تنبه البعض الآخر ممن لم ينضم بعد تحت لوائها.
3: خلافاتٌ داخلية واقتتالٌ وتخوين
تشهد الساحة السورية خلافات شديدة بين الجماعات المسلحة تتراوح بين خلافات فكرية وعقائدية أو خلافات في المصالح والأهداف أو خلافات بين الدول الداعمة والممولة لهذه الجماعات. فيما جاءت انتصارات الجيش السوري وتقدمه على الأرض لتزيد الطين بلة، فزادت الخلافات وتفاقمت المشاكل فبدأت حملات الاتهام والتخوين فيما بينهم، مما يعكس حالة التخبط والضغط التي تعيشها هذه الجماعات وعلى سبيل المثال لا الحصر الاقتتال الذي دار بين جماعات المعارضة المسلحة في الغوطة وريف إدلب حينما هاجمت جبهة النصرة الإرهابية ما يسمى جبهة ثوار سورية وأجهزت عليها مما دفع بقائدها جمال معروف للهروب إلى تركيا حينها.
4: انشقاقات وقتالٌ تحت لواء الجيش السوري
جميعنا تابع خبر انشقاق لواء الأنفال عن ما يسمى الجيش الحر وانضمامه إلى الجيش السوري ليقاتل ضمن قوى الدفاع الوطني على الجبهة الجنوبية لدمشق، لم تكن هذه هي الحالة الأولى من نوعها، فجيش الأمة سبق لواء الأنفال بفعله هذا فعاد إلى كنف الدولة السورية وأعلن عزمه على مساندة الجيش السوري في حربه على الارهاب حتى تطهير سورية من كافة المقاتلين الأجانب.
هذه الحالات تشير إلى تنبه السوريين إلى الخطر المحدق ببلدهم ورغبتهم بالعودة لبناء بلدهم وإيقاف نزيف الدماء الذي لم يفارق سورية منذ أربع سنين مضت.
استمرار الضغط من قبل الجيش السوري وأثره على الجماعات المسلحة:
المراقب لنشاط الجماعات المسلحة في سورية يلاحظ كثرة عددها واختلافها ايديولوجياً فيما إذا تمت مقارنتها بنظيرتها في العراق، الأمر الذي يعود على الجيش السوري بالنفع فكثرة هذه الجماعات يزيد من فرص نشوب الخلافات بينها ويعمل على تمزيقها أكثر فأكثر مما يسهل على الجيش السوري اختراقها والقضاء عليها لاحقاً.
لذلك ينبغي على الجيش العربي السوري اليوم الاستمرار في هجماته البرية والجوية وعدم إعطاء فرصة لهذه الجماعات الإرهابية لكي تلم شملها وتجمع صفوفها، واستغلال الوضع السيء الذي تعيشه هذه الجماعات في العراق مع تقدم الجيش العراقي والذي شارف على تحرير مدينة تكريت إحدى أهم معاقل الإرهابيين في محافظة صلاح الدين، مما يشكل ضغطاً كبيراً عليها نفسياً وميدانياً، حيث أن أي تباطئ في هذه الهجمات يعدُّ بمثابة خطأ استراتيجي يهدد تقدم الجيش السوري على الأرض ويسمح للجماعات المسلحة إستعادة زمام المبادرة واستعادة المناطق التي حررها الجيش سابقاً والتي دفع الجيش السوري أرواح شبابه ثمناً لهذا الانجاز.