أكاديمي سوري: الغرب سيهرب من خطر الإرهاب نحو التعاون مع محور المقاومة لضرب التكفيريين
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد الأستاذ في جامعة دمشق الدكتور وائل الإمام أن انقسام عناصر داعش إلى جهاديين وافدين يسميهم “المهاجرين” وآخرين محليين يسميهم “الأنصار” خلق فوراق طبقية بين هذين الفصيلين أدت إلى تزايد الهوة بين القيادات والعناصر من جهة، وبين العناصر نفسها من جهة أخرى.
الإمام أشار إلى أن أول نقاط التباين بين عناصر داعش تأتي من الفارق المادي في المعطى لكل من الفيصلين، ففي حين يتقاضى “المهاجر” نحو 2000 دولار أمريكي شهرياً، فإن الجهادي المحلي الذي يصنف تحت مسمى الأنصار يتقاضى 200 دولار فقط، ونتيجة لكون الدواعش الأجانب تتلقى أوامرها من المخابرات الأجنبية فإنها تنفذ الأمر كأنها آلة قتل فقط، بمعنى إنها لا تفكر بالأمر بالمطلق، ودور غرف العمليات الموجودة بالقرب من الحدود السورية سواء في الأردن أو تركيا هو نقل الأمر من المخابرات الأجنبية إلى عناصر داعش وفقط، وضمن هذه الغرف يتواجد ضباط من جنسيات عدة.
و أضاف الإمام إن الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيشين السوري والعراقي من خلال العمليات الكبيرة التي أطلقاها أفضت إلى انتشار حالة الذعر بين عناصر داعش خاصة الأوروبيين منهم، وهذا مرده إلى ضعف العقيدة القتالية لدى هؤلاء، وبكونهم لا يلزمون أنفسهم بقتال طويل الأمد يمكن أن يصل إلى حل الاستنزاف في جبهة ما، بالتالي بدأت عمليات الهروب من الخطوط الأمامية ومن ساحات المعارك من قبل هذه العناصر باتجاه الدول التي أتوا منها، فعلى سبيل المثال أعلنت الحكومة البريطانية في وقت سابق إن 700 من مواطنيها انضموا إلى داعش وعاد منهم 350 عنصراً إلى بريطانيا، وهذا يعكس إن الجهاديين الأوروبيين أربكوا قيادات التنظيم مما أجبرها على اتخاذ قرارات صارمة بإعدام أي هارب.
و أضاف الأكاديمي السوري إن “عمليات الإعدام التي زادت من ارتداد الجهاديين إلى أوروبا أدت إلى الغرب بدء بالانعطاف إلى استعادة العلاقة مع الدولة السورية، ومن خلال تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية يمكن قراءة المرحلة القادمة التي ستشهد طرق باب دمشق من كافة الدول الأوروبية ولن تكون أمريكا الدولة الوحيدة التي تقول إنها تسعى للحفاظ على المؤسسات السورية، وإنما ستتبعها فرنسا وبريطانيا، فالتوفقات الدولية بما يخص الملف السوري باتت قاب قوسين أو أدنى من الظهور إلى العلن”.
وختم الإمام حديثه بالتأكيد على إن الدول الغربية في انعطافها إلى التصالح مع الواقع والدولة السورية إنما تحاول أن تحمي نفسها من ارتداد الجهاديين، فكل ما زاد داعش في عملية الإعدام فإن هذا يشير إلى حجم الرغبة لدى الجهاديين بالعودة إلى دولهم، وبالتالي على هذه الدول أن تهرب إلى الأمام من هذا الخطر وتتعاون مع الدولة السورية ومحور المقاومة في محاربة الإرهاب لما يمتلكه هذا المحور من قوة و خبرة في مواجهة التنظيمات التكفيرية.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق