نظرة قادة الكيان الإسرائيلي الجشعة إلي نيجيريا
حاول الكيان الإسرائيلي دائماً استغلال قوة نيجيريا في سبيل أهدافه. وتعود العلاقات الإسرائيلية النيجيرية إلى الستينات، أي السنوات التي تلت استقلال نيجيريا. وبعد هزيمة العرب بقيادة مصر في حرب حزيران(حرب الأيام الستة)، تم تعليق علاقات العديد من البلدان الأفريقية مع الكيان الإسرائيلي بطلب من عبد الناصر، وكانت نيجيريا واحدة من تلك البلدان. وفي عام 1993 وبناءً على طلب من الكيان الإسرائيلي، بدأت العلاقات الثنائية وتم إعادة فتح سفارة الكيان الإسرائيلي في نيجيريا والسفارة النيجيرية في تل أبيب.
وفي عام 2000 وبعد فوز اوباسانجو في الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، بما أن هذا البلد كان يواجه العديد من المشاكل، فقد لجأ إلي الدول الغربية وأمريكا والكيان الإسرائيلي للتخلص من هذا الوضع. وفي عام 2006 وقع وزيرا خارجية الجانبين علي مذكرة تفاهم ألزمت الطرفين بدعم الجانب الآخر في المنظمات الدولية.
وفي عام 2013 وصل جودلاك جوناثان إلي تل أبيب كأول رئيس لنيجيريا، والتقي بكبار المسؤولين في الكيان الإسرائيلي بمن فيهم بنيامين نتنياهو وشمعون بيريز، وتم خلال هذه الزيارة التوقيع علي عدة اتفاقيات سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية بين الجانبين. وفي عام 2014 وبعد اختطاف عدد من الشباب الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، كتب جودلاك جوناثان رسالة إلى نتنياهو قال فيها: إنني أؤكد لكم أننا في التضامن الكامل معكم، وأعتقد أن كل عمل إرهابي ضد أي بلد أو أي مجموعة، يستهدف الإنسانية في نهاية المطاف مدان، ونحن إذ ندين هذا العمل غير الإنساني ندعو إلي الإفراج عن هؤلاء الناس.
كان لدي نيجيريا كل ما يريده الكيان الإسرائيلي من متطلبات، ومن هنا أرسل الكيان أحد أفضل الدبلوماسيين لديه وهو موشيه رام سفيراً له إلي أبوجا.
إجراءات موشيه رام لعبت دوراً هاماً في توسيع نفوذ الكيان الإسرائيلي في نيجيريا بشكل خاص وفي غرب أفريقيا بشكل عام، وخير دليل علي ذلك هو ضغط الحكومة النيجيرية على الشيعة خلال السنوات القليلة الماضية. وفي يناير 2015 أيضاً شكر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي كلاً من نيجيريا ورواندا بسبب امتناعهما عن التصويت لصالح قرار الفلسطينيين المناهض للكيان الإسرائيلي في مجلس الأمن. وهذا يدل على أن العلاقات السياسية بين نيجيريا والكيان الإسرائيلي قد وصلت إلي أعلى مستوى لها، وأصبحت نيجيريا أحد أهم أدوات الكيان الإسرائيلي في غرب أفريقيا.
وفي مجال التجارة فإن الوضع كذلك أيضاً، ونيجيريا هي حالياً أكبر شريك تجاري للكيان الإسرائيلي في أفريقيا، ويبلغ حجم المبادلات بين الجانبين أكثر من مليار دولار سنوياً. وانخفاض مستوي الخبراء النيجيريين وكذلك انخفاض مستوى التكنولوجيا في هذا البلد، وبالعكس ارتفاع مستوي معرفة خبراء الكيان الإسرائيلي، أدي إلي انفتاح السوق النيجيرية في ضوء جهود موشيه رام، علي الشركات العامة والخاصة في الكيان الإسرائيلي.
وبعد توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية بين الكيان الإسرائيلي ونيجيريا في عام 2012، وقع المسؤولون النيجيريون والكيان الإسرائيلي علي اتفاقية جوية لإقامة رحلات مباشرة بين أبوجا وتل أبيب. وبالنسبة إلي المجالات العسكرية والأمنية أيضاً فإن مستوى العلاقات بين الجانبين عال. حيث خلال الفترة الأولى من رئاسة أوباسانجو، تدهور الوضع الأمني في نيجيريا، وفي هذا الوقت طلب الجيش النيجيري مساعدة خبراء الكيان الإسرائيلي الأمنيين للتغلب على هذه المشكلة.
وبالنسبة إلي القضايا الثقافية فإن الأمر كذلك أيضاً، وقد بذلت على مدى السنوات القليلة الماضية جهود كبيرة من قبل اللوبي الصهيوني للتأثير علي نيجيريا. وفي عام 2012 تأسس أول مدرسة عبرية في غرب أفريقيا في ولاية ريفير النيجيرية، وكان هدف هذه المدرسة تعليم اللغة العبرية والتاريخ اليهودي وغيره من العلوم التي تتعلق بهذا الشعب.
كما في زيارة جودلاك جوناثان إلى الأراضي المحتلة، سمح بتأسيس أول بيت حباد في نيجيريا بدعم من اللوبي الصهيوني. حباد هو اسم حركة يهودية تقليدية تقدم المساعدة لليهود في جميع أنحاء العالم عبر أعمال خيرية. هذا المركز قد أنشئ في العديد من البلدان، وينشط في المجالات الدينية والثقافية كمركز داعم لليهود، ويلبي احتياجات المجتمع اليهودي.