كواليس الساعات الأخيرة في “إسرائيل” على ضوء النتائج غير النهائية لانتخابات الكنيست
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
سلطت قنوات التلفزة والصحف الإسرائيلية الصادرة الأربعاء، أضواءها على النتائج غير النهائية لانتخابات الكنيست العشرين، مستعرضةً ما جرى داخل مقار الأحزاب المتنافسة بعد إعلانها.
ويستدل من نتائج الانتخابات غير النهائية التي أعلنتها قنوات التلفزة ومواقع الانترنت الإسرائيلية، بعد فرز نسبة 99,9% من الأصوات الاعتيادية، (لا يشمل أصوات الجنود ونزلاء المستشفيات والمعاقين)، بأن حزب “الليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو انتصر بفارق خمسة أو ستة مقاعد عن حزب المعسكر الصهيوني.
ويتراوح عدد مقاعد الليكود بين 29- 30 مقعدًا، مقابل 24 للمعسكر الصهيوني. وتعتبر هذه النتائج بمثابة انتصار كبير لنتنياهو، الذي كان يصارع إلى ما قبل ثلاثة أيام من أجل سد الفجوة بينه وبين المعسكر الصهيوني، الذي تغلب عليه حسب آخر الاستطلاعات التي نشرت يوم الجمعة بفارق أربعة مقاعد.
وتمكن نتنياهو خلال الأيام الثلاث الأخيرة من سد الفجوة بل والتقدم على المعسكر الصهيوني على حساب تراجع قوة المعسكر اليميني، الذي فقد عددًا كبيرًا من المقاعد لصالح الليكود.
ويبرز في هذه الانتخابات الانتصار الكبير الذي حققته القائمة العربية المشتركة التي تبين صباح اليوم أنها حققت حتى الآن 14 مقعدًا، خلافًا لتوقعات العينة الانتخابية التي بثتها قنوات التلفزة مساء أمس، والتي تكهنت لها بـ12 إلى 13 مقعدًا.
ويعتبر هذا الانتصار كبيرًا بشكل خاص في ضوء انهيار حزب افيغدور ليبرمان “إسرائيل بيتنا” الذي بادر إلى رفع نسبة الحسم بهدف منع الأحزاب العربية من دخول الكنيست، فجاء الرد عليه بتحقيق التحالف التاريخي بين هذه الاحزاب، وتحقيق هذا الانتصار الذي يضمن أيضًا، ولأول مرة انتقال التمثيل العربي في الكنيست الاسرائيلي إلى موقع متقدم، حيث ستكون القوة الثالثة في الكنيست، ويمكن لها أن تترأسه لأول مرة في تاريخ الكنيست.
أما حزب “يوجد مستقبل” فقد انهار من 19 مقعدًا في الكنيست السابقة إلى 11 مقعدًا، ويليه حزب “كلنا” برئاسة موشيه كحلون، الذي يخوض الانتخابات لأول مرة كحزب مستقل، بعد انسحابه من حزب الليكود. وحصل كحلون على 10 مقاعد.
كما انهار حزب البيت اليهودي، بقيادة نفتالي بينت، حيث حقق 8 مقاعد، مقابل 12 مقعدًا في الكنيست السابقة. ثم “يهدوت هتوراة” مع 7 مقاعد، وحركة “شاس” مع 7 مقاعد، ثم “إسرائيل بيتنا” مع 6 مقاعد. أما “ميرتس” فحصلت على 4 مقاعد فقط، فيما لم يتجاوز حزب “ياحد” برئاسة ايلي يشاي – الذي انسحب من “شاس” – نسبة الحسم.
وتم حتى ساعة نشر هذه المعطيات، صباح اليوم الأربعاء، فرز 10,109 صندوق من أصل 10,119 صندوق اقتراع.
وبحسب موقع “واللا” فقد أعلنت رئيسة حركة ميرتس زهافا غلؤون، اليوم، قرارها الاستقالة من رئاسة ميرتس عقب ظهور هذه النتائج. وقالت: “إذا اتضح في نهاية فرز الأصوات أن “ميرتس” حصلت على أربعة مقاعد فقط، فسأستقيل من الكنيست لصالح تمار زاندبرغ، وسأبقى رئيسة لحركة “ميرتس” حتى يتم انتخاب مؤسسات الحزب”.
يشار إلى أن هذه النتائج تختلف في بعضها عن نتائج العينات الانتخابية التي بثتها قنوات التلفزيون الثلاثة إثر إغلاق صناديق الاقتراع عند العاشرة من مساء أمس.
وقد أسفرت نتائج هذه العينات عن تفوق طفيف لحزب “الليكود” على المعسكر الصهيوني، حيث منحته القناة الثانية 28 مقعدًا مقابل 27 للمعسكر الصهيوني، فيما منحته القناة الأولى 27 مقعدًا مقابل 26 لمنافسه. أما نتائج القناة العاشرة فأشارت إلى تعادل الحزبين – 27 مقعدًا لكل منهما. وتعتبر هذه النتائج بمثابة انتصار لنتنياهو الذي قفز من 20 – 22 مقعدًا، حسب آخر الاستطلاعات، إلى 27-28 حسب نتائج العينة التلفزيونية.
وطبقًا لصحيفة “هآرتس” فإن نتنياهو أعلن في خطاب ألقاه الليلة الماضية انتصار ما أسماه “المعسكر القومي” برئاسة “الليكود”، رغم كل العقبات.
ويشار إلى أن مقر الليكود في “غاني هتعروخاة” كان خاليًا من قادة الحزب لدى إعلان نتائج العينة التلفزيونية بسبب الخوف الذي ساد الحزب من الهزيمة، لكنه بعد إعلان نتائج العينات التلفزيونية والتي أشارت إلى ازدياد قوة “الليكود” بحوالي 30% بل وتغلبه على المعسكر الصهيوني هرع قادة الحزب إلى المقر للاحتفال بالانتصار.
وفور ظهور النتائج أجرى نتنياهو اتصالات هاتفية مع قادة الأحزاب اليمينية ودعاها للانضمام إلى حكومة برئاسته. كما اتصل بكحلون ودعاه للعودة إلى صفوف “الليكود”. ورغم تصريحات نتنياهو بأنه لن يشكل “حكومة وحدة قومية”، إلا أن مصادر في الحزب واصلت الحديث عن إمكانية تشكيل حكومة كهذه، حتى بعد إعلان نتائج العينات التلفزيونية.
وسيواجه نتنياهو صراعًا داخل حزبه حول الحقائب الوزارية، حيث لن يتمكن، كما يبدو، من المس بالوزراء الحاليين، بينما يدين، في المقابل، لعدد من النواب الذين وعدهم بمناصب وزارية خلال الحملة الانتخابية، ومن بين هؤلاء زئيف ألكين وياريف ليفين وغيلا جملئيل وميري ريغف، حسب ما قال مصدر في “الليكود”.
ومع صدور نتائج العينات التلفزيونية سادت حالة من الارتباك في المعسكر الصهيوني، وخمدت الأصوات التي كانت تهتف بكلمة “انقلاب” قبل ظهور نتائج العينة الانتخابية، خاصة عندما أشارت القناة الثانية إلى تقدم الليكود على المعسكر الصهيوني بمقعد واحد.
وصدر عن المعسكر الصهيوني بيان بعد ظهور نتائج العينات التلفزيونية قال فيه “إن احتفال نتنياهو وبينت سابق لأوانه، فمعسكر اليمين تحطم وهرتسوغ بدأ بإجراء اتصالات لتشكيل حكومة واسعة بدون بيبي وبينت. وقد اجرى هرتسوغ اتصالات مع كل رؤساء القوائم المحتمل انضمامها إلى ائتلاف حكومي برئاسته، وبدأت طواقم المفاوضات العمل”.
يشار إلى أنه قبل نشر نتائج العينات، كان التفاؤل كبيرًا في مقر المعسكر الصهيوني، لكنه كان يشوبه التخوف. ومع نشر النتائج بدأت التكهنات بشأن إمكانية نجاح هرتسوغ بتشكيل حكومة، أو التوجه إلى “حكومة وحدة قومية”.
وأعلن رئيس حزب “كلنا” موشيه كحلون، انه سيقرر بشأن الشخص الذي سيوصي بتكليفه مهمة تشكيل الحكومة، بعد ظهور النتائج الرسمية للانتخابات.
وقد أبلغ كحلون ذلك لنتنياهو وهرتسوغ خلال محادثتين هاتفيتين أجرياها معه. ومن المنتظر أن يكون كحلون أكثر شخصية يتم مغازلتها خلال الأيام القادمة، حيث يعتبر الكفة التي سترجح القرار بشأن هوية رئيس الحكومة القادمة.
وفور ظهور النتائج الأولية للعينات التلفزيونية منع كحلون أعضاء قائمته من الإدلاء بتصريحات صحفية، وقال :”إنه وحده الذي سيفعل ذلك”.
وفي مقر حزب “يوجد مستقبل” حاولوا الليلة الماضية، بث أجواء من الفرح رغم الخسارة التي مني بها الحزب مقارنة بالانتخابات السابقة. مع ذلك لوحظ تأخر رئيس الحزب يائير لابيد في الوصول إلى المقر لإلقاء خطاب إلا في وقت متأخر.
وكان الحزب يتحدث خلال الحملة الانتخابية عن تكرار النتائج المفاجئة التي حققها في الانتخابات السابقة، وكما يبدو فقد آمن بذلك، لأن الاستطلاعات الداخلية تحدثت عن 14 إلى 17 مقعدًا. مع ذلك كان هناك من اعتبر النتائج مرضية وبمثابة انجاز خاصة وأن الاستطلاعات منحته في بداية الحملة الانتخابية 7 مقاعد فقط.
واستقبلت القائمة العربية المشتركة نتائج العينات التلفزيونية بفرح يشوبه الحزن. فمن جهة توقعت القائمة الحصول على 15 مقعدًا، بينما حصلت على 13. ولكن من جهة أخرى اعتبرت هذا التمثيل يعزز قوة العرب في الكنيست ويطرح قوة سياسية كبيرة. وتأمل القائمة أن تتحسن قوتها مع الانتهاء من فرز كافة أصوات الناخبين، خاصة وأن نسبة كبيرة من المصوتين وصلت إلى صناديق الاقتراع قبل ساعة من إغلاقها، وبعد إغلاق صناديق العينات التلفزيونية.
واعتبر رئيس القائمة أيمن عودة ان القائمة تشكل قصة نجاح، وحسب تقديراته فإن أكثر من 65% من المواطنين العرب صوتوا لها. وقال إن الانتخابات شكلت استفتاء شعبيًا ايجابيًا بالنسبة للقائمة واستمراريتها. كما رأى النائب جمال زحالقة في النتائج انجازًا منح الشرعية للقائمة من قبل غالبية الجمهور العربي.
وبعد أن تكهنت الاستطلاعات بسقوط حزب “إسرائيل بيتنا”، وحصوله في العينات التلفزيونية على خمسة مقاعد، قال رئيس الحزب افيغدور ليبرمان، مساء أمس، إنه يعتبر النتيجة انتصارًا على خلفية محاولة الكثير من القوى القضاء عليه، ملمحًا بذلك إلى التحقيقات التي تم فتحها ضد نشطاء كبار في حزبه عشية الانتخابات. وقال: “لم يكن أي حزب آخر سينجح في هذه المعركة”.
وأضاف: “لقد كانت معركة سياسية، واجهنا خلالها محاولة للقضاء المركز على حزب سياسي بأكمله، وواجهنا قوى كبيرة، والكثير من الجهات، وحتى وسائل الإعلام التي تآمرت للقضاء على الحزب، لكنها فشلت”.
كما مني حزب البيت اليهودي بضربة قوية في الانتخابات، بعد تحطم قوته وانخفاضها إلى ثمانية مقاعد فقط. ولوحظ الشعور بالدهشة في الحزب مع إعلان نتائج العينات التلفزيونية مساء أمس، وكان المشهد بائسًا رغم أن البعض حاولوا الغناء وإظهار الفرح.
وبدأ حزب شاس، احتفالاته بعد ظهور نتائج العينات التلفزيونية بإظهار الفرح إزاء فشل ايلي يشاي باجتياز نسبة الحسم، حسب العينات.
وكتبت “هآرتس” أن فرح “شاس” بخسارة يشاي فاق فرحها بما حظي به الحزب من مقاعد. وقال بيني الباز، مغني الحزب، في كلمته أمام نشطاء الحزب إنه يسعد بهذا النجاح أكثر مما كان سيفرح بـ17 مقعدًا، واخذ يردد “لقد انتهى مفعوله” في إشارة إلى يشاي الذي انشق عن الحزب.
لكن الأصفار التي لازمت اسم يشاي في العينات التلفزيونية الثلاثة لم تطمئن رئيس حزب شاس ارييه درعي، الذي سيواصل قضم أظافره حتى ظهور النتائج النهائية كي يتأكد من سقوطه.
وفيما تلقى أنصار يشاي نتائج العينات بخيبة أمل كبيرة إلا ان يشاي طمأنهم بأن النتائج ستتغير. ولم تتغير الأجواء في مقر الحزب إلا بعد اشارة القناة الأولى لاحقًا، إلى احتمال تجاوز حزب يشاي لنسبة الحسم، ما يعني حصوله على أربعة مقاعد. لكن النتائج الحقيقة أوضحت غير ذلك صباح اليوم.انتهى