الوهابية.. يد الصهيونية ومنبع الإرهاب
تتصدّر الوهابية ومنتوجاتها اليوم صدارة المشهد الإرهابي على الساحتين العربية والدولية، ولا شكّ أن هذه الحركة التكفيرية التي أنتجت العديد من التنظيمات المتطرفة بدءاً من القاعدة مروراً بالنصرة وصولاً إلى تنظيم داعش الإرهابي، تتماهى في سيرتها وأفعالها بشكل كبير مع الحركة الصهيونية، فالوهابية والصهيونية داء واحد يستهدف جسد الأمة الإسلامية، فما هي حقيقة العلاقة بين الحركتين؟ وهل هناك تحالف بينهم؟ لماذا لم تقم جميع هذه الحركات المتطرفة بإستهداف الصهاينة المحتلين ولو لمرّة واحدة؟ لعلّ فيما سنقرأه ما يجيب على هذه الأسئلة
نشأ المذهب الوهابي في المنطقة الإسلامية على أيادي الحكومة البريطانية، وكما الكيان الإسرائيلي الذي اتخذ من وعد بلفور شرعية دولية وأضحى خنجراً في خاصرة العالم الإسلامي، مثّلت الحركة الوهابية الوجه المذهبي لآل سعود وبالتنسيق مع الحكومة البريطانية، عنواناً براقا هدفه الأساس ضرب الإسلام والمسلمين، ولم يخطئ الشيخ الأزهري”فتحي المصري” عندما أكد إنهم يوالون الغرب، ويمهّدون لتثبيت أقدام المعسكر الغربي في قلب البلاد العربيّة والإسلاميّة، فهم “الأيادي الخبيثة التي يحرّكها أعداء الإسلام كيفما يشتهون”.
إن المجموعات الارهابية بما فيها ” القاعدة”و “النصرة ” و” داعش” وغيرها من المنظمات الارهابية التي تمتهن القتل والتعذيب والتفجير صناعة سعودية بامتياز، فالقاعدة هي أول منظمة إرهابية أنشأها السعوديون بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية لمحاربة الروس في افغانستان، وقد ارسلوا اول الامر الشباب السعودي لكي ينضم الى هذه المنظمة وزودوها بالمال والسلاح، وكان رجل الاعمال السعودي اسامة بن لادن هو الذي تبنى دعم وتجهيز هذه المنظمة. مجموعتا النصرة وداعش اللتان تنشطان حاليا في سوريا والعراق وتقومان بعمليات ارهابية، تتلقيان الدعم المالي والتسليحي من السعودية، واذا كان السعوديون ينفون علاقتهم بهذه التنظيمات خشيةً من الإدانة الدولية، وأمريكا والاتحاد الاوروبي تدركان جيدا من الذي يمول هذه التنظيمات الارهابية ومن الذي يقف خلفها، خاصةً أن التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام العالمية وأصحاب القرار في الدول الغربية تؤكد تورط المملكة النفطية في دعم التيارات التكفيرية بشكل كبير.
تتعدى المعطايات والأحداث التي تؤكد وجود علاقة بين المسلحين في سوريا (الممثل الرسمي للوهابية) وسلطات العدو الصهيوني، عدد أنفاس الخلائق. الزيارة التي خصصها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للجرحى السوريين المعارضين الذين يعالجون في مستشفى في الجولان السوري المحتل تؤكد مصيرية العلاقة بين الجانبين، وعندما يقول: “إسرائيل تنقذ حياة الجرحى الذين يصابون في المذبحة المتواصلة في سوريا. هذا هو وجه إسرائيل”.، “هؤلاء جنودنا في الصلح”، يقطع الشك باليقين حول إستراتيجية العلاقة التي لم تتعارض في يوم من الأيام.
لم تكتف الميليشيات المسلحة في سوريا بالدعم المعنوي والطبابة من سلطات الإحتلال، هي ذهبت أبعد من ذلك طلبت دعما عسكرياً. فالجيش السوري وخلال تطهيره للعديد من البلدات والقرى وضبط مخازن المسلحين استطاع ضبط أسلحة”اسرائيلية” بيد الإرهابيين، ليس في منطقة واحدة فقط بل في مناطق متفرقة من أنحاء سوريا.
فالإرهابيون وصل بهم الحال ليطلبوا من العدو الإنخراط العسكري المباشر في سوريا. وقد كشفت مصادر اعلامية اسرائيلية على علاقة وطيدة واتصال مباشر مع المعارضة في أن”الأخيرة لم تعد تريد تزويدها بالسلاح بل تطمع بالتدخل العسكري المباشر لتدمير سوريا. إنهم “يطالبون إسرائيل بالتدخل لدى أميركا لإقناعها بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف 2 لأن عقده يعتبر انتصارا للقيادة السورية”.
لا ريب في أن الوهابية بمختلف مسمياتها هيأت الأرضية المناسبة وساهمت بشكل جلي في جعل الصهيونية تستفرد بفلسطين وشعبها المظلوم لاسيما اهالي غزة، كما نشاهد اليوم، فبدلا من ان يهب العرب والمسلمون للدفاع عن اقدس مقدساتهم وقبلتهم الأولى، نرى العرب ولا سيّما بعض دول الخليج الفارسي بقيادة السعودية(الوجه السياسي للحركة الوهابية) ينخرطون في زمر ارهابية تعيث في الارض فسادا وهدفها الاول والاخير هو اشعال حروب طائفية لاتنتهي، وقد عزّزت الأحداث المتسارعة بعد ما يسمى بـ”الربيع العربي” بصورة لاتقبل الشك عمق التحالف الصهيوني الوهابي، حيث تلاقحت الأفكار الوهابية والدسائس اليهودية ، وأصبح اليهود أقرب الى الوهابية من فرق المسلمين الأخرى.
كما اشرنا سابقا فان اهداف المحور السعودي-الصهيوني-الغربي بالاخص من وجهة النظر الصهيونية القضاء على الحركات الاسلامية المعتدلة والمثقفة واستبدالها بالحركات الوهابية الصغيرة والمتعصبة من اجل تشويه صورة الاسلام ، إضافةً إلى ضرب كافة الدول التي تعارض مشروعها الإستعماري في المنطقة، وهذا التلاقح العقائدي لمسنا وجوده على أنواع آخرى لاسيما العسكرية والوجستية.
الاسلام الوهّابي الحركي، بكل أشكاله السياسية والإرهابية المتداخلة، يسمح للغرب بتحشيد دول ومليشيات، في الإشعال المستمر للحروب الأهلية العربية، إضافةً إلى شن العدوان على البلدان العربية المركزية (العراق، سوريا، مصر) بواسطة الميليشيات المدارة مباشرة أو عبر تركيا ــــ السعودية ــــ قطر، وتهديد روسيا وايران وحتى الصين بالإرهاب، فضلاً عن ترويجه بصورة مباشرة لسياسة الإسلام فوبيا. فصل الخطاب في هذا السياق كان لرئيــس وكالــة المخابــرات الأمريكيــة CIA السابــق “جيمــس وولســي” فــي 2006 عندما تكلّم عن الدول العربية قائلاً :”سنصنــع لهــم إسلامــاً يناسبنــا ، ثــم نجعلهــم يقومــون بالثــورات ، ثــم يتــم انقسامهــم علــى بعــض لنعــرات تعصبيــة .ومــن بعدهــا قادمــون للزحــف وســوف ننتصــر”.!وأضاف وولسي : “أننا سننجح في النهاية كما نجحنا في الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي وسوف أختم بهذا (سوف نجعلهم متوترين). هذه الصنيعة اليوم هي داعش وأخواتها.
ثبت بما لا يقبل ادنى شك ان الوهابية التكفيرية هي ثمرة ولدت من رحم ال سعود نتيجة للعلاقة الغير شرعية بين ال صهيون وال سعود، باختصار الوهابية ومن خلفها السعودية هي اليد الصهيونية التي تسعى لضرب الإسلام والمسلمين، والمنبع الإرهابي لجميع الحركات التكفيرية على وجه المعمورة.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق