محلل سياسي: لولا تعثر المشروع الأمريكي في المنطقة لما تغيرت مواقف أوروبا تجاه سوريا
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد المحلل السياسي السوري عفيف دلا إن التسابق السياسي بين الدول الأوروبية حيال الملف السوري يأتي بتأثر من هذه الدول بمجموعة من المتحولات التي غيرت قواعد اللعبة السياسية في الملف السوري.
وأوضح دلا إن الحالة الميدانية التي تشهدها الأراضي السورية فرضت إيقاعها على مسار الأحداث السياسية في سوريا، مما أدى إلى تعثر المشروع الأمريكي في المنطقة، وعلى ذلك كان لابد من البحث عن مفردات جديدة تتناسب وشكل المرحلة الجديدة بالنسبة لواشنطن، وهذا ما شكل ضرورة للسياسة الغربية لتغيير ملامح مواقفها من المنطقة.
وأشار المحلل السوري إلى أن التصريحات الأوروبية التي تأتي متناقضة فيما بينها تعكس حالة التخبط الكبير في رسم مسار السياسة الغربية تجاه الأزمة السورية، وهذا التخبط سيؤدي إلى تحول أوروبا إلى حالة من العمل الفردي لكل دولة على حدى حيال الملف السوري، مما سيحول الاتحاد الأوروبي إلى مجرد مؤسسة اتحادية على الورق لا أكثر، فما بين تقاذف الاتهامات وتحميل مسؤولية السياسات الخاطئة، يترافق بتصريحات تشير إلى ضرورة العمل على تصويب السياسة الأوروبية تجاه سوريا، ولولا تعثر المشروع الأمريكي في المنطقة ما كنا لنسمع مثل هذه التصريحات من الأوروبيين أو الأمريكيين.
وأضاف المحلل السوري أن تصريحات وزير الخارجية الألمانية تأتي لتؤكد حالتين متوازيتين ومتكاملتين هما التخبط الأوروبي، وزيادة فاعلية سياسة محور المقاومة، وعلى ذلك فإن تصريحات المسؤوليين الأمريكيين “كيري – برينان – فورد” لا يمكن اعتبارها حالة صحوة ضمير أو انسجام مع المعايير الأخلاقية في التعامل، وإنما هي حالة من التكييف مع متغيرات السياسة والميدان في سوريا، ومتغيرات الصراع هذه لم تصب إلا في مصلحة الشعب السوري مما أوجب على الأمريكيين البحث عن طريق لتلافي الوقوع في المحظور أمريكياً، أي الهزيمة الكبرى التي تفيد المعطيات أنها وقعت فعلاً، فالدولة السورية اليوم أكثر قوة بعكس ما كانت تخطط له واشنطن و”إسرائيل”.
وشدد دلا على إن واشنطن ستبقى تتعامل مع المسألة السورية على إنها ملف مصالح لابد وأن تتحقق، وبالتالي ستبقى تستحضر كل أدواتها للحفاظ على بيئة الاشتباك بين القوات السورية والميليشيات والتنظيمات الإرهابي بكل تبعياتها التكفيرية وانتمائتها و ولائتها للدول الخارجية، وهذه الميليشيات مدعومة من أمريكا وإسرائيل بشكل أساسي ومباشر، وبيئة اشتباك سياسي مع سوريا وحلفاءها في المحافل الدولية.
دلا ختم حديثه بالتأكيد على إن محاولة الالتفاف على الوقائع من قبل الإدارة الأمريكية لذا تمهد بتصريحات هي كالرمال المتحركة بالنسبة للقيادة السورية، لا يؤمن لها جانب خاصة وإن الحكومة السورية لا تضع ساقها إلا على أرض صلبة، وهذه الأرض هي تخلي الإدارة الأمريكية عن ازدواجية المعايير وتقر بأنه لا يوجد إلا نوع واحد للإرهاب، ويشمل كل الميليشيات المسلحة التي تقاتلها الحكومة السورية.انتهى