الكاتبة المدانة من الظل!
في مقالة “صوت الأنثى” لنازك الأعرجي تذكر أنواع التحيزات ضد الأدب النسوي حسبما أشارت إليه جوانا روس وتعـددهـا بما يلي: هي لاتكتـب لنفسهـا بـل يكتـب لها.
وإذا اعترفوا أنها تكتب فما تتناوله أمور تافهة. وهناك من يقول انها تكتب، لكن هناك مـن ساعدها في الصياغة. او انهـا تكتـب، لكن كتابـاتها لاتنتـمي الى جـنس أدبي.
أو انها كتبت بالفعل لكنها نسخة مكررة من ذلك الاديب المشهور.
او انها كتبت لكن كتاباتها لن تخلد!،فهل هناك تعصب ضد المرأة لأسباب نجهلها في الرجل؟ أم هناك ضعف في قدرة الرجل وعطائه، تجعله لا يخشى الآخر” الرجل” الذي يشبهه ربما في التكوين العقلي والفكري، لكنه يخشى المرأة ويراها في زاوية قصر النظر، التي لا تجيز لها أن تتعدى المسافة إلى بعد النظر في كل ما تتواجد فيه، وربما يكون وجودها في حقل الكتابة والإبداع، هو المكان الجيد للاستهداف من قبـل هذا ” الظل” الذي لا يـرى كـم هي مسـاحة وجـوده على الأرض التي يسـير عليهـا الآخـرون.
هذا ” الظل” هو السبب، وبغض النظر عن عدده ان كان كبيرا أو صغيرا ، وعن تواجده سواء أكان في منطقة الأدب والثقافة أو في اي ميدان عمل آخر، وعن مدى فاعليته من عدمها، وعن أفق عقله من محدوديته.. هذا ” الظل” عليه أن يعي أولا فكرة مراجعة الذات لمعرفة حجمه الفعلي، وكيفية ” إيجاده” في مساحته، هل جاءت بفعل براعته وتميزه، أم بسبب ظرف طارىء، استطاع من خلاله أن يفترش ظله على مسافة قد يراها متسعة، فيما هي لا تتعدى مساحة التواجد في ” الارشيف ” الذي غالبا ما يضم السيئ والجيد إلى أن يأتي الزمن الذي يعيد ترتيب ذلك الأرشيف، فيضع كل شخص في الرفوف التي يستحقها فعلا، ويقذف من لا يستحق شيئا إلى مكانه الحقيقي؟.
غالبا ما تحارب المرأة، وكأنها خلقت لتتلقى النصال التي دائما تتكسر أمامها لتسقط عند قدميها فتدوسها بتشف وتغادر منطقة النفايات إلى المناطق الأنظف في منعطفات الحياة، وكثيرا ما تتوقف لتسأل: ترى هل من يدخل الصراع مع الآخر هو المبدع الحقيقي أم انصاف المبدعين والمدعين؟ ونادرا ما يشذ عن هذه القاعدة أحد، فليس هم المبدع المتميز أن يكون ” ظلا”، بل هو دائما صورة مبهرة يتابعها الآخرون، ويتمنون أن يصبحوا مثله بنسبة أو بأخرى.
وإن كانت المبدعة ميسلون هادي قد اختارت لكتابها فكرة “التلصص على كتابات المرأة من ثقب الباب” واختارت ما كتبته الناقدة نازك الأعرجي، وهي تستشهد برأي “جوانا روس” فهي تلخص فكرة الكتاب، وهي تشير إلى أنها كلما قرأت رأياً لكاتب عربي أو انتهت من مقابلة صحفية، وجدت أنه من النادر أن يستشهد بكاتبة أو يقتبس منها أو يحيل عبارة قالتها أو كتبتها.
كما انه لا يذكرها الا عندما يسأل فقط عن رأيه بالكاتبات من النساء فيقوم بتوزيع الهدايا على “الحبابات الشاطرات” ويقول ما لا يضر ولا ينفع في الثناء على الجميع.
ترى كيف يمكن لنا أن نلغي هذا الظل من التواجد في المساحات الضيقة التي تليق به
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق