نجاح الدور الإيراني في دعم وحدة العراق ونجاح عملية تكريت، يُحرج أمريكا والتحالف
في الوقت الذي أثبتت فيه القوات العراقية القدرة على القضاء على الإرهاب في العراق، وبالتحديد في معركة تكريت الأخيرة، يحاول التحالف الذي ترأسه أمريكا أن يتدخل في المعركة، لعله يحظى بتسجيل بعضٍ من النقاط، في حين يبدو أن الأمور متجهة لانتصار العراق على الإرهاب. فأمريكا التي خسرت رهانها في معركة تكريت، وجدت نفسها محرجةً أمام الدور الإيراني الداعم لنجاح العملية. فماذا في آخر أخبار مشاركة التحالف في معركة تكريت؟ وما دلالاتها المستقبلية؟
أولاً: مشاركة التحالف وتصريحات العامري :
أكد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري الأربعاء الماضي ، أن مشاركة التحالف الدولي في معركة تحرير مدينة تكريت ستمنع الحشد الشعبي من نشر طائراته المسيرة فوق المدينة والتي بدورها تزود القوات الأرضية بالمعلومات. وقال العامري في حديثه للصحافيين في قضاء سامراء، إن “توقف العمليات العسكرية في مدينة تكريت ليس لأسباب سياسية أو ضغوطات أجنبية، وإنما لوجود بعض الحسابات العسكرية وأمور تتعلق بحماية المدنيين داخل المدينة”، مبينا أن “مشاركة طيران التحالف الدولي في معركة تحرير تكريت ستمنع الحشد الشعبي من نشر طائراته المسيرة لرصد تحركات الإرهابيين”. وأضاف العامري أن “الطائرات المسيرة تبلغنا عن الأهداف الأرضية، ونحن بدورنا ننقلها الى طيران الجيش لمعالجتها”، مشيراً الى أن “الحشد الشعبي استخدم طائرات الاستطلاع في جميع المعارك التي خاضها في ديالى وجرف النصر والضلوعية وقضاء الدور وناحية العلم بصلاح الدين”. وتابع العامري أن “القوات العراقية التي تطوق مدينة تكريت لا تحتاج في هذا الوقت الى أي مساعدة من طيران التحالف الدولي، واذا احتجنا تدخلها في المعركة فسنطلب ذلك عن طريق الحكومة”. وأوضح العامري أن القوات التي ستشارك في اقتحام تكريت هي فصائل الحشد الشعبي وقوات الشرطة الاتحادية بالإضافة الى الجيش العراقي. وكانت وكالة أنباء أمريكية كشفت، الثلاثاء ٢٤ اذار، عن بدء قوات التحالف الدولي بطلعات مراقبة جوية على مدينة تكريت وإرسال المعلومات الإستخبارية للقوات العراقية، مدعيةً أن الدعم تم بناء على طلب من الحكومة العراقية .
ثانياً: القراءة التحليلية :
لا شك أن أمريكا المحرجة من موقفها المتصل بعملية تكريت، والذي تنصلت فيه من دعم قوات التحالف في القضاء على الإرهاب فيها، جعل من أمريكا بطريقة غير مباشرة شريكة في الإرهاب وحمايته. وهنا ما ينطبق على أمريكا ينطبق على الدول التي تقع تحت سلطة سياستها التنفيذية. وما يعرفه الجميع أن الدور الإيراني المتعاظم في المنطقة، أعاد خلط الاوراق السياسية. فنجاح عملية تكريت، وخسارة الرهان الأمريكي على فشل العملية، جعل موقف أمريكا ضعيفاً جداً. ويضاف الى ذلك الانتكاسات التي شهدتها السياسة الأمريكية في دول الشرق الأوسط الأخرى، وبالتحديد سوريا. فإيران التي دعمت شعوب المنطقة في حربها على الإرهاب، دون الغوص أو التدخل في سياساتها الداخلية جعلت من نفسها مرجعيةً إقليمية يحسب لها ألف حساب .
وفيما يتعلق بالتدخل الأمريكي عبر التحالف، قد يهدف هذا التدخل، الى التشويش على الانتصار الذي تقوم به القوات العراقية. فالعامري الأعرف بطبيعة المعركة، كونه يدير قوات الحشد الشعبي، أكد في تصريحاته أن تدخل التحالف سيعيق نجاح الحصول على المعلومات المتعلقة بتحركات الإرهابيين. وهذا الأمر ليس بخفيٍ على المخطط العسكري، فهذه مسلمةٌ في العمل العسكري، يعرفها الجميع، وهي أن تدخل الطائرات الحربية، سيعيق عمل طائرات الاستطلاع. لذلك ليس مستبعداً أن يكون التدخل، من أجل إعادة التوازن لصالح الإرهابيين. فلو كانت نية الأمريكيين صادقة في دعم القوات العراقية، كان الأجدر بها أن تنسق مع الأطراف التي تدير المعركة على الأرض. وهكذا تكون النتيجة حتماً أفضل .
إن السياسة الملتبسة لأمريكا دوماً، لا تدل على شيءٍ جديد، بل تشير الى البراغماتية السياسية المعتادة، لدى اللاعب الأمريكي. لكن انتصارات إيران وتعاظم دورها، وقدرتها على خلط الأوراق ونجاحها في فضح حقيقة الأطراف السياسية كافة، جعل من سياساتها، الأنجح في إدارة شؤون المنطقة. فيما أدخل أمريكا في انتكاساتٍ تتزايد، مع تكشف حقيقة الدور الأمريكي الداعم للإرهاب في الشرق الأوسط والعالم. وهنا تجدر الإشارة الى ضرورة الرهان على وحدة الشعب العراقي، وقدرته على الصمود. وفيما يتزايد الدور الإيراني الداعم لوحدة العراق، تعود أمريكا لسياسة المتاجرة بالدم العراقي. وهنا يأتي السؤال الأهم: هل تسعى أمريكا لحرق إنجازات العراق اليوم، بعد أن أحرقت نفسها؟
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق