الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين العدوان العسكري علي اليمن
في إطار موقفها من الاعتداء العسكري على اليمن، وصفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية غارات دول مجلس التعاون على اليمن بالعدوان الأجنبي وطالبَت بوقفِها على الفور، محذرة من أن الغارات خطرٌ يوسع رقعة الإرهاب، وقامت إيران أمس بنشاط دبلوماسي كثيف من أجل ضمان استقرار اليمن ووحدة أراضيه، حيث قام المسؤولون الإيرانيون وعلى كافة المستويات بتحركات سياسية نشطة من شأنها التأكيد على إدانة الإعتداء العسكري الذي تشنه دول مجلس التعاون وبعض الدول التي تدور في فلكها على الشعب اليمني والعمل على وقف هذا العدوان والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه .
رئيس الجمهورية الإسلامية الشيخ حسن روحاني قام أمس بالاتصال بكل من رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الروسي والفرنسي والصيني حيث أكد الرئيس الإيراني خلال اتصالاته على موقف الجمهورية الإسلامية الرافض لهذا العدوان .
فخلال اتصاله برئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون أدان الرئيس الإيراني حسن روحاني كل أشكال التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وقال: يجب على دول المنطقة تجنب أي تصرف من شأنه زيادة الأزمة وأضاف روحاني: نحن نسعى من أجل تحقيق ثلاثة أهداف توقف التدخل العسكري في اليمن، عدم إعطاء فرصة للإرهابيين لمعاودة نشاطهم، وتشكيل حكومة جامعة .
وخلال اتصاله بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد روحاني على ضرورة حفظ وحدة اليمن واستقراره وتشكيل حكومة تجمع كل الأطراف وقال: ظروف اليمن تختلف عما كانت عليه منذ ثلاثة أشهر مضت؛ الشعب اليمني قام بثورة شعبية وبناء على هذه الظروف الجديدة يجب الالتفات إلى مطالب الشعب اليمني. فيما أكد بوتين على رفض أي نوع من أنواع التدخل العسكري وأن روسيا لا تعتبر هذا الأسلوب أسلوباً بنَّاء. وأكد بوتين على دعم روسيا لوحدة وسلامة الأراضي اليمنية والتأكيد على الحوار بين الأطراف المتنازعة .
وفي اتصاله مع الرئيس الفرنسي قال الرئيس الإيراني: حل مشاكل اليمن ليس حلاً عسكرياً والتدخل العسكري الأجنبي خطير للغاية وسيزيد من عمق هذه الأزمة…نحن نعتقد بأهمية سعي جميع الأطراف الداخلية في اليمن ومن خلال الحوار والمفاوضات من أجل حفظ استقرار اليمن وأمنه وتفويت الفرصة على الإرهابيين لتدمير هذا البلد وطالب روحاني فرنسا أن تستغل نفوذها عند دول المنطقة وعلى الصعيد الدولي لمنع استمرار هذه التدخلات ولمساعدة استقرار ووحدة هذا البلد .
وخلال مؤتمر صحفي في مدينة لوزان السويسرية أبرز وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تأثره لما يحدث في اليمن وفي معرض إجابته على سؤال أحد الصحفيين حول تأثير الأحداث الجارية في اليمن على المفاوضات النووية قال وزير الخارجية الإيراني: ما يحدث في اليمن اليوم هو أمرٌ شديد المرارة، وهو أمر خطير للغاية، نحن دائماً كنا نقول أن موضوع اليمن يجب أن يحل عن طريق الحوار بين الأطراف اليمنية .
وأضاف ظريف: سنستمر في المفاوضات النووية ونحن نتحرك في الطريق الصحيح. ناقشنا بعض المواضيع وسنناقش مواضيع أخرى في الساعات القادمة .
حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية وأفريقيا أدان هذا العدوان بقوله: فيما يتعلق بالأحداث الجارية في اليمن والذي يعد موضوعاً جديداً، نحن نعتبر هذه الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية الأجنبية على الأراضي اليمنية خرقاً لسيادة اليمن وسلامة أراضيه، قيام بعض الدول بشكل تعسفي بنقض ميثاق الأمم المتحدة لن يساعد على تقوية الأمن الدولي .
وأضاف عبد اللهيان: من السهل القيام بالغارات الجوية وبدء الحرب ولكن إنهاء هذه الحرب يعتبر من الأمور الصعبة. للأسف هذه التصرفات سوف تهيئ الأرضية أمام التكفيريين والإرهابيين في اليمن لذلك نحن نطالب بالوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية في هذا البلد .
نحن نعتبر ما يحدث في اليمن شأناً داخلياً، قادة الأحزاب والمجموعات السياسية وقادة اليمن لديهم القدرة الكافية التي تمكنهم من حل مشاكلهم الداخلية .
وقال عبد اللهيان: نحن ندين بشكل حازم التدخل الخارجي في اليمن ونطالب جميع الأطراف اليمنيين العودة إلى مسير الحوار الوطني .
ولكن الرد الأقسى جاء من البرلمان الإيراني عندما أدان رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجوردي الهجوم السعودي على اليمن وقال: إن اشعال النار هذا لاشك سيترك عواقب خطرة وأن العالم الاسلامي سيتعرض لأزمة كبيرة نظراً إلى حساسية هذه المنطقة، مضيفاً: أن نار الحرب على اليمن سترتد على السعودية .
وأضاف بروجردي أن اشعال السعودية نار حرب جديدة في المنطقة دليل على عدم اهتمامها بمشاكل الأمة الإسلامية وغياب المسؤولية لديها وأن نار هذه الحرب سترتد على السعودية نفسها لأن الحرب لن تبقى محدودة في نقطة واحدة .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق