التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, سبتمبر 8, 2024

أمير قطر في القاهرة، فهل عادت المياه لمجاريها؟ 

 في تطور مفاجئ للعلاقة بين مصر وقطر و بعد أزمة دامت حوالي سنتين (منذ الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي)  أعلن في  قطر رسميا أن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيترأس وفد بلاده في القمة العربية التي ستنطلق في مصر غدا .

وفي هذا السياق  ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيترأس وفد بلاده في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها السادسة والعشرين تحت شعار “سبعون عاما من العمل العربي المشترك ”، والتي ستبدأ أعمالها في مدينة شرم الشيخ المصرية غدا السبت، ومن المقرر أن تستمر على مدى يومين. وتعد الزيارة المرتقبة لأمير قطر لمصر هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في ٢٥ يونيو/ حزيران ٢٠١٣ .

كما تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين مصر وقطر توترا لم يخف وهجه بالرغم من التقارب المحدود بينهما نهاية العام الماضي بمبادرة من العاهل السعودي السابق الملك عبدالله بن عبدالعزيز .

الى ذلك  قال مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوي في تصريحات اعلامية  إن مصر تبحث طلبا سعوديا قدم منذ أيام لعقد قمة مصغرة مع الجانب القطري، وبحث التهدئة بينهما، علي هامش القمة العربية المقرر عقدها يومي السبت والأحد. وأوضح المصدر أن “اتصالات دبلوماسية مكثفة حدثت خلال الأيام الماضية بين السعودية ومصر وقطر، لحث الجانبين على الموافقة على انعقاد قمة مصغرة ”.

وتابع المصدر قائلاً إن “السعودية تقدمت بطلب لعقد قمة ثلاثية بين كل من مصر والسعودية وقطر، بغرض تهدئة الأزمة بين القاهرة والدوحة، وذلك على هامش القمة العربية المقرر عقدها بمنتجع شرم الشيخ (شمال شرقي مصر) “.

فيما أكد أن  “مصر ستتخذ موقفها النهائي خلال الساعات المقبلة ”.

وفي سياق متصل كان أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، قال في تصريح سابق إن القمة العربية بشرم الشيخ “بمثابة قمة للتضامن العربي ولم الشمل وتنقية الأجواء العربية ”.

وشاركت قطر في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي جرى يوم الخميس الماضي، بوفد يترأسه خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية القطري. وكان العطية قد قال في وقت سابق وتحديداً في منتصف فبراير/ شباط الماضي، إنه “ليس هناك خلاف بين الدوحة والقاهرة يستدعي رأب الصدع″، خلال تصريحات صحفية انذاك .

الى ذلك شهدت العلاقات المصرية القطرية، في ٢٠ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، التطور الأهم  منذ توترها ووصولها الى مرحلة القطيعة شبه التامة  (بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو/ تموز  والقضاء على حكم الاخوان المسلمين وتجريمهم واعتبار التنظيم المدعوم من قطر حركة ارهابية ٢٠١٣)، وذلك باستقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي (حينها قبل إعفاءه من منصبه) خالد بن عبد العزيز التويجري، قبل أن يتم بعدها بيومين غلق قناة “الجزيرة مباشر مصر”، التي كان النظام المصري يعتبرها منصة للهجوم عليه، ومحور خلاف رئيسي بين البلدين (مصر وقطر ). ورغم تغيير قناة “الجزيرة” الفضائية الرئيسة لشبكة الجزيرة، لسياستها من النظام الحالي بمصر حيث اتخذت مسارا يميل نحو التهدئة، عاودت القناة الهجوم على النظام المصري بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان يقود الوساطة بين الدوحة والقاهرة .

اذاً بعد فصل طويل من المواجهات السياسية بين قطر ومصر، عادت العلاقات بين البلدين اعلامياً على الاقل الى سابق عهدها اثر المصالحة السابقة بين القاهرة والدوحة والتي ستكتمل اليوم بزيارة الأمير تميم بن حمد الى القاهرة فهل تكون الحاجة المصرية الماسة للمال القطري هو الدافع ؟ أم أن الدوحة أدركت حجم المخاطر التي تهدد العروش الخليجية فرأت أنه لا مفر من الدوران في ركب السفينة السعودية والتصالح التام مع مصر دون أن تشق عصى الطاعة مرة اخرى ؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق