عاصفة الحزم .. ماذا لو وجهت إلى إسرائيل؟
الذي تشن فيه دول الخليج الفارسي وعدد من الدول العربية الأخرى العمليات المسماة بعاصفة الحزم لاستهداف اليمن، تثير شخصيات عراقية تساؤلات عن ماهية هذه العملية وأهدافها، متسائلين عن إمكانية توجيه هكذا ضربة إلى إسرائيل التي تمثل الخطر الحقيقي على الأمة العربية والإسلامية وليس اليمن والتغييرات المحتملة فيه.
يقول النائب عن التحالف الوطني العراقي، فيصل غازي، في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس، إن “هذه الهجمة الهمجية التي شنتها دول الخليج (الفارسي) ومعها بعض الدول العربية ضد اخواننا في اليمن تعتبر سابقة خطيرة في العلاقات الدولية”.
وأضاف، إن “هكذا هجمة كان من الأحرى أن توجه ضد اسرائيل المغتصبة للمقدسات في دولة فلسطين العربية وهذا يؤكد على عمق الجذور الطائفية لتلك الدول العربية حيث استهدفت اخواننا الحوثيين لكونهم من الطائفة الشيعية وهذا الموقف موقف مرفوض جدا في هذا العصر وفي هذا الزمان ولكن شريعة الغرب التي تعمل بها الصهيونية العالمية تؤيد تلك التصرفات”.
وتابع، إننا “في المجلس الأعلى نرفض هكذا تدخل والحكومة العراقية كذلك صرحت برفض العدوان والتدخل في الشؤون الداخلية لدولة اليمن الشقيقة”.
بدوره يقول المحلل السياسي محمد حكمت، إن “سرعة الدول الخليجية في هذا التحرك تفسر أنها تتعامل بازدواجية وبمنظور طائفي بحت مع أي خطر يواجه المنطقة فهي لم تحرك ساكنا عندما دخل داعش إلى العراق وسورية بل كانت مرتاحة جدا لهذا الأمر حتى بعد أن أحست بخطر داعش كانت غير مهتمة جدا لكون الأمر لا يمسها بالدرجة الأولى بل يمس دول تعتبرها من مذهب ومن طائفة غير التي هي عليه”.
وأضاف حكمت في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس، إن “دول الخليج (الفارسي) لو كانت صادقة في حرصها المزعوم على أمن المنطقة لكانت بادرت إلى مثل هذا التحرك ضد إسرائيل لكنها بالفعل متحالفة مع إسرائيل وتنسق تحركاتها معها”.
من جانبها طالبت النائب عن التحالف الوطني العراقي، زينب البصري، “المجتمع الدولي بالتدخل لوقف التدخل العسكري السعودي تحت ما يسمى عاصفة الحزم على شعب اليمن”، داعية في بيان لها ورد مراسل وكالة أنباء فارس، إلى “تبني إستراتيجية جديدة لحل الازمة اليمنية واللجوء الى الحوار والحل السلمي للازمة بعيدا عن الاعتداء والدمار”.
وكانت الخارجية العراقية أعربت عن قلقها للتدخل العسكري في الشأن اليمني الذي يؤدي الى تعقيد الأوضاع في اليمن أكثر من السابق ولا يسمح بتبني الحلول السياسية في الظروف المعقدة القائمة.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن “موقفنا هو نبذ استخدام القوة ودعوة الاطراف اليمنية كافة الى تجاوز خلافاتهم من خلال اعتماد اسلوب الحوار الجاد والدعوة الى تحمل المسؤولية وإزالة مبررات الاحتقان السياسي والتوصل الى صيغة للاتفاق على العيش المشترك ومساهمة الجميع في بناء مؤسسات الدولة الشرعية والدستورية بما يحفظ وحدة البلاد ويحقق السلام والوئام ويجنب الشعب اليمني مخاطر الاقتتال والسير في طريق البناء والتقدم”.
ودعت الوزارة إلى “ممارسة هذه الدول دورها لدعم الحوار الوطني بمشاركة جميع القوى السياسية لإيجاد حل سياسي للازمة اليمنية”.
من جانبه دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، المجتمع الدولي الى مساعدة الشعب اليمني واحترام سيادته ووحدة أراضيه، محذرا من أن “التدخلات الأجنبية” لا تزيد الأوضاع إلا سوءا وتعقيدا.
وقال العبادي في بيان لمكتبه تلقى مراسل وكالة انباء فارس، نسخة منه، “ندعو جميع الفرقاء في اليمن العزيز الى الحوار الجاد لإنقاذ البلاد من التدخلات الاجنبية التي لا تزيد الاوضاع إلا سوءا وتعقيدا”، داعيا الدول الاقليمية والمجتمع الدولي الى “مساعدة الشعب اليمني في تجاوز محنته واحترام سيادته ووحدة اراضيه”.
وتواصل طائرات التحالف السعودي – الاميركي قصفها الجوي لليمن ما ادى الى استشهاد العشرات من المدنيين في العاصمة صنعاء وصعدة شمال اليمن.