بدعم من تركيا إدلب في يد النصرة وأهلها يفرون من الإرهاب الي اماكن سيطرة الدولة!؟
في جولة جديدة من الحرب التي يخوضها الجيش السوري على الارهاب العابر للحدود سقطت مدينة ادلب الواقعة في شمال سوريا، على الحدود مع تركيا، والمجاورة لريفي اللاذقية شرقا، وسهل الغاب المطل على حماه جنوبا، والمفتوحة على مناطق سيطرة المتشددين شرقا، بيد الارهابين من جماعة النصرة واخواتها وهي ثاني مدينة بعد مدينة الرقة السورية، التي يحتلها تنظيم داعش الارهابي ويتخذها مركزاً لإمارته المزعومة في بلاد الشام، تخرج عن سيطرة الدولة السورية بعد ٤ سنين من الحرب عليها .
“نهدي تحرير إدلب لإخوتنا في دولة الإسلام” بهذه الكلمات أعلن أحد قادة “جبهة النصرة” الارهابية سيطرة الفصائل التكفيري التي يقودها جيش الفتح “تنظيم ارهابي يضم عدة فصائل تكفيرية تعمل في الشمال السوري مثل “أحرار الشام”، و”الجبهة الإسلامية”، و”جند الأقصى” وعدة فصائل متشددة أخرى ويقوده تكفيريون منتمون للقاعدة”، على مدينة إدلب في شمال سوريا، بعد ٤ أيام من المعارك التي وصفت بالأعنف، فيما سماها المتشددون بـ “غزوة إدلب”، في هجوم هو الاعنف في تاريخ الحرب على سوريا حيث قدّرت أعداد المسلحين المهاجمين بأكثر من ١٠٠٠٠ مقاتل فيما اعترف “المرصد السوري لحقوق الانسان” المعارض بقدوم ٢٠٠٠ مقاتل من الحدود التركية فقط على حد زعمه لتدعيم جبهات محيط إدلب والتي كان يتواجد فيها حوالي ١٥٠٠ مقاتل، ليكون المجموع تقريبا حوالي ٣٥٠٠ مقاتل إضافة لوجود بضع العشرات من المقاتلين الذين ساندوا “المتشددين” من داخل المدينة . فعلى سبيل المثال تمكنت خلية نائمة من الدخول إلى مسجد سعد في حي الثورة واستخدمت مكبرات الصوت لتعلن فيه السيطرة على الحي ما دفع بالمدنيين بالخروج من منازلهم هربا من انتقام المسلحين ما أجبر الجيش الذي كان بالمنطقة على التراجع نحو دوار السياسية حرصا على حياة المدنيين الذين كانوا يلوذون بالفرار من الحي وان يستخدمهم المسلحون دروعا بشرية .
وتمكن الجيش السوري من الانسحاب بأقل خسائر ممكنة مقارنة مع أفواج المسلحين المتدفقين من تركيا ( بحسب اعتراف وسائل إعلام المعارضة )، في الوقت الذي اعترفت وسائل إعلام المعارضة بمقتل عدد كبير من المسلحين، آخرهم أسماء دفعة ضمت ٧٩ قتيلاً بينهم مقاتلون من السعودية والكويت ومصر. وتمكنت وحدات الجيش من إنقاذ حياة آلاف المدنيين وذلك عن طريق تأمين طريق نجاة لهم من إدلب المسطومة ومنها الى الساحل، كما جنّبت المدنيين الذين تبقوا داخل المدنية من عمل عسكري طاحن قد يودي بحياتهم، لا سيما أن نحو ٧٠٠ ألف مدني يقطنون داخل المدينة الصغيرة نسبيا، معظمهم من النازحين. انسحاب الجيش وصف بالناجح، حيث سبق ذلك نقل المكاتب الإدارية بما فيها إلى مدينة جسر الشغور، ولم يترك للمسلحين وثائق أو أموال يمكن الاستفادة منها، في وقت بدأ فيه الجيش السوري يحشد لعملية وصفت بأنها كبيرة لاستعادة المدينة .
احتلت ادلب فيما غابت كلمات “الثورة” و”الحرية” و”العلم الأخضر” و”الديمقراطية” و”المطالب المشروعة” عن حديث المسلحين ووسائل إعلام المعارضة ، فيما حضرت “التكبيرات” وعبارات تنظيم داعش الارهابي و “شرع الله” و”الرايات السوداء” مكانها. في حين عنونت وكالة الصحافة الفرنسية خبر السيطرة بـ “النصرة وحلفاؤها يسيطرون على مدينة إدلب”. وبحسب خبراء فإن جبهة النصرة “وهي ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا، تسعى إلى إقامة كيان خاص بها مواز لـ”الخلافة” التي أعلنها تنظيم “داعش” الارهابي في مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق”، وهذا يعني أن “تحرير إدلب” وفق تعبير “الثوار” لا يعني سوى احتلالها من قبل أصحاب الرايات السود. وقطع المسلحون بذلك طريق الإمداد الوحيد الواصل بين مدينة إدلب وبين بلدتي كفريا والفوعة ( الشيعيتين التين تضمان حوالي ٦٠ الف نسمة) والمحاصرتين أساساً، ليشتد بذلك الحصار عليهما .
اذاً اكثر من اربع سنوات والجيش السوري صامد في مدينة ادلب. اربع سنين لم يكن اي جيش في العالم ان يكتب له هذا الصمود لو لم يقف اهل ادلب بمعظمهم الى جانب الجيش العربي السوري فخلال الفترة الماضية ذاق أهل ادلب الويلات وبقوا صامدين الى جانب الجيش العربي السوري رافضين أن يغادروا بيوتهم. الى ذلك قسم كبير من أهالي ادلب خلال الأيام الخمسة الماضية حمل السلاح الى جانب جيش بلادهم دفاعا عن مدينتهم التي لم يغادروها سوى بطلب من الجيش السوري وبتغطية منه لا لشيء بل لان حياة المواطنين المدنيين من أهم أولويات الجيش و اهم من الجغرافيا حتى .
عائلات بأكملها ذبحت وتذبح منذ يومين في ادلب المحتلة بتهمة “التشبيح” والوقوف مع الدولة السورية وقسم كبير من اهالي تلك المدينة المنكوبة هجر الى مدن اللاذقية وطرطوس فلماذا غادر اهل ادلب مدينتهم الى الساحل…؟ و قبلهم فعل اهل حمص وحلب ودير الزور…؟ و لماذا لم يذهب هؤلاء الى دوما “المحررة” أو الى الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي او الباب او منبج او الى الرستن او تلبيسة او جبل الزاوية او ريف درعا او الى اي منطقة تحتلها الكتائب التي تسمى الاسلامية التي تدعي الدفاع عن اهل السنة..؟ طبعا لن يستطيع ملوك الوهابية ومموليه و لا المستعمرون ان يفسروا ذلك .
نعم سقطت مدينة ادلب السورية بيد النصرة واخواتها ولكن المعركة كر وفر ولا تتحد نتيجة اي حرب بمعركة هنا او هناك واذا كان الامر كذلك فالجيش السوري كان له صولات وجولات في تحرير مدينة حمص والقصير والقلمون والسفيرة والمليحة والقائمة تطول وان غداً لناظره قريب .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق