تأملات في غير اوانها الا يحق للانسان ان يحلم بالسعادة .. ؟
د. ماجد اسد
سأل البروفيسور ، وهو يتأمل فراشة تحوم في المختبر :
– كم سنستغرق في صناعة واحدة مقاربة لهذه الفراشة .. ؟
اجاب المساعد : ليس المهم ان نصنع فراشة مقاربه لمواصفات الفراشة الحقيقية ، ايها البروفيسور ، بل علينا ان نفكر بصناعة العوامل التي ادت الى وجودها !
بذهول حدق البروفيسور في محيا مساعده ، وسأله :
– وماذا ايضآ ..؟
– علينا قبل ان نصنع بيئة شاملة كي ننتج فراشة مستحدثة ، علينا ان نحدد الغاية من ذلك !
آنذاك لم يجد البروفيسور كلمات ليخبر مساعده بها بعد ان ادرك – قال في نفسه – انه فك اللغز !
وقد كان مساعده في تلك اللحظات قد فتح النافذة ، وراح ينظر الى الفراشة تغادر ، حيث الغابة وفي السماء كانت ثمة غيوم ، وسرب طيور ، وومضات برق تنبأ عن عاصفة وشيكة .
هذه ليست قصة قصيرة جدا ، او قصة لها صلة بالخيال العلمي ، او رمزية او محاورة في الاعجاز فحسب ، بل هي تذكرة وومضة تخص قضية مركبة ، يمكن صياغتها على النحو التالي : سأل السياسي زميله ، وهو يفكر في العثور على حلول للمشكلة التي لم تجد سبيلآ للحل ، منذ عقود او قرون :
– كيف نقضي على الفساد .. ؟
سيقول الاخر :
– عندما نعيد بناء المشهد برمته
فقال الاول :
– هذا يعني اننا سنبدأ من الصفر ! اي ، لن نقضي على الفساد الى الابد !!
قال زميله : لا .. يا زميلي ، علينا ان نبدأ بأنفسنا !
– ماذا تقصد ..؟
لنرجع الى القصة الاولى :
ان صناعة فراشة ، كالقضاء على الفساد كلاها يتطلبان دراسه شاملة للمكونات ولكن قبل ذلك يتطلب صياغة سؤال : هل كلانا يعمل للقضاء على الفساد حقآ اذا كان الجواب بنعم ، قد نكون شرعنا بتجديد الغاية ومكوناتها : انها الخطوة الاولى لسعادة الانسان واما اذا كان الجواب بلا ، فستتحول السعادة الى وهم ! فأختر اما النهاية التي تقود الى الصفر او الشروع بالخطوة الاولى نحو جوهر السعادة : البدء بأنفسنا ، وليس ان نستخدم فراشات الكترونية