التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

هل سيضرب داعش والقاعدة أمن اليمن، وينشران الفوضي فيه؟ 

 على الرغم من أن اليمن أصبح في السنوات الأخيرة المقر الرئيسي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولكن يمكن اعتبار هجمات يوم الجمعة الماضي التي استهدفت مساجد في المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون الشيعة في العاصمة اليمنية صنعاء، إحدي أكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد، حيث أسفرت عن مقتل ١٤٢ شخصاً وإصابة ٣٥١ آخرين .

تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الهجوم وحذر من أنه “في حال الدخول إلي اليمن”. من ناحية أخرى، أصدر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بياناً أعلن فيه أنه سيمتنع عن “استهداف المساجد والمحلات التجارية” من أجل حماية “المسلمين الأبرياء “.

ووقعت الهجمات في صنعاء بعد ٤٨ ساعة من هجوم آخر استهدف متحفاً سياحياً في تونس. الهجوم الذي وقع في تونس خلف ٢١ قتيلاً وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم أيضاً. ويعتقد العديد من الخبراء والمحللين أن داعش ومن خلال هذه الهجمات حاول أن يظهر أن المسافة الجغرافية لا تنتقص من قدرة هذا التنظيم الإرهابي علي الهجمات المنسقة .

اليمن منذ عام ٢٠١٢ وفي أعقاب الإطاحة بنظام علي عبد الله صالح شهد الاضطرابات والفوضي، ومنذ العام الماضي حين تولي الحوثيون السلطة في العاصمة صنعاء، تدهورت الظروف الأمنية بشدة. الحوثيون الذين يتلقون الدعم من عبدالله صالح وكذلك إيران، حسب بعض الادعاءات، حاصروا القصر الرئاسي في صنعاء، وأخيراً استقال عبد ربه منصور هادي من الرئاسة وهرب إلى ميناء عدن في جنوب اليمن. الحوثيون بعد تولي السلطة في صنعاء، للتقدم في المناطق الوسطى من اليمن، واجهوا مقاومة شديدة من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والقبائل السنية، وأسفرت الاشتباكات عن العديد من الضحايا .

تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي هو حسب وجهة نظر أمريكا أخطر فرع لهذه الشبكة الجهادية المتطرفة، تأسس في عام ٢٠٠٩، وأعلن مسؤوليته عن العديد من الهجمات القاتلة التي استهدفت قوات الأمن اليمنية في السنوات الأخيرة. كما تبنت هذه المجموعة أيضاً المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف مجلة تشارلي ابدو الأسبوعية الساخرة في باريس .

ومع ذلك، يعتقد العديد من المحللين أن قدرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن قد انخفضت منذ الاضطرابات في البلاد. في المقابل، تقدم داعش العام الماضي بسرعة في أجزاء من العراق وسوريا، وحتى الجماعات الجهادية المتطرفة في مصر وليبيا قد بايعت هذا التنظيم الإرهابي، واليوم حسب الأدلة المتاحة قد دخل إلي تونس واليمن أيضاً .

من ناحية أخرى، يواجه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية حالياً مشاكل حادة. مقاتلو التنظيم من محافظتي ذمار وصنعاء، أعلنوا في الشهر الماضي تحالفهم مع داعش بهدف مهاجمة الحوثيين الشيعة .

ومنذ سيطرة أنصار الله على أجزاء كبيرة من اليمن، فقد تنظيم القاعدة مصداقيته ولا يستطيع حتى حماية المحافظات السنية. وفي الوقت نفسه، لم يخف داعش رغبته للمضي قدما نحو شبه الجزيرة العربية، وفي هذا السياق فإن الهدف الرئيسي لهذا التنظيم الإرهابي هو اليمن؛ لأنه يعتبر اليمن الموطن الأصلي للعرب .

وبالإضافة إلى ذلك داعش الذي احتلّ جزءاً كبيراً من المناطق العربية السنية في العراق بما في ذلك محافظة الانبار، ربما يسعي عن طريق إنشاء قاعدة في اليمن، إلي “تطويق استراتيجي السعودية “.

الهجوم علي اليمن وتونس بعد بضعة أيام ، من المرجح أنه بداية لمرحلة جديدة من أنشطة هذا التنظيم الإرهابي. وهذه الهجمات العنيفة في هذين البلدين، تمهيد لبدء الهجمات الإرهابية ضد أوروبا .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق