التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

كتيبة “عقبة بن نافع” الارهابية تهدد بضرب تونس مجدداً وتضع السبسي علي رأس أهدافها 

 في تحدي جديد للأمن في البلاد و تهديد شخصي للرئيس التونسي الباجي القائد السبسي أعلنت ما تسمى بـ”كتيبة عقبة بن نافع” الناشطة في تونس و المتحصنة بجبال الشعانبي بمحافظة القصرين الجنوبية أن ٤٦٢ من عناصرها يستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية في قلب تونس .

 ونشرت الجماعة بيانا مطولاً لها من ١٧ صفحة هددت من خلاله كل من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة حبيب الصيد و وزير الداخلية ناجم الغرسلي والناطق الرسمي للوزارة محمد علي العروي بالانتقام للإرهابيين الذين قتلوا على أيدى وحدات مكافحة الارهاب. وذلك ردا على مقتل “أمير الكتيبة” الارهابي لقمان أبو صخر و٨ آخرين في مواجهات مع القوات الأمنية التونسية في محافظة قفصة، وسط غرب البلاد،وأعلنت في الوقت ذاته عن استعداد المئات من عناصرها  للقيام بهجمات جديدة ضد أفراد ومواقع جديدة في تونس. وقالت الكتيبة في بيان على الموقع المحسوب عليها “أفريقية للإعلام” أن “عملية باردو” التي أوقعت ٢٣ شخصا، بينهم ٢٠ أجنبيا، كان هدفها جس النبض، متوعدة بهجمات أكثر دموية .

وأضاف البيان المذكور في اشارته إلى مسيرة باردو المناهضة للارهاب:” أن “مسيرتكم ” ضدّ الإسلام وإرهاب الكفّار والكافرين أظهرت حجمكم الحقيقيّ (في إشارة إلى كبار المسؤوليين في تونس) رغم تجييش أحزابكم وتلفزيوناتكم لأكثر من أسبوع ودعوتهم لهذه المسيرة المزعومة ”

وكانت تونس قد شهدت الأحد الماضي واحدة من أكبر المسيرات في تاريخها إذ خرج عشرات الألاف من التونسين رافعين شعار “بوحدتنا .. ننتصر على الإرهاب” وقد شارك فيها التحرك الكبير قادة و رؤساء حكومات و شخصيات رسمية عربية وأجنبية .

وكان وزير الداخلية، ناجم الغرسلي، كشف في مؤتمر صحفي، أن الإرهابيين التسعة الذين قتلوا في محافظة قفصة كانوا يعتزمون التوجه إلى الحدود الليبية للحصول على سيارات مفخخة لتنفيذ عمليات تفجير بتونس بمساعدة عنصر إرهابي ليبي .و وصف رئيس الحكومة الحبيب الصيد حينها العملية الأمنية التي نفذتها قوات خاصة من الحرس الوطني بمنطقة سيدي عيش من ولاية قفصة بالـ”الهامة جدا” والتي كانت مبرمجة منذ فترة معتبرا أن النتيجة كانت نوعية والنجاح كان “باهرا”.وأكد الصيد أن قتلى الذين وقعوا في صفوف الإرهابيين يعتبرون من أهم عناصر كتيبة عقبة بن نافع وعلى رأسهم الإرهابي الجزائري لقمان أبو صخر، وهي عناصر مسؤولة عن العمليات الإرهابية التي جدت مؤخرا. ويعتبر خالد بن حمادي الشايب الملقب بـ “لقمان أبو صخر” وهو جزائري الجنسية، وهو زعيم كتيبة عقبة بن نافع أحد أبرز الملاحقين من قبل السلطات التونسية وهو المتهم بالتخطيط بالهجوم على متحف “باردو ”.

كتيبة “عقبة بن نافع” النشوء والتسمية

ظهرت كتيبة عقبة بن نافع بعد ثورة ١٤ يناير/كانون الثاني، وخططت لإقامة” أول إمارة إسلامية” بشمال إفريقيا، وبحسب السلطات التونسية، يرجع أصل تسمية الكتيبة إلى اسم القائد عقبة بن نافع، أبرز القادة الإسلاميين الذين فتحوا بلاد المغرب، بما فيها تونس. وتعتبر هذه المجموعة ، مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخططت لإقامة “أول إمارة إسلامية” في شمال أفريقيا في هذا البلد بعد “الثورة” التي أطاحت مطلع ٢٠١١ بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وتعتبر كتيبة عقبة بن نافع قوات الأمن والجيش بأنهم “طواغيت” وتحرض على قتلهم واستهدافهم، وقد زرعت ألغاما في جبل الشعانبي حيث يتحصنون لمنع تقدم قوات الجيش والأمن، وأدت هذه الانفجارات إلى مقتل وإصابة عدد كبير من القوات التونسية. وفي شهر سبتمبر/أيلول ٢٠١٤ أعلنت كتيبة عقبة بن نافع مبايعة تنظيم”داعش” ودعته إلى تجاوز حدود سوريا والعراق، وتحطيم “الطغاة” في كل مكان.وتقول السلطات التونسية إن هذه المجموعة مسؤولة عن الهجوم الذي استهدف متحف باردو في ١٨ آذار/مارس وأسفر عن مقتل ٢٢ شخصا بينهم ٢١ سائحا أجنبيا، مع أن تنظيم “الدولة الإسلامية” تبنى هذه العملية .

ماهي الأعمال الإرهابية لكتيبة “عقبة بن نافع”؟

بحسب الدّاخلية التونسية فإن “كتيبة عقبة بن نافع″ التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المسؤولة عن كل العمليات الإرهابية خاصة بجبل الشعانبي (وسط غرب) منذ ٢٠١٢، إلا أن وزارة الداخلية التونسية لم تعلن لقمان أبو صخر بشكل كبير كأحد المطلوبين والقياديين إلا في يناير/ كانون ثان ٢٠١٤ .

ففي ٢٩ تموز/يوليو ٢٠١٣ ذبحت المجموعة مع موعد الإفطار في شهر رمضان في كمين نصبته لدورية للجيش بجبل الشعانبي، ثمانية عسكريين وسرقت أسلحتهم وبدلاتهم العسكرية بعدما ذبحت خمسة منهم في حادثة اهتز لها الرأي العام المحلي وأججت أزمة سياسية حادة في تونس .

وفي ١٦ يوليو/تموز قتل ١٥ عسكريا في هجوم نفذه عشرات من المسلّحين المحسوبين على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجبل الشعانبي، وفق السلطات التونسية.وكان الهجوم الأسوأ في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة ١٩٥٦ .

الى ذلك وفي ٢٨مايو/أيار ٢٠١٤ شنت المجموعة هجوم استهداف منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في محافظة القصرين وأسفر عن مقتل ٤ أمنيين وإصابة اثنين وتنبى التنظيم في بيان له مسؤوليته عن الحادث .

وفي منتصف حزيران/يونيو ٢٠١٤ أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لأول مرة، أن المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي تابعون له. اعمال التنظيم الارهابي لم تتوقف وصولاً للعام٢٠١٥   وما حدث خلال شهر آذار /مارس من استهداف متحف باردو ومقتل السياح وثلاثة مواطنين .

وبحسب وزير الداخلية السابق علي العريض الأمين العام الحالي لحركة النهضة الإسلامية فإن أغلب عناصر المجموعة ينحدرون من ولاية القصرين “ويشرف على تدريبها ثلاثة جزائريين لهم علاقة مع أمير القاعدة في المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود” واسمه الحقيقي عبد المالك درودكال.وأفاد أن أغلب التونسيين الذين ينتمون إلى المجموعة هم نشطاء في جماعة “أنصار الشريعة بتونس” التي صنفتها تونس والولايات المتحدة تنظيما إرهابيا في ٢٠١٣ ورغم القصف الجوي المنتظم والعمليات البرية في جبل الشعانبي، لم تتمكن قوات الأمن التونسية والجيش حتى الآن من السيطرة على المسلحين المتحصنين بالجبل.وعزت وزارة الدفاع ذلك إلى وعورة تضاريس الجبل الذي يمتد على مساحة مئة كلم مربع بينها ٧٠ كلم تغطيها الغابات .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق